منوعات

تحت وطأة التقنين الجائر.. حمامات دمشق القديمة تستقطب زوارها من جديد

تحت وطأة التقنين الجائر.. حمامات دمشق القديمة تستقطب زوارها من جديد

 

تعود بنا الذكريات إلى قصص وروايات دمشقية تروي حقبة زمنية حملت معها أجواء من الفرح والتجمعات الكبيرة ضمن أروقة دمشق لقديمة التي شكل السوريون أبطال رواياتها الحديثة، في ارتيادهم هذه الحمامات بحثاً عن سبل الحصول على مياه دافئة أو لأغراض الاستحمام وسط الانقطاعات الطويلة للكهرباء، وصعوبة تأمين وسائل أخرى لتسخين المياه.

راحة وطمأنينة

تجدهم مستلقين تلفهم المناشف على أرضية رخام عرفت بزخرفتها القديمة، فيما يحيط بهم رجال مهامهم الوحيدة العمل لراحة الزوار، وضمان حصولهم على نتائج مرضية، وبحسب رواية أحدهم من منطقة “الشاغور” عن قصة التفكير بالذهاب للحمام، حاملاً معه أفكاراً حول كيفية تمضية وقت ممتع، تتصدر معاناته سوء الشبكة الكهربائية في منطقته، واختصارها بتغذية المنطقة ساعة دون معرفة وقت مجيئها، لتغدو فكرة الاستحمام خارجاْ ملاذه الأخير، قاصداً حمام السوق مرة بالأسبوع.

بينما تختلف أغراض وتوقيت زيارة “محمد طباخة” لحمام السوق، الذي بات مجبراً على دخوله أكثر من مرة بالأسبوع، نظراً لحاجة عائلته لما يتيسر لهم من مياه ساخنة ضمن وقت الكهرباء المحدد لهم، فباتت فكرة الذهاب للحمام برفقة أصدقائه عاملاً مهماً للراحة النفسية له ولأسرته.

حمامات دمشق القديمة

خدمات متكاملة

تمتزج رائحة منقوع الأعشاب والزهور المجففة، التي باتت من صلب برنامج الحمامات، مع دفء المكان، مشكلة عامل جذب لمن اعتادوا دخولها، والذي أكده القائمين على العمل ضمنها، لاسيما وأنها شكلت نوعاً من الرفاهية الغائبة عن منازلهم، يحدثنا “علي المحمد” عن معاناته اليومية، واصفاً ما توصل إليه البعض بالحلول الاسعافية لهم، فيما باتت كلفة الدخول للحمامات بنظره تحتاج حسابات إضافية لذوي الدخل المحدود، لاسيما وأن ما يترتب على الشخص الواحد لا يقل عن 10 آلاف ليرة، تتضمن المناشف ولوفة وقطعة من الصابون.

فيما تختلف سبل الحصول على هذه الخدمات حسب رواية مدير “حمام البكري” “حسام حمامي”، بين دش ساخن والاستحمام البارد، خاصة في درجات الحرارة التي تشهدها الأجواء عامة، واصفاً ما يمر به المواطن اليوم بالأيام العصيبة، لصعوبة ما يعيشه من تأمين المياه الساخنة.

حمامات دمشق القديمة

إقبال ملفت

وكما هو حال مرافق الخدمات المختلفة، شكلت “حمام البكري” حسب ما يرويه “حمامي” مقصداً للكثير من الأشخاص خارج توصيف السائحين، ممن يتطلعون للاسترخاء، مقدماً المفارقة الكبيرة التي يعيشها هذا الحمام، بين تحوله من استقطاب السياح سابقاً إلى السكان في يومنا هذا.

ليجد الكثير من سكان المدينة القديمة في مثل هذه الزيارات توفيراً للوقت والجهد في البحث عن الوقود ووسائل التسخين، مع اعتمادهم هذه السياسة كنوع من الترفيه للبعض، والعودة لماض يعكس تراجعاً حاداً في واقع المعيشة والخدمات، التي لطالما كان الشتاء الأكثر قدرة على إظهارها بحقائقها الموجعة.

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: وكالات السفر تعيد افتتاح مكاتبها في دمشق.. 20 ألف أمريكي زار سورية هذا العام  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى