زيارة تحمل خلفيات متعددة بتوقيتها وظروفها.. دمشق تطالب واشنطن بالتوقف عن انتهاكاتها
زيارة تحمل خلفيات متعددة بتوقيتها وظروفها.. دمشق تطالب واشنطن بالتوقف عن انتهاكاتها
زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال “مارك ميلي”، شمالي شرق سورية، لمراجعة إجراءات حماية قواته من الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية هناك باستمرار.
والتقى “ميلي” القوات الأمريكية الموجودة هناك، حيث أشار إلى أن مهمة قوات بلاده في سورية مرتبطة بأمن الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال “ميلي” إن “نشر تلك القوات في سورية منذ ما يقرب من ثمانية أعوام لمحاربة تنظيم داعش لا يزال يستحق المخاطرة، مضيفاً أنه من المهم أن تواصل الولايات المتحدة الاهتمام بالمنطقة حتى وهي تعيد توجيه نفسها نحو آسيا.
في السياق، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى أن الزيارة تزامنت مع تراجع المهمة الأمريكية في سورية، لافتة إلى أن “ميلي” أكد على ضرورة الحفاظ على الوجود الأمريكي في سورية.
وقالت قناة “الحرة الأمريكية”، إن الزيارة جاءت لتقييم مهمة عمرها ثمانية أعوام تقريباً في سورية ومراجعة إجراءات حماية القوات الأمريكية من أي هجوم، مضيفة أنها تأتي أيضاً قبل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، إلى الشرق الأوسط.
ولفت موقع “المونيتور الأمريكي، إلى أن وصول كبير جنرالات واشنطن إلى سورية، يشير إلى جدية إدارة بايدن في إبقاء القوات في البلاد لدعم “قوات سوريا الديمقراطية”.
وكانت وزارة الخارجية السورية، دانت بشدة زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال “مارك ميلي”، مؤكدة أنها انتهاك صارخ لسيادة وحرمة أراضيها ووحدتها.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: سورية تدين بشدة الزيارة غير الشرعية لرئيس هيئة الأركان الأمريكي إلى قاعدة عسكرية أمريكية غير شرعية في شمال شرق سورية وتؤكد أنها انتهاك صارخ لسيادة وحرمة أراضيها ووحدتها.
وأكد المصدر أن سورية تطالب الإدارة الأمريكية بالتوقف فورا عن انتهاكاتها الممنهجة والمستمرة للقانون الدولي ووقف دعمها لميليشيات مسلحة انفصالية.
وأوضح المصدر أن دمشق تؤكد أن هذه الممارسات الأمريكية لن تحرفها عن نهجها في مكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرارها.
وأكد أن سورية تتوجه إلى الدول التي تنشد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم لإدانة هذه الانتهاكات الأمريكية ووقفها.
يذكر أن القواعد الأمريكية في سورية تعرّضت منذ بداية العام الجاري لاستهدافات عدة تسبب بعضها بجرحى في صفوف قوات الاحتلال الأمريكية، وتأتي زيارة الجنرال الأمريكي تأتي في وقت تخرج فيه الوقفات الاحتجاجية في عموم المحافظات السورية، مطالبة بكسر الحصار الأمريكي وخروجه من كامل الأراضي السورية.
وأكد محللون أن الزيارة تأتي بمثابة تأكيد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على أنها لن تنسحب هذه المرحلة من سورية، على الرغم من رفض الداخل الأمريكي لهذا الوجود.
وكان النائب الجمهوري “مات غايتس”، قدم في شباط الفائت إلى مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يلزم الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات من سورية، مشيراً إلى أن عدد القوات الأمريكية على أراضي سورية يبلغ 900 شخص، على الرغم من عدم موافقة الكونغرس على ذلك.
اقرأ أيضاً: أمريكا تخطط لتشكيل جيش عشائري يحل مكان “قسد” في حال انسحابها من الشمال السوري