مجتمعحوادث

“دواء مركب” يودي بحياة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات

“دواء مركب” يودي بحياة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات

 

في سورية “هذا البلد الجريح”، الذي عانى سنوات قاسية، للحفاظ على سيادته، يعيش اليوم صعوبات من نوع آخر، فلا يكاد يمرّ يوم وحتى في أوج الضغوط الاقتصادية التي يعيشها، إلاّ ونجد حادثة مثيرة وغريبة من هناك وهناك تتسبب بإزهاق أرواح أبرياء.

ففي حادثة محزنة ومؤسفة، توفيت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، بسبب مادة مركبة لعلاج القمل.

وفي التفاصيل، أقدمت إحدى السيدات على شراء مادة مركبة لعلاج القمل من بائعٍ يُركب مواد خاصة “بالزريعة والنباتات”، بناءً على نصيحة من إحدى الجارات.

هذه السيدة التي كان جلُّ هدفها وقاية أطفالها الثلاث من الإصابة بالقمل، لم تتوقع حتى في أسوأ كوابيسها أنها بتطبيقها لتلك الوصفة المركبة، ستضع حدّاً لحياة طفلتها الكبرى التي لم تتجاوز بعد السابعة من العمر، وسيتحول الأمر لكارثة وفاجعة.

وبيّنت الطبيبة في مشفى الأطفال الجامعي، الدكتورة “علياء معتصم حرب”، لصحيفة “البعث”، أن السيدة وبعد أن غسلت شعر بناتها الثلاث بتلك المادة، بدأت بعدها بعض الأعراض بالظهور على الابنة الكبرى، والتي تمثلت بفقدانٍ الوعي واحمرار شديد في الملتحمة وخروج زبد من الفم وهبوط ضغط وحركات اختلاجية مترددة.

وأكّدت الطبيبة، أن أهم ما لوحظ على الطفلة أثناء الفحص السريري “الحدقات الدبوسية”، التي تعتبر مؤشراً أساسياً على التسمّم بالمبيدات الحشرية، وهو الأمر الذي لم تلحظه الأم على الإطلاق.

وحسب الطبيبة، وبعد سؤال السيدة، إذا ما كانت ابنتها قد تناولت أي شيء، سواء فاكهة أو خضراوات عليها آثار لمبيدات حشرية، فإنها أكدت أنها لم تأكل إلا بعض الفطائر الجاهزة التي أكل منها كلّ أفراد الأسرة.

اقرأ أيضاً: بالاشتراك مع زوجته وابنه.. رجل يقتل طفلتيه ويحرق رفاة إحداهما ويفجر قنبلة بابنتيه المتبقيتين!!

وأضافت “حرب” بعد الاستفسار من الأم عن تفاصيل ما جرى، تمّ نقل الطفلة من الإسعاف إلى الإقامة المؤقتة للمراقبة، وإجراء تنبيب أنفي رغامي، إلا أن حالتها تطوّرت وتوقف قلبها، ما أدى لوفاتها، ليتمّ بعدها وفي اليوم نفسه إسعاف أختيها بعد ملاحظة الأم لبعض الأعراض التي بدأت بالظهور عليهما كاستفراغٍ وألمٍ بطني، ولكونها طبّقت الوصفة على الطفلات الثلاث تداركت الأمر وسارعت بإسعافهن، خوفاً من أن يلقين مصير أختهن.

وأكدت الدكتورة “حرب”، ضرورة الوقاية واتباع العلاج المطلوب لأي نوع من الأمراض بناءً على تعليمات الطبيب المختص، مُحذِرةً من الابتعاد كلياً عن أخذ الوصفات والتجارب الخطيرة المنتشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الموجودة على “مجموعات الصبايا” أو “المجموعات العامة” التي تقدّم الكثير من المعلومات المغلوطة، والتأكيد على الوعي، في الحصول على المعلومات الدقيقة والصحيحة من أصحاب  العلم والاختصاص “أطباء وصيادلة” في كل ما يخصّ الصحة العامة والأمراض، لأننا ومهما اعتبرنا أن المرض بسيط وعلاجه سهل ومتداول.

وأشارت “حرب”، إلى أنه قد تفي الوصفات الشعبية التي تعتمد على الطب البديل في حلِّه في كثيرٍ من الأحيان، إلا أن هذا قد لا يجنبنا من الدخل في متاهةٍ من الأخطاء الكارثية والتي لا يمكن تجاوزها، مضيفة، ولكي نُجنّبَ أنفسنا وأولادنا المشكلات والمخاطر التي قد لا نتمكن من تداركها أو حلها، أو تلك التي قد تتسبّب بنتائج لا تُحمَدُ عقباها، علينا اللجوء إلى أصحاب الشأن والاختصاص.

وكانت رئيسة دائرة برامج الصحة العامة في مديرية صحة اللاذقية الدكتورة “وفاء حلوم”، أكدت في آذار الفائت، تسجيل إصابات بأمراض كالقمل والجرب في بعض مراكز إيواء متضرري الزلزال في اللاذقية.

وعانت سورية خلال الأعوام الأخيرة من موجة كبيرة في انتشار القمل، ورغم خوف الأهالي، طمأنت الجهات المعنية بأن الأرقام ضمن معدلها الطبيعي وعلاجها متوفر ولا يوجد ما يثير القلق.

والقمل، هو نوع من الحشرات المتطفلة التي تتغذى على دم الإنسان، وينتقل من رأس إلى آخر عن طريق الزحف، مما يعني أن كل إنسان يعاني من القمل ليس بالضرورة أنه غير نظيف أو غير مبال بالعناية الشخصية أو غياب النظام الصحي، ويشكل موضوع الإصابة بالقمل قلقاً وخوفاً عند الأطفال وذويهم لما يتطلب من وقت وعناء لمكافحته.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى