مجتمعمحلي

سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين

سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين

 

تبدو معالم شهر الخير لهذا العام خجولة بعض الشيء، فلم تعد أحوال الناس كما كانت سابقاً، بل اختلفت كلياً ابتداءً بالطعام وانتهاءً بالعلاقات الاجتماعية.

فما كانت جمعه سفرة رمضان فرقه الغلاء، لتبدو اليوم كل عائلة بمفردها بعد حسابات طويلة لعناء الحصول على طبخة اليوم الواحد.

 

سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين
سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين

حيث سجلت أسعار الخضار التي تعد من أهم مقومات المائدة أسعاراً خيالية، إلا أن هذا الأمر لم يمنع من الاستمرار بتبادل الأطباق من مبدأ ” جود من الموجود” وتماشياً مع عادات الشهر الفضيل في الإطعام.

مشهد رمضاني

 

تفتقد بعض الأزقة هذا العام لمرور الصبية حاملين معهم طبق رمضان المفعم بالمحبة والخير، تخبرنا ربة البيت سعاد محمد أن ماتعانيه من ضيق الحال خفف من اعتمادها مبدأ السكبة اليومية، لتختصر الأمر لحين طبخ طبق مميز نوعاً ما.

إلا أن البعض لم يعد آخذاً بعين الاعتبار هذا الشيء، لكون أحوال الناس متشابهة هذه الأيام حسب رواية الحاج ممدوح فضل، وبأن هذه العادة باتت السمة المميزة لحارات الشام في الأعمال الدرامية فقط.

تقليد مستمر

 

لم تكن غاية الطبق الرمضاني هو المفاخرة بشيء، بل نوعاً من تبادل المحبة، كما يرى آخرون أن السكبة ليست لاختبار الأكثر جدارة واستعراض مهارات النسوة بالطبخ، بقدر ماتحمل بين طياتها من معاني الخير المنتظرة من شهر الخير برأي الشابة وفاء قدور.

ولأن مائدة الغني مفعمة بما لذ وطاب، في الوقت الذي تفتقر فيه مائدة الفقير له، من الواجب على كل شخص الخروج ولو بطبق صغير من طعامه، هذا ما أكدته الموظفة سها الرفاعي وهي من المحافظين على هذا التقليد.

القدرة الشرائية

 

سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين
سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين

وتبقى الأسباب كثيرة وراء اندثار هذه العادة، حيث لم تعد بمقدرة الأسرة الواحدة إشباع حاجاتها من الغذاء فقط، كما أن الجنون غير المقبول في الأسعار يجعل المواطن يحسب ألف حساب قبل التفكير بوجبة الافطار، يروي لنا الموظف أمجد عيسى معاناته اليومية مختصراً واقع الحال بقوله: ” أنا يادوب عم دبر حالي ومشي أموري”، متسائلاً كيف لنا أن نعيد زمان السكبة التي باتت تكلفتها باهظة؟!

سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين
سكبة رمضان تطوف بخجل على بيوت السوريين

ولأن ما يعيشه المواطن من صعوبات جراء الارتفاع الكبير بالأسعار والذي بات أمراً معروفاً لدى الجميع، عملت التجارة الداخلية على وضع خطة رقابة للأسواق ضمن رمضان وذلك بحسب تصريح مدير حماية المستهلك حسام نصرالله، تضمنت الخطة رقابة يومية من خلال الفرق الراجلة والآلية في كافة أوقات البيع، والتركيز خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك على المواد الأساسية (خضار، فواكه، لحوم، خبز، ألبان وأجبان، حبوب، وعصائر ) وغيرها من المواد المتعلقة بالمائدة الرمضانية بشكل يومي.

ودعا نصر الله كافة المواطنين للمبادرة بتقديم الشكاوى في حال وجود أي مخالفة بالسعر.

ولايزال السوريون متمسكين بتقاليد شهر الخير رغم صعوبة المعيشة آملين الأخذ بعين الاعتبار كافة الاجراءات لضبط الأسواق.

إعداد: بارعة جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى