أخبار كليكسياسي

صفعة جديدة لأمريكا.. سورية تعود إلى الحضن العربي بمباركة سعودية 

صفعة جديدة لأمريكا.. سورية تعود إلى الحضن العربي بمباركة سعودية 

 

في الوقت الذي راهن فيه الكثيرون، رهانات أثبتت الأيام فشلها الذريع تجاه سورية، ها هي دمشق اليوم وبعد أكثر من عقد من الزمن، تعيد التأكيد بأنها صاحبة القرار بمصيرها، بعد أن استعادت السيطرة الميدانية على معظم الأراضي السورية، باستثناء الشمال السوري الذي تنتشر فيه فصائل مسلحة تابعة لأنقرة وأمريكا وحلفائها.

وتأكيداً على ذلك، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أنه في منتصف العام 2011، وصل موفد لزعيم عربي بارز إلى دمشق حاملاً رسالة إلى الرئيس بشار الأسد، وطالبت الرسالة الأسد بإحداث تغيير سياسي في الحكم مقابل منع تمدد الموجات الاحتجاجية ووقف الدعم الخارجي لها، ليرد الرئيس الأسد على الرسالة، ويعيدها إلى الموفد، قائلا: “سلم على من أرسلك، ولا جواب.”

وبعد صولات وجولات من الضخ المادي والعسكري من قبل المعادين لسورية وعلى رأسهم أمريكا، للمسلحين وفصائلهم على الأرض، على أمل إحداث انقلاب جذري، غير أن كل آمالهم وأموالهم ذهبت “هباء منثوراً”.

حيث انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية، موجة من الاتصالات بين عواصم عربية وإقليمية وغربية مع سورية، مباشرة أو من خلال وسطاء، وتفعلت هذه الاتصالات بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية.

اقرأ أيضاً: بعد قطيعة دامت 12 عاماً.. المقداد يزور السعودية لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية

وبحسب ما أكد مرجع كبير في دمشق للصحيفة: “يتواصلون معنا سراً”، مضيفاً “ما واجهناه خلال عقد كامل، لا يقدر كل هؤلاء على تحمله، وقد صمدنا، ودورنا العربي نحن من صنعناه.”

كما صارح الرئيس بشار الأسد، قادة عرباً وموفدين ووسطاء، في الفترة الأخيرة، بأن سورية لا تخوض معركة العودة إلى الجامعة العربية، وسورية لا ترفض دعوتها إلى أي قمة أو اجتماع عربي، لكنها غير مستعدة لمقايضة هذا الأمر بأي شيء يمس ثوابتها.

مضيفاً، بأن دمشق هي من يملك حق أن يسامح دولاً وجماعات كانت طرفاً كبيراً في الحرب وشريكة في سفك الدماء العربية، وهي لا تقبل بأي وساطة بينها وبين أي سوري يريد العودة إلى بلده وفق شروطه، ولا مجال لأي تفاوض حول المسألة السورية الداخلية.

وفي هذا السياق، دارت خلال الشهرين الماضيين، محركات الوسطاء بقوة كبيرة، حيث حاولت دولة الإمارات العربية لعب دور خاص، لكنها كانت محكومة بالسقف الأميركي من جهة والسقف السعودي من جهة أخرى.

6 12

بينما تولت سلطنة عمان التوسط بين دمشق ودول كبيرة، منها السعودية وحتى الولايات المتحدة، فيما كانت روسيا وإيران تديران وساطة مع تركيا، حتى العواصم العربية الفاعلة تحركت ولو من دون خطوات كبيرة، مثل مصر التي تريد تنسيق خطواتها مع السعودية، أو الجزائر التي لا تملك النفوذ الذي كان لها في وقت سابق.

وكشف مطلعون على جانب من هذه الاتصالات أن مسقط استضافت لقاءات هامة بين مسؤولين من سورية ومن السعودية ومن الأميركيين أيضاً، وأن الاتصالات السعودية – السورية سرعان ما انتقلت إلى حيز التحاور المباشر الذي تمثل في لقاءات عقدت على مستوى أمني في الرياض. ومهدت لرفع مستوى التواصل إلى الحيز السياسي الذي ترجم في زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى جدة، كما جرى الحديث عن زيارات أمنية سرية قام بها موفدون من دول خارجية إلى سورية عبر لبنان، وتناولت المحادثات فيها مسائل كثيرة.

وبحسب المطلعين أنفسهم، فإن هذه الأطراف تعي أن رحلة عزل سورية انتهت إلى فشل كبير، وبات هؤلاء في موقع من يريد تدفيع سورية ثمناً لعودة التواصل، وأضافوا، صحيح أن القطريين يطلقون مواقف حادة ضد عودة سورية، لكن ما لا يقال في العلن، أكده مرجع كبير، وهو أن القطريين توسطوا لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس بشار الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر.

أما السعودية، بحسب المرجع، فقد حاولت مقايضة سورية في ملفات كثيرة تتعلق بالواقع العربي والعلاقات مع دول الإقليم، غير أن ما حصل أخيراً، هو أن السعودية التي أدارت استراتيجية جديدة تستهدف “صفر مشاكل”، سارعت إلى عقد اتفاق مع إيران، يتيح لها الإسراع في وقف الحرب على اليمن. ويسهل على الرياض استئناف العلاقات مع سورية بصورة مباشرة وعلى مستويات عالية، وصولاً إلى التوافق السعودي – المصري على ضرورة عودة سورية إلى الجامعة العربية، وهو ما يريد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحقيقه، بعد أن يحصل على غطاء ولو شكلي من الدول الحليفة له في مجلس التعاون الخليجي، ودول أخرى مثل مصر والأردن والعراق، حيث لا يزال موقف قطر هو الوحيد الرافض بينما يجري الحديث عن تردد كويتي يمكن لبن سلمان معالجته.

وبحسب المرجع، بعد هذه التطورات، ستنطلق ماكينة خصوم سورية، في لعبة إعلامية مكررة ومملة تتحدث عن التنازلات والمقايضات، لكن يكفي متابعة الوقائع على الأرض، ومسار الأمور في سورية ومن حولها، حتى يدرك الجميع، أن ما يجري إنما هو محاولة عربية للعودة إلى سورية وليس العكس.

8 31

وفي ذات السياق، رأى الصحفي “عبد الباري عطوان” في صحيفة “رأي” اليوم، أن موافقة جميع دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب مصر والعراق والأردن على حضور المؤتمر الذي دعت المملكة العربية السعودية لانعقاده في مدينة جدة الجمعة المقبلة، لمناقشة عودة سورية الى الجامعة العربية، يعني عملياً ان الرئيس السوري بشار الأسد، أو من ينوب عنه سيحتل مقعد سورية “الشاغر” منذ عشر سنوات، في القمة العربية القادمة في الرياض الشهر المقبل، وستعود معظم السفارات العربية والخليجية الى دمشق في غضون أسابيع.

وأضاف، أن وزراء الخارجية العرب الذين لبوا الدعوة السعودية للمشاركة لن يذهبوا من أجل النقاش، وأنما المصادقة على عودة سورية أولاً، وتكريس قيادة المملكة العربية السعودية، السياسية والاقتصادية للعالم العربي ثانياً، فمن يريد أن يعارض الجهود السعودية لعودة سورية، لا يذهب الى هذا الاجتماع بالأساس.

وقال الكاتب، القيادة السعودية، باتخاذها هذا الموقف بعودة سورية، تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية وتوجه اليها صفعة ثالثة أو رابعة، قوية جداً، مضيفاً أن الولايات المتحدة التي حشدت أكثر من 65 دولة، ورصدت ما يقرب من 300 مليار دولار لحصار سورية في محاولة لإسقاط نظامها، تواجه هزيمة سياسية ودبلوماسية كبرى ثلاثية الأبعاد، أولها فشل حصارها على سورية، وتمرد دول خليجية بقيادة أكبر حلفائها على هيمنتها، أي السعودية، وكسر هذا الحصار، وإعلان وفاته، ومن ثم دفنه، وإقامة سرادق عزاء تمهيدي في مدينة جدة بحضور وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمرها التشاوري القادم.

وحول مواقف قطر تجاه سورية، قال “عطوان”، إنه وبمجرد قبولها الدعوة للمشاركة في قمة جدة ممثلة بالشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية، يعني ذوبان العقبات، مشيراً إلى أن تصريح ماجد الانصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية، بأن بلاده ستلتزم بالإجماع العربي بشأن عودة سورية، وستشارك في مؤتمر جدة، ليؤكد عودة دولة قطر للسرب العربي، والانسجام مع سياساته الجديدة، وهذا قمة المرونة والواقعية السياسية.

وتابع الكاتب قوله سورية، وفي ظل هذه العودة العربية الجماعية المظفرة إليها، تتجاوز آخر حلقات مؤامرة التفتيت الأمريكية التي استهدفتها طوال السنوات السوداء الـ 12 الماضية.

يذكر أن مجلس التعاون الخليجي، كان دعا إلى اجتماع لبحث إمكانية عودة سورية إلى الجامعة العربية، ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع في جدة بالسعودية، يوم غد الجمعة، بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى