حماة تعيش أزمة دواء خانقة.. نقابة الصيادلة تعتذر عن التصريح
اشتكى عدد من مرضى الأمراض المُزمنة في محافظة حماة عدم توفر أدويتهم الأساسية في الصيدليات، كأدوية الضغط والقلب والسكري، وأكدوا أن هذه المعاناة قديمة ومُتجددة ولم تجد طريقها إلى الحل.
وقال “خليل” وهو أحد المرضى لـ كليك نيوز، أن رحلة البحث عن الدواء أصبحت مُتعبة جداً، ولم تنتهي مع ارتفاع أسعار الأدوية، مُشيراً إلى أن علاجه يتطلب دواء “أتينوزيد” وهو غير متوفر بالصيدليات، وإنّ توفر فإن سعره يكون مُرتفع ولا يمكن الحصول على علبة دواء كاملة منه، وطالب بإيجاد حل لهذه المعاناة.
فيما تحدث مريض آخر وهو يستخدم دواء “ترومبو- ستوب”، واصفاً أزمة الدواء وأسعارها بالشبح الذي يطارد المريض، قائلاً “ارتفاع الأسعار أمر واقعي وقبلنا به لكنه لم يحل الأزمة”، وطالب بمعرفة سبب المشكلة، مُستغرباً عدم إيجاد حل جذري من قبل لجنة تسعير الأدوية ووزارة الصحة لهذه الأزمة.
وأكد عدد من الصيادلة في محافظة حماة لـ كليك نيوز، أن كميات الأدوية لا تزال شحيحة والحصص تُعطى للصيادلة قطعة أو قطعتين من الصنف الدوائي الواحد، كصنف “التريبلاند” و “كلاميت” وغيرهما من الأصناف الضرورية.
وما إنّ تتوفر هذه الأصناف حتى تعود وتختفي، رغم أن وزارة الصحة استجابة لمطالب شركات تصنيع الأدوية برفع أسعارها 3 مرات خلال هذا العام، حيث وصلت نسبة ارتفاع الأدوية إلى 50% حسب آخر ارتفاع لها في الشهر الثامن من العام الجاري.
وأشار الصيادلة إلى وجود أصناف لاتزال مقطوعة منذ بداية الشهر السابع تقريباً مثل صنف “أتينوزيد”، موضحين أن المشكلة بعد رفع الأسعار لم تُحل بالشكل الكامل وأن المشكلة الأساسية تكمن بعدم توفر الدواء لعدم قبول المعامل بالتسعيرة الأخيرة.
اقرأ أيضاً: قلوب السوريين أصبحت هشة ومتعبة.. ارتفاع حالات حدوث الجلطات القلبية بين الشباب
ولفت الصيادلة إلى أن مستودعات الأدوية تُحمل على بعض أصناف الأدوية تحميلاً وإلزامهم بشراء أصناف غير مطلوبة كصنف “أوفر-بن” تاميكو يُحمل عليه صنف “تاميكلور” وهو غير مطلوب وسعره يصل إلى 18450 ل.س، وصنف “ترومبو-ستوب” يُحمل عليه صنف “فارديترا” بسعر 20100 ل.س.
وبالتالي سيضطر الصيدلي لتقسيم سعر الأصناف غير المطلوبة على الأصناف الأساسية رغم شحها، وبالتالي فإن غياب النقابة ووزارة الصحة تدفع الصيدلي لارتكاب مخالفة، مؤكدين أنه يتم تحميلهم أيضاً أصناف أدوية للتلف بسبب انتهاء صلاحيتها، وأن المستودع يمنح الفواتير دون ذكر اسمه وبأسعار تبدو أكثر من تعرفة الوزارة الأخيرة.
وأكد الصيادلة أنهم الوحيدين في الواجهة أمام المرضى، وأن النقابة غير فعالة لا إنّ كان بحماة ولا حتى في دمشق، وأن المشكلة بحاجة إلى حل جذري وسريع من قبل لجنة تسعير الأدوية التي يجب أن تكون فاعلة وسريعة ومواكبة لما يحصل وما يمر به قطاع الأدوية، وأن ما يحصل هو استنزاف للصيدلي وللمواطن معاً.
ولم يسلم الأطفال الرُضع من الأزمة أيضاً، إذ لاتزال رحلة البحث عن علبة حليب مُستمرة، دون أن تقتصر على نوع واحد من الأنواع وإنما تشملها كافة حسب عدد من الأهالي الذين اشتكوا عبر كليك نيوز، وطالبوا بضرورة توفرها لعدم توفر البديل عنها لاسيما للأطفال الذين يستخدمون نوع نان1 ونان2.
وحول أزمة الحليب قال الصيادلة إن كميات الحليب مقننة جداً، وأنهم لا يحصلون سوى على علبة أو علبتين خلال الأسبوع، وأن مشكلة الحليب هي مشابهة لمشكلة الدواء.
واعتذرت نقابة صيادلة حماة عن إعطاء تصريح لـ كليك نيوز، كونه تم حصر إعطاء التصاريح بالمكتب الإعلامي التابع لنقابة الصيادلة المركزية في دمشق، وبعد التواصل مع نقيب صيادلة سورية د.وفاء كيشي اعتذرت عن الإدلاء بأي تصريح مهما كانت الأسباب والشكاوى، وقطعت النقاش منذ بدايته دون أن تُكلف نفسها سماع أوجاع المرضى والصيادلة، ويبقى السؤال الذي يراود بال الكثيرين إلى متى ستبقى هذه الأزمة قائمة دون أن تجد طريقها إلى الحل؟
أوس سليمان – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع