ارتفاع الأسعار يصل للزراعة.. قرار رفع الأسمدة يشلّ عمل الفلاحين ويهدد بعزوفهم عن العمل
ارتفاع الأسعار يصل للزراعة.. قرار رفع الأسمدة يشلّ عمل الفلاحين ويهدد بعزوفهم عن العمل
“ارتفاع سعر الأسمدة” حلقة جديدة تسجل ضمن مسلسل ارتفاع الأسعار اليومي التي تشهدها سورية، فبعد آخر زيادة والتي بلغت نسبتها نحو 90 بالمئة التي جرت في شهر آب الماضي، عاد المصرف الزراعي لرفع أسعار المادة من جديد.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الفلاح الأمرين ويذوق مرارة ارتفاع التكاليف التي تسببت بعزوف الكثير منهم عن الزراعة، أصدر المصرف الزراعي التعاوني الثلاثاء تعميماً يقضي برفع أسعار الأسمدة لأصناف مختلفة.
وبحسب قرار المصرف، فإن سعر طن سماد سوبر فوسفات ارتفع من مليون و112 ألف ليرة إلى مليونين و50 ألف ليرة، كما ارتفع سعر طن سماد اليوريا من مليونين و400 ألف إلى 3 ملايين ليرة، فيما ارتفع سعر سماد نترات الأمونيوم من مليون ونصف إلى مليون و650 ألف ليرة.
وطلب المصرف في إعلانه، إلى فروعه كافة إعادة عملية بيع الأسمدة للفلاحين وفق الأسعار الجديدة اعتباراً من اليوم الثلاثاء “تاريخ صدور قرار الرفع الجديد”.
رئيس لجنة الزراعات المحمية لدى اتحاد الغرف الزراعية السورية، المهندس “شفيق عثمان”، اعتبر أن “القرار مجحف جداً بحق كل مزارع منتج، كما أنه جاء في توقيت خاطئ بالتزامن مع التحضير للموسم”، مشيراً إلى أنه “مزارع ويقوم بزراعة عشرات البيوت البلاستيكية والأراضي المكشوفة، والقرار كفيل بشل عمل أي مزارع”.
وأكّد “عثمان” في تصريح لـ “تلفزيون الخبر”، أن “القرار سيقلل حتماً من المساحات المزروعة، بالتالي قلة الإنتاج، وانعكاسات ذلك على واقع الأسعار، في مرحلة نحن بأمس الحاجة بها للمنتج الزراعي”، موضحاً أنه ما كان على الحكومة اتخاذه هو “فتح باب الاستيراد من قبل القطاع الخاص والمنافسة الشريفة بدلاً من رفع الأسعار”.
واقترح “عثمان” على الحكومة “منح المزارعين قروض بدون فائدة، لتمويل المزارع بالأسمدة”، مؤكداً أن “معظم المزارعين اليوم أصبحوا غير قادرين على تأمين مستلزمات زراعتهم بظل الأسعار الحالية”.
بدوره، نفى مدير عام المصرف الزراعي التعاوني تكليفاً، الدكتور “أحمد الزهري”، أن تكون نسبة الرفع الحالي لأسعار الأسمدة بلغت 100%، مؤكداً أنها غير صحيحة.
وبيّن أن “الزيادة بشكلٍ عام معقولة، فأسعار السماد عالمياً مرتفعة”، مشيراً “على سبيل المثال إلى أن سعر الطن من سماد اليوريا 800 دولار”.
وأشار “الزهري”، إلى أن “المصرف الزراعي التعاوني لجأ بعد توقف معمل الأسمدة في حمص، والمستثمر من قبل شركة روسية عن الإنتاج، إلى كافة الوسائل لتأمين السماد للفلاحين سواء عن طريق الاستيراد أو محلياً من القطاع الخاص”.
لافتاً إلى أنه “وبالرغم من الزيادة الحالية لا زالت أسعار مبيع السماد لدى المصرف الزراعي التعاوني أقل بكثير مما هي عليه في القطاع الخاص”.
يشار إلى أن أسعار الأسمدة في السوق المحلية أعلى بكثير مما يتحدث به المعنيون، علما أن الكميات التي يحصل عليها المزارعين عبر القنوات الرسمية قليلة جداً ولا تكفي مواسمهم.
اقرأ أيضاً: بعد نفي عدّة مرات.. محافظة دمشق ترفع أجور النقل!!
