عناوين لقروض خلبية.. فهل تستهدف المحتاجين؟!
عناوين لقروض خلبية.. فهل تستهدف المحتاجين؟!
“المصرف العقاري يُطلق قرضين شخصيين بسقف 10 ملايين و50 مليون ليرة”، عنوان قد يكون جاذبا للكثيرين ويفتح آمالا أمامهم لإنقاذهم من خطر جوع بات محدقا بهم.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء الفاحش الذي فاق كل حدود الخيال، جاءت قروض المصرف العقاري “الوهمية التعجيزية” إن صح القول!!
وبحسب المصرف، أحد أهم المستهدفين من تلك القروض، ذوي الدخل المحدود، والعاملين في الدولة والمتقاعدين، بضمانة الراتب والكفلاء ممن هم على رأس عملهم، ومدة لا تتجاوز سبع سنوات كحد أقصى، حيث يبلغ معدل الفائدة للقرض قصير الأجل 14.5% لخمس سنوات ومتوسط الأجل 15% لسبع سنوات.
كلام جميل، وواضح لكن وبحسبة بسيطة نجد أن راتب الموظف ذو الدخل المحدود قد لا يغطي الغرض، بمعنى “عزيزي الموظف سحب القرض كل فيه سنه وضل سبع سنين بلا أكل”… للأسف هذه الحقيقة المرة!!
حيث يبلغ قسط القرض الشهري المسحوب على خمس سنوات ١٩٠ألف ليرة شهرياً، فيما الموظف الذي يسحب القرض على سبع سنوات فعليه أن يدفع شهريا ١٣٧ألف ليرة شهرياً.
هذا الأمر يثير العديد من التساؤلات عند جدوى طرح مثل تلك القروض التي لا تغني ولا تثمر، فهل تتناسب هكذا قروض مع دخل المواطن السوري الغارق أصلا في أزمات خانقة؟؟
وهل راتب الموظف الذي لا يتجاوز في حده الأعلى ٢٠٠ ألف ليرة لمن قارب على التقاعد، فيما من مضى على خدمته عشر سنوات ولا يتجاوز راتبه ١١٥ألف ليرة، هل هؤلاء قادرون على تسديد هذا القرض؟!
هذه القروض قد تخدم الجميع ماعدا الموظفين والمتقاعدين، وحدهم المقتدرون وأصحاب الأموال هم من يمكنهم الاستفادة منها وهم نسبة قليلة جداً.
هذا الأمر يجعلنا نتوقف عند العناوين العريضة أثناء الإعلان عن تلك القروض والحديث عن إيجابياتها على صعيد الاقتصاد السوري والمواطن على حد سواء، فأي إيجابيات ستعود على المواطن الأشد احتياجاً، الذي هو أساسا غير قادر على سحبها!!
وبينما تتصدر إيجابيات تلك القروض المنصات، فإننا نرى أنها تزيد الهوة بين فئات المجتمع، حيث توسع نشاط المقتدرين وتزيد الفقراء فقرا!!
ما نود قوله أن الوضع الاقتصادي اليوم للغالبية العظمى من السوريين بات على شفا الهاوية، ولم تعد أمامه الاحتمالات ممكنة، وبات يحتاج حلولاً جذرية بعيداً عن أكتاف المواطن الذي أصبح على حافة الجوع!! فهل من منقذ!!
اقرأ أيضاً: وزير المالية يعلن عن قروض شخصية بدون كفلاء
