مجتمعمحلي

قرارات رسمية تنعش السوق السوداء أمام أعين الرقابة النائمة

قرارات رسمية تنعش السوق السوداء أمام أعين الرقابة النائمة

 

أشعل قرار مجلس الوزراء، بتخفيض مخصصات البنزين والمازوت بنسبة 50%، أسعار المحروقات في السوق السوداء، حيث سجلت عموم المحافظات السورية التي شملها القرار ارتفاعاتٍ قياسية في أسعار البنزين.

ووصل سعر ليتر البنزين في السوق السوداء إلى 17000 ليرة، وأكثر من 11000 ليرة لليتر المازوت، الأمر الذي ترك أثره في تسعيرة وسائل النقل العام وخاصة سيارات الأجرة “التكسي”، لا سيما ضمن العاصمة دمشق، والتي رفعت أجرتها لما يقارب “ثلاثة أضعاف”.

وفي الوقت الذي يبرر فيه سائقو التكاسي ارتفاع الأجرة بسبب غلاء البنزين، يقول آخرون أن سائقي التكسي “الصيادين” كما وصفوا، ضاعفوا أسعارهم منذ أن تم تركيب أجهزة GPS والتي أجبرت سائقيها على العودة للعمل على خطوط النقل بعد أن كانوا يحصلون على مخصصاتهم لبيعها في السوق السوداء، ما تسبب بقلة حاجة الناس إلى استخدام سيارات التكسي كركاب أو طلبات خاصة، وبالتالي فإن سائقي التكسي عوضوا نقص الطلب عليهم برفع الأسعار.

وبحسب موقع “أثر برس” المحلي، تشهد منطقة البرامكة بدمشق، أسعاراً غير منطقية لنقل الركاب، من قبل التكاسي التي تستثمر أزمة المحروقات، وسط انقطاع عدد كبير من حافلات نقل الركاب عن العمل لعدم توفر الوقود.

وذكر الموقع، أن أحد سائقي التكاسي على خط “معضمية الشام”، طلب مبلغ 10 آلاف عن كل راكب “بما معناه 40 ألف ليرة عن كل سفرة”، بحجة غلاء سعر البنزين، علما أن المسافة التي سيجتازها تستهلك أقل من ليتر، ما يعني أن ربحه يصل لـ 300%.

فيما طلب بعض أصحاب التكاسي، بحسب الموقع، مبلغ 13 ألف ليرة لنقل الراكب الواحد إلى منطقة “مفرق جديدة عرطوز”، ما يعني أن تكلفة نقل أربعة ركاب لمسافة 12 كم بلغت 52 ألف ليرة سورية.

هذا الأمر دفع العديد من المواطنين للمطالبة بتطبيق عمل GPS على سيارات النقل “التكسي”، ليتم منحهم مخصصات يومية تتناسب وحجم المسافة التي يقطعونها يومياً.

قرارات رسمية تنعش السوق السوداء أمام أعين الرقابة النائمة
قرارات رسمية تنعش السوق السوداء أمام أعين الرقابة النائمة

حافلات نقل الركاب بدورها، ليست أفضل حالاً من التكاسي، ففي ساعات الليل تصبح تسعيرة نقل الراكب إلى جديدة عرطوز، بين 1500-2000 ليرة سورية، أي من ثلاثة إلى أربعة أضعاف التسعيرة الجديدة التي حُدِّدت قبل أيام.

وبحسب ما ذكر الموقع، فإن كل ما يحدث في منطقة البرامكة يحدث أمام أعين شرطة المرور، مشيراً إلى أنه لو رغبت شرطة المرور أو حتى دوريات التموين، أن تعمل بضمير لكان الوضع مختلفاً، لكن ترك السائقون وتجار السوق السوداء ينهبون الناس، وتصريحات المسؤولين عن محاربة السوق السوداء ما هي إلا “حكي جرايد”.

في المقابل يقول أحد سائقي التكاسي، “نحن ضحايا أيضاً، من يريد أن يحارب تجارة المحروقات فليراقب محطات بيع الوقود وبسطات بيع المحروقات مراقبة علنية في المعضمية والسومرية، البيع علني وبأسعار تتبدل من الصباح للمساء، وإن قرر سائق التكسي مقاطعة السوق السوداء فسيجلس في منزله من دون عمل، ولن يقدم له أحد من الحكومة ليرة سورية واحدة”.

الجدير ذكره أن أزمة المحروقات التي تمر بها البلاد، لم تقف آثارها الكارثية على قطاع النقل وحده، بل أدت إلى ارتفاع جنوني في أسعار كل  المواد الغذائية وغير الغذائية بحجة ارتفاع أجور النقل، حيث تضاعفت على سبيل المثال، أسعار الحليب ومشتقاته، ووصل سعر كيلو الحليب إلى 3500 ليرة، كما سجل سعر كيلو اللبن ما بين 3700 و4500 ليرة، بينما تراوح سعر كيلو اللبنة ما بين 14 ألف حتى 20 ألف ليرة، وتراوح سعر كيلو الجبن الشلل من 27 ألف إلى 30 ألف ليرة، أما الجبنة البلدية فقد تراوح سعر الكيلو منها ما بين 17 و20 ألف ليرة، كما ارتفعت أسعار الخضروات، بنسبة تقارب 30 بالمئة.

حالة الفلتان الكبيرة التي تشهدها الأسواق تفوق قدرة الجميع على استيعابها، وتأتي بالتزامن مع حالة سكون لدى الجهات الرقابية الغائبة، تاركين التجار يلعبون لعبتهم ويستفردون بالأسواق، فيما المواطن يستغيث!!

كليك نيوز

اقرأ أيضاً: تركيب أجهزة GPS على 1700 مركبة في حلب.. هل ستنجح بضبط حركة النقل بالمدينة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى