تركيا تفرض اتفاقاً لوقف الاقتتال بين فصائلها و “النصرة” شمال حلب
تركيا تفرض اتفاقاً لوقف الاقتتال بين فصائلها و “النصرة” شمال حلب
بعد أيام على المعارك العنيفة في مناطق ريف حلب الشمالي بين فصائل قوات الاحتلال التركي و”هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقا”، للسيطرة على المعابر، تدخلت قيادة القوات التركية الموجودة في منطقة أعزاز، للضغط على الأطراف المتناحرة، لوقف الاقتتال الدائر بينهما.
وذكرت مصادر محلية، أنه وبعد التمدد الكبير لفصائل “النصرة”، سارعت أنقرة إلى التحرك بشكل عاجل لانتشالهم من مأزقهم، ومارست ضغطاً كبيراً على أطراف الصراع، وتمكنت من فرض اتفاق أولي.
وبحسب المصادر، يُفضي الاتفاق مبدئياً إلى التوقف التام للاقتتال، وانسحاب فصائل “تجمع الشهباء” التابعة “للنصرة”، من القرى التي سيطروا عليها بشكل فوري، لحين الوصول إلى اتفاق نهائي يتضمن حل الخلاف حول إدارة وتقاسم عائدات معبر “الحمران”.
وذكرت المصادر، أنه وفي ظل الضغط التركي، وافق حلفاء “الهيئة” على الاتفاق، وبادروا بالفعل إلى تنفيذ البند المتعلق بالانسحاب من “صوران” و”احتيملات” و”دابق”، تزامناً مع دخول فصائل “الفيلق الثاني” التابع للاحتلال التركي إلى تلك القرى واستعادتهم السيطرة عليها من جديد.
وذكرت المصادر، أن هناك انزعاج تركي كبير، سواء من المحاولات المستمرة لمتزعم “النصرة” المدعو “أبو محمد الجولاني” في التوسع ضمن مناطق شمال حلب ومد مناطق نفوذه إليها، أو من حالة الترهل والضعف الكبير لدى فصائل ما يسمى “الجيش الوطني” التي ما تزال تعجز عن الحفاظ على مناطق سيطرتها، أمام كل هجوم جديد تنفذه “الهيئة” أو حلفائها نحو ريف حلب الشمالي.
وأشارت المصادر، إلى أن جيش الاحتلال التركي، نشر مزيداً من المدرعات في منطقة كفر جنة التي تصل اعزاز بعفرين، في انتظار تطبيق مخرجات الاتفاق.
اقرأ أيضاً: “النصرة” تواصل تمددها في الشمال السوري طمعاً بإيرادات المعابر
يذكر أن الاشتباكات بدأت بين فصائل موالية لـ “تحرير الشام” والفصائل الموالية لأنقرة، في 20 أيلول الجاري، للسيطرة على معبر الحمران الواصل بين مناطق “قسد” ومناطق النفوذ التركي بريف حلب الشمالي الشرقي، بهدف السيطرة عليه والاستفادة من موارده المالية الكبيرة، والتي تقدر بـ 2 مليون دولار أميركي شهرياً.
ويعتبر معبر الحمران، من أهم المعابر الإستراتيجية في منطقة منبج التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” بريف حلب الشمالي الشرقي، ويقابله معبر أم الجلود باتجاه منطقة جرابلس التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي وفصائله، حيث تتدفق السلع والسيارات والكهربائيات والنفط الخام بين المنطقتين وتحقق عوائد مالية مجزية، الأمر الذي دفع “النصرة” من خلال وكلائها “أحرار عولان” و”هيئة تحرير الشام- القاطع الشرقي” لشن هجوم باتجاه المعبر والسيطرة عليه.
وتسعى “تحرير الشام”، التي تسيطر على إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، منذ أشهر، عبر حلفائها لا سيما “فصيل أحرار عولان”، للسيطرة على المعابر الاستراتيجية في الشمال، وزيادة مواردها المالية، عبر توسيع مناطق نفوذها في مناطق شمالي حلب التي تسيطر عليها “فصائل أنقرة”، مستغلة الأحداث الأخيرة التي شهدتها أرياف دير الزور.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع