في مقدمتها الماء والمواصلات.. هل يصل صوت “الحماصنة” لمجالس الإدارة المحلية؟
يعقد سكان محافظة حمص ريفاً ومدينة آمالهم على المرشحين المقبلين في انتخابات مجالس الإدارة المحلية القادمة، آمالاً لا تنتظر حلولاً جذرية للمشاكل العديدة التي تعانيها المحافظة الأكبر في سوريا، بل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير الخدمات ما أمكن ذلك.
ويطالب سكان هذه المحافظة شاسعة المساحة، والحدودية مع ثلاث دول، بالاقتراب منهم ومعرفة مطالبهم بشكل مباشر دون “واسطات” ودور ووعود وتأجيل، في ظل ارتفاع أسعار جنوني، كان آخره رفع ليتر البنزين بمقدار الضعف مع مخاوف من سريان الأمر نفسه على المازوت.
مع فوضى تسعير التكسي.. مطالبات بتأمين السرافيس
جالت “كليك نيوز” في عدد من شوارع وأحياء مدينة حمص للتعرف على أكثر الأمور التي تشغل بال المواطن فيها، مع إلحاح بضرورة إيصال أصواتهم إلى المعنيين من قبل المرشحين.
في حي عكرمة الملاصق لجامعة البعث، تجمعات كبيرة ودائمة لعشرات الطلاب والموظفين والعسكريين ممن ينتظرون سرفيس يقلهم إلى منازلهم وأعمالهم، إلا أن الفترة قد تطول لأكثر من ساعة مع قلة السيارات العاملة على الخطوط وقلة باصات النقل الداخلي التي تساهم بحل هذه الأزمة بشكل كبير.
تحدث مهند وهو طالب في كلية التربية لـ “كليك نيوز” قائلاً “بات الوصول إلى الجامعة همّ كبير لمعظم الطلاب، مع ندرة السرافيس في معظم خطوط المدينة والريف، حيث اضطر للاستيقاظ قبل موعد المحاضرة بساعتين كي أحظى بمقعد، وفي أسوأ الحالات أمشي نصف ساعة من حي باب السباع إلى هنا”.
وفي المعاناة ذاتها، اشتكت رنيم وهي من سكان الريف الشرقي للمحافظة، وقالت “من أصل 8 سرافيس لا يعمل إلا اثنان على الخط ما يتسبب بضغط كبير من الركاب على اختلاف فئاتهم فالجميع يريد الوصول إلى حمص، لكن لا حياة لمن تنادي من المعنيين وهو ما نطالب بالنظر فيه من الأعضاء الفائزين”.
المياه وقلة كمياتها.. خصوصاًّ في الريف الشرقي
يعاني مزارعو حمص من عدة مشاكل تواجههم خلال العام في زراعة وجني محاصيلهم التي تتنوع بمختلف أصنافها في المحافظة، كالعنب والتفاح والزيتون واللوز والخضروات.
وتختلف أولويات وحاجات المزارعين بحسب المنطقة والريف الذي تقع فيه أراضيهم، حيث يطالب الموجودون في الريف الغربي والشمالي بزيادة دعمهم بالأسمدة والمحروقات اللازمة لنقل المحاصيل وحراثة الأراضي.
أما شرقاً وإضافة للمشاكل السابقة، أضاف أبو سليم وهو مزارع من منطقة جب الجراح ما وصفه بالكارثة غير المبررة والناتجة عن تقصير وإهمال كبير من المعنيين بقطاع الزراعة والمياه.
وفي حديثه لـ “كليك نيوز” يقول هذا الرجل الخمسيني أنه يختصر معاناة آلاف المزارعين في الريف الشرقي العطش، وهو أول ما يرغبون متابعته من المرشح الفائز بأن ينقل الواقع المائي السيء والعمل على إيجاد حلول له.
المازوت والكهرباء.. مطالب مختلفة في أحياء المدينة
اختلفت المطالب التي أدلى بها سكان الأحياء التي رصدتها “كليك نيوز”، حيث تمنى أهالي منطقة وادي الذهب باهتمام أكبر في واقع الطرقات المحفرة التي لم يعاد تعبيدها من قبل ورشات مجلس المدينة وتركها بؤرة لتجمع القمامة والغبار والتجمعات المائية شتاء.
أما أحياء الزهراء الأرمن والمهاجرين والعباسية والسبيل، فقد أجمع سكانها على ضرورة متابعة واقع الكهرباء الرديء جداً، لاسيما في فصل الشتاء وزيادة ساعات التقنين الكهربائي وقتاً أكبر لحدوث الكثير من الأعطال وعدم إصلاحها من مركز الطوارئ.
ومع اقتراب فضل الشتاء، طالب الكثير من الأهالي عبر” كليك نيوز” بتأمين المازوت للمدارس والمنازل على حد سواء، حيث أن برد حمص يشهد له بقساوته ومن الصعب على الطلاب متابعة التحصيل الدراسي في ظروف البرد إضافة للمرض الناجم عنه.
حتى “الزفت”.. بات مطلباً لبعض الأحياء
لم تقتصر مطالب السكان على تلك الخدمية والاقتصادية، بل وصلت للتمني بوصول الزفت الى شوارع احيائهم وخلاصهم من مشكلة متكررة كل عام وهي الغبار الخانق صيفاً والوحل المنتشر شتاءً.
مطالبات قدمها سكان عدد من الأحياء ومنها ضاحية الباسل وحي الورود والأرمن الشرقي، حيث تمتلئ منازلهم بالغبار في فصل الصيف، ولا يمكن المشي شتاءً نتيجة تشكل الوحل في تلك الشوارع.
وعليه يبقى أمل المواطنين في حمص، كما في غيرها من المحافظات بأن يصل إلى المجالس المحلية من يشعر بألمهم ومعاناتهم وينقلها للدوائر الأعلى ومتابعة الوصول إلى حلول ناجعة، لا أن يبتعد عنهم ويتركهم يناشدون بشتى الطرق دون أي تجاوب.
حمص – عمار ابراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً .. الكافتيريات في حمص.. البديل الأفضل للأسر والمنقذ الوحيد في زمن الأزمات