أخبار كليكميداني

تعيش أحلامها.. “جبهة النصرة” تتحدّث عن خطة لإعادة السيطرة على حلب الشهباء بدعم حليفتها واشنطن

تعيش أحلامها.. “جبهة النصرة” تتحدّث عن خطة لإعادة السيطرة على حلب الشهباء بدعم حليفتها واشنطن

 

في الوقت الذي شهدت فيه دمشق انفتاحاً عربياً واسعاً نحوها، وبالتزامن مع الحديث التركي المتواصل عن السعي لتطوير العلاقات مع دمشق، نجد أن “هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقا”، وبعد أن فقدت جميع أوراقها، ولم تعد تملك سوى “خنق السكان بمناطق سيطرتها”، تحاول بكافة السبل إعادة إنتاج صورة جديدة لها في الشمال السوري.

وفي هذا الإطار، وضمن حملة تنظّمها دائرة علاقات خارجية تضم مسؤولين استخباراتيين غربيين، أميركيين وفرنسيين، أنشأها المدعو “أبو محمد الجولاني- زعيم جبهة النصرة سابقاً وهيئة تحرير الشام حالياً”، قبل نحو خمس سنوات، فإن “الجولاني”، يواصل مساعيه للقضاء على “خصومه” بشكل تدريجي، وتوسيع دائرة سيطرته على الشمال السوري، بهدف إعادة إنتاج صورة جديدة لجماعته تكون مقبولة في الأوساط الغربية.

حيث نظّمت “هيئة تحرير الشام” مؤتمراً في مدينة سرمدا، قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، في ريف إدلب، ضمّ عدداً من حلفاء “زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني”، في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى مدراء منظّمات وجمعيات مرتبطة بحكومات غربية تعمل في إدلب وريف حلب.

وبحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن المؤتمر يهدفَ إلى الإعلان عن خريطة طريق جديدة للجماعة التي تأسّست بداية الأحداث في سورية، بدعم من “تنظيم القاعدة، لتكون فرعاً لها في هذا البلد، قبل أن تنقلب عليها عام 2016، وتبدأ مرحلة جديدة طويلة تهدف إلى تلميع “الهيئة”، وتصديرها على أنها “مشروع سوري معارض”.

اقرأ أيضاً: اتساع نطاق المظاهرات ضدّ “جبهة النصرة”.. العثور على جثث مقطوعة الرأس في مناطق سيطرتها

وذكرت الصحيفة، أن الاجتماع الذي حضره “الجولاني” وتمّ تكريمه فيه على أنه “رجل ثوري”، حمل اسم “المؤتمر الثوري لأهالي حلب الشهباء”، حيث تحدّث عن خطّة تهدف إلى إعادة السيطرة على مدينة حلب، والتي عدّها “الجولاني” أمراً قد يحدث “خلال العام أو العامين المقبلين”.

وأعاد “المدعو الجولاني”، التذكير بمشروعه الهادف إلى توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، للاستفادة من “القوة العسكرية”، والتي اعتبرها “تعيش عصراً ذهبياً”، وفق تعبيره، وذلك في إشارة إلى عملية المأسسة التي خضعت لها “قوّاته” خلال الأعوام القليلة الماضية، بمساعدة تركية، وأفضت في المحصّلة إلى بناء هرمية عسكرية بسطت سيطرتها على إدلب، وأنهت وجود معظم الفصائل التي كانت تنازعها السلطة.

وفي هذا السياق، تحدثت مصادر معارضة للصحيفة، إلى أن “الجولاني”، يربط خطابه بالخطة التي تعدّها أنقرة للتطبيع مع دمشق، والتي تتضمّن في خطواتها الأولى فتح طرق الترانزيت عبر معبر باب الهوى، وإعادة تفعيل الطرق الدولية، وعلى رأسها طريق حلب – اللاذقية (M4)، والذي كان من المفترض أن يتمّ تشغيله مطلع العام الحالي، قبل أن يأتي الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا ويتسبّب في تأخيره.

كما تشمل المسودّة التركية التي ستقدّمها لجنة أمنية – عسكرية خلال لقاء على مستوى نواب وزراء خارجية، في إطار الاجتماع الرباعية بين سورية وتركيا وإيران وروسيا، خلال الأيام المقبلة، تشكيل غرفة عملية مشتركة لتنفيذ سلسلة من الإجراءات على الأرض، تبدأ من فتح الطريق الدولية، ولا تنتهي بعودة اللاجئين السوريين في تركيا، لكن هذه المسودّة، وبحسب الصحيفة، لا تزال تنتظر موافقة سورية لتنفيذها، وهو ما يجعل الحديث عنها مبكراً في الوقت الحالي، في ظلّ إصرار الحكومة السورية على أن تؤدّي الخطة بمجملها إلى انسحاب القوات التركية من الشمال، وفق جدول زمني محدّد، قبل الانخراط فيها.

