خدميمجتمعمحلي

منها جني الأعشاب وبيع البنزين والقهوة.. الظروف المعيشية تفرض على النساء السوريات مهناً لم يألفوها سابقاً

منها جني الأعشاب وبيع البنزين والقهوة.. الظروف المعيشية تفرض على النساء السوريات مهناً لم يألفوها سابقاً

 

لا شك أن سنوات الحرب الثقيلة على سورية، تركت بظلالها القاسية على الشعب السوري طيلة عقد من الزمن، ولا سيما النساء، اللواتي مارسن الكثير من الأعمال التي لم يعتادوا عليها سابقاً، لتأمين قوت أطفالهم، في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وتحدثت إحدى السيدات لصحيفة “تشرين”، أنها تعمل بجني الأعشاب من غابات قريتها، باب جنة، التابعة لناحية صلنفة في الساحل السوري.

وقالت السيدة وهي أم لثلاثة أطفال، للصحيفة، إن الحاجة المادية هي أهم الأسباب التي تدفع المرأة للعمل جنبا إلى جنب مع الرجل.

وعن موسم جني هذه الأعشاب، بيّنت السيدة، أنّه يبدأ من الربيع حتى الخريف، حيث تبحث عن أصناف الأعشاب المفيدة المنتشرة في الجبال، ما يحتاج إلى وقت ومجهود للحصول عليها، ثمّ تقوم بتنقيتها وتجفيفها، ومن ثمّ تخزينها بطرق معينة لتبقى محتفظة بخصائصها لفترة زمنية طويلة.

وأشارت إلى أنها في البداية واجهت صعوبة، لأنها كانت تبحث بمفردها عن الأعشاب، أما بعد أن زاد الإقبال على شراء الأعشاب فإنها استعانت بنساء من القرية يعملن معاً في جني الأعشاب وتجفيفها وتسويقها، مؤكدة أنه يتم تسويق هذه الأعشاب إلى بقية المحافظات، وقد زاد الطلب بشكل كبير على هذه الأصناف من الأعشاب لجودتها وأسعارها المقبولة.

اقرأ أيضاً: “الحاجة إلى الكسب” أجبرت النساء على دخول ميادين عمل جديدة كان حكراً للرجال

وتتحدث سيدة أخرى، عن عملها ببيع الفستق على عربة صغيرة في شوارع العاصمة دمشق.

وقالت السيدة لـ “سناك سوري” إنها تعمل لتأمين مصدر رزق لها ولأسرتها وسط تردي الأوضاع المعيشية.

في السياق، وعلى بعد أميال من مول كفرسوسة في دمشق، تقف شابة على عربة، حيث تبيع القهوة والمشروبات الساخنة.

وأضافت الشابة، أنها تبدأ عملها منذ الساعة التاسعة صباحاً، وتصل إلى المنطقة التي اختارتها لتضع فيها آلة القهوة على دراجتها الهوائية قادمة من منزلها في منطقة الزاهرة.

وأشارت إلى أنها عملت في كثير من الأعمال، قبل أن تستدين مبلغاً لتشتري آلة القهوة وتفتتح البسطة المتواضعة في بيع القهوة والمشروبات الساخنة.

ولفتت إلى أنها تكافح كما أقرانها الشباب الذين يواجهون الصعوبات الاقتصادية في البلاد وتشغلهم هموم الحياة لتأمين قوت يومهم الذي يحتاج لكثير من الجهد والروية والإصرار.

كما اقتحمت بعض الفتيات سوق بيع البنزين في دمشق، بحسب موقع “أثر برس”.

وذكر الموقع، أن إحدى السيدات تقف في إحدى شوارع دمشق، وتشير إلى السيارات العابرة بقمع البنزين.

وقالت السيدة، إن عمل المرأة ليس عيباً، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة في سورية، من غلاء المعيشة وعدم توفر فرص عمل جيدة.

وأشارت إلى أن أغلبية النساء اللاتي يعملن في مِهن كبيع البنزين والخبز على الطرقات مجبرات، نظراً لأنهنّ المعيل الوحيد لأسرهنّ، مؤكدة أن الحرب أفرزت أسوأ ما لديها على هذه البلاد، والفقراء هم الضحايا الرئيسيون.

هذا غيض من فيض المهن التي مارستها النساء السوريات خلال السنوات الماضية، حيث عملت نادلة مطعم، وسائقة باص وتكسي، وعاملة تنظيف، وغيرها الكثير، من المهن التي فرضتها الظروف المعيشية القاهرة، لكن مهما كان الأمر، تبقى المرأة السورية قادرة كما عرفت عبر تاريخها، على تجاوز كل المحن التي تواجهها لتربية أبنائها.

وعسى الله أن يخفف وطأة الظروف المعيشية عنا ومعها تخفيف المسؤوليات الملقاة على المرأة أيضاً.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى