تحالف الوهم وحصاد السراب
تحالف الوهم وحصاد السراب
تحتفي الصحافة الإسـ.ـرائيلية هذه الأيام بالحديث #الوردي عما تطلق عليه “التحالف الإقليمي” لتطويق #إيران في مواجهة الاتفاق النووي مع واشنطن والذي يضم عدداً من دول الخليج بينها الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وكيان الاحـ.ـتلال الإسـ.ـرائيلي وربما المغرب والسعودية، فهل حقاً تفكر بعض دول الخليج بتحالف مع إسـ.ـرائيل ضد إيران؟ إذا كان الأمر كذلك، فما جدوى هكذا #تحالف على أرض الواقع؟
لقد حاولت الولايات المتحدة من خلال انسحابها من الاتفاق النووي عام 2015 وفرض عقوبات قاسية تحت عنوان “سياسة #الضغوط القصوى” تطويق إيران وزعزعتها من الداخل، لكن بعد 7 سنوات اكتشف الغرب ومعه واشنطن أن إيران أصبحت أكثر قوة عسكرياً واقتصادياً وأكثر تأثيراً في المنطقة، بدليل عودتها للمفاوضات معها وهي قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق يحقق #مصالح إيران وفق ضمانات وشروط طلبتها طهران بشأن العقوبات وعدم الانسحاب من الاتفاق، وبالتالي لا إمكانية عملياً لأي تحالف إقليمي أن يطوق إيران.
عربياً نعلم أن الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 والتي دامت 8 سنوات في أوج قوة #العراق كانت وبمعزل عن الأسباب المباشرة، بتحريك وبتمويل خليجي، لكنها لم تستطع أن تغيّر #موازين القوى رغم أنها أضعفت البلدين في تلك الفترة، ومما يقال عن تلك الحرب أنها كانت تهدف أساساً إلى إضعاف العراق قبل إيران.. فدول الخليج كانت تخشى الرئيس صدام حسين أكثر مما تخشى طهران لأسباب تتعلق بطريقة تفكير الرئيس العراقي آنذاك وقوة العراق العسكرية والاقتصادية، والدليل أنه ما إن انتهت الحرب حتى تحرك الجيش العراقي واحتل الكويت. وأمّا الولايات المتحدة وإسـ.ـرائيل فكانت تريد #إضعاف البلدين اللذين يعتبران خطراً قوياً على المصالح الأمريكية في الخليج ومستقبل الكيان الصـ.ـهيوني.
الثابت أن دول الخليج مجتمعة غير #قادرة على مواجهة إيران عسكرياً بالرغم من وجود عشرات القواعد العسكرية الأمريكية التي تنتشر في الكويت وقطر والبحرين والسعودية واليوم في العراق بدعوى حمايتها، وبالتالي لا يمكن التعويل على هذه الدول في مواجهة مفترضة مع إيران سوى كمنصة برية وجوية للجيش الأمريكي والطيران الحربي الإسـ.ـرائيلي. ويكفي أن ننظر إلى الحرب التي تشنها السعودية والإمارات على الشعب #اليمني منذ ثماني سنوات، وما آلت إليه هذه الحرب حتى يتأكد لنا “قلة حيلة” السعودية والإمارات في أي مواجهة عسكرية، فهي لم تقدر على مواجهة #شعب يعاني ما يعانيه من حصار ومن فقر.
ليس هذا فحسب، بل إن الهجوم اليمني الأخير على المنشآت النفطية السعودية وقبله على الإمارات، يطرح أسئلة #كبرى عن جدوى وفعالية أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية التي تزود بها السعودية والإمارات بمليارات الدولارات والتي فشلت في اعتراض الصـ.ـواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة، ويعطي نموذجاً عن حال أي تحالف إقليمي في مواجهة عسكرية مع #إيران.
وأما بالنسبة لكيان الاحـ.ـتلال الإسـ.ـرائيلي، وإن كان يتمتع بقدرات جوية عالية ولديه طيران حديث وصواريخ متطورة من الصناعة الأمريكية، إلا أنه فشل أيضاً في حماية الكيان في معظم حروبه الأخيرة، وصـ.ـواريخ #غزة في معركة “سيـ.ـف القـ.ـدس” خير شاهد على فشل “قبابه الحديدية” في حماية تـ.ـل أبيـ.ـب، وكذلك مسيّرات حـ.ـزب الـ.ـله التي تجوّلت على مساحات واسعة في سماء #فلسطين المحـ.ـتلة وعادت دون أن يتمكن سلاح الجو الإسـ.ـرائيلي من اعتراضها.
وبالتالي إن التحالف الذي تحتفي به الصحافة الإسـ.ـرائيلية على أنه تحالف لـ #تطويق إيران، لا يعدو عن كونه “الطعم” الذي يرميه الإسـ.ـرائيلي لدول الخليج لإبرام أي شكل من التحالفات، بهدف استثمارها سياسياً لتكريس #التطبيع، وتحقيق ما تبتغيه تـ.ـل أبيـ.ـب مزيداً من الاختراق في الجسد العربي ولتتحول “إسـ.ـرائيل” إلى #حليف لبعض الأنظمة العربية بعدما كانت ذلك الكيان المحـ.ـتل الغـ.ـاصب للأرض العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
لكن هذا الفائدة ستبقى محصورة بالأنظمة، ولن تكتب لها الحياة مع #الشعوب العربية بدليل أن عقود من توقيع اتفاقيات السلام بين مصر وإسـ.ـرائيل وبين الأردن وتل أبيب لم تستطع أن تغير نظرة المصريين والأردنيين للكيان المحـ.ـتل، ولم تستطع أن تغير موقف الشعبين المصري والأردني من دعم شعب فلسطين وحقه في أرضه وإقامة دولته المستقلة عليها.
وأفضل ما يمكن أن يقال في مثل هذا التحالف إن حصل.. من يزرع #الوهم يحصد السراب والخيبة.