وأشارت المصادر، إلى مجموعة نقاط، أولها، الضائقة المالية الكبيرة التي تعانيها الفصائل المرتبطة بأنقرة في ريف حلب، في ظلّ التأخير المستمرّ لرواتبها، على رغم تدخّل قطر التي أرسلت دفعات من المستحقّات المتأخّرة.

أما النقطة الثانية، تتمثل في عجز الفصائل عن تشكيل جسم موحّد لوقف حالة الفلتان الأمني، ومأسسة عملها على طريقة “الجولاني”، الأمر الذي يترك الباب مشرّعاً أمام رجل “القاعدة” السابق للوصول إلى أعزاز والسيطرة على معبر باب السلامة، تعويضاً لخسارته المتوقّعة لمعبر باب الهوى.

ولفتت المصادر إلى ارتفاع مستوى التنسيق الأمني بين “الهيئة” والولايات المتحدة أخيراً، وانضمام فرنسا التي أبدت انفتاحاً كبيراً على العمل مع “الجولاني” في مسائل تتعلّق بملاحقة “الجهاديين” الفرنسيين الذين ينشط معظمهم في فصيل “الغرباء”، والذي تمكّنت “الهيئة” من فرط عقده تقريباً.

كما أفادت المصادر بأن لجنة أمنية شكّلها “الجولاني” أعدّت إحاطة كاملة بملفّ “الجهاديين”، تتضمّن توجّهاتهم المستقبلية، وبعض القدرات العسكرية التي يمتلكونها، أو التي كسبوها خلال المعارك في سورية، وبعض مصادر تمويلهم، وأسماء عدد ممّن يمكن تسليمهم منهم لباريس، التي يبدو أنها اقتنعت بالسير على خطى واشنطن.

ووفق المصادر، فإن اللافت في سلوك “الجولاني” وجماعته أخيراً، بالإضافة إلى انفتاحه على عمل منظّمات دولية عديدة، عبر مكتب مختصّ يتابع نشاط هذه المنظّمات، ابتعاده بشكل مقصود عن الحديث عن “قوات سوريا الديموقراطية – قسد”، وتركيزه على الحكومة السورية وإيران وروسيا، ويبدو ذلك تمهيداً لخطوات تسعى الولايات المتحدة جاهدةً لتحقيقها من أجل ربط المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وهو ما قوبل سابقاً بـ “فيتو” تركي حال دون تحقيقه، بالرغم من وجود علاقات اقتصادية كبيرة بين “قسد” والفصائل التابعة لأنقرة وحتى “الجولاني”؛ إذ تُمثّل المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل و”الهيئة” أحد أبرز أسواق تصريف النفط الذي تسيطر عليه “قسد” بحماية أميركية في الشمال الشرقي.

وأشارت المصادر إلى أنه وبالإضافة إلى علاقة “الجولاني” التي أصبحت متينة بقوى غربية، يتمتّع رجل “القاعدة” السابق بعلاقات وثيقة مع أنقرة والدوحة، حيث يحتضن نسبة كبيرة من المشاريع السكنية التي تسعى تركيا لبنائها بهدف إعادة توطين اللاجئين السوريين في سورية، بمحاذاة حدودها الجنوبية، كما يملك مكتب ربط في الدوحة، يديره سوريون على علاقة سابقة مع “القاعدة”، في محاولة لمحاكاة أسلوب حركة “طالبان”، وهو ما لم يخفِه “الجولاني” نفسه خلال تصريحات سابقة، مشدّداً على ضرورة استثمار نجاح الحركة في أفغانستان.

يذكر أن تنظيم “جبهة النصرة”، ارتكب سلسلة اعتداءات إرهابية في سورية منذ عام 2011، أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين.

وكان “الجولاني”، أعلن الانفصال الكامل عن القاعدة، وغير اسم تنظيمه إلى “جبهة فتح الشام”، التي سرعان ما اندمجت مع عدد من الفصائل المسلحة، مثل حركة “نور الدين الزنكي” و”لواء الحق” و”جبهة أنصار الدين” و”أنصار السنة”، مُشكلة “هيئة تحرير الشام” في 28 كانون الثاني 2017.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى