أخبار كليكميداني

بغرض كسب ود الأتراك.. واشنطن تسعى لإعادة هيكلة “قسد”

بغرض كسب ود الأتراك.. واشنطن تسعى لإعادة هيكلة “قسد”

 

تشير الوقائع والمعطيات الأخيرة في المنطقة الشرقية إلى أن واشنطن بدأت بالعمل جدياً على الأرض بقصد إعادة هيكلة ميليشيا “قسد”، لا سيما في ظل تصاعد الاحتقان الشعبي ضدها وانخفاض القبول الشعبي لها إلى أدنى الدرجات جراء الممارسات اليومية ضد الأهالي.

وترى مصادر عدة أن القوات الأمريكية عازمة على إحجام قوة “قسد” وتغيير هيكليتها بعد الانتهاء من مهمة ملاحقة تنظيم “داعش” والقضاء عليه في مناطق شمال شرق سورية، واستتباب الأمن باستثناء بعض الحوادث الأمنية الفردية التي لطالما رسمت حولها أدوات استفهام ورافقها الشكوك بأن من ورائها “قسد” الساعية إلى استمرار إيهام الجميع بأن خطر “داعش” لا يزال قائماً، وهي التي ربطت وجودها بوجود هذا التنظيم المتطرف.

وتشير المصادر إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي تنظر بعين القلق تجاه فشل “قسد” في إدارة المنطقة ذاتياً، في ظل اتباعها سياسة عنصرية اقصائية تجاه أكبر مكون في المنطقة الشرقية المتمثل في المكون العربي، الذي يشكل ما نسبته 90 بالمئة من مجمل التعداد السكاني لأهالي المحافظات الثلاث التي تسيطر عليها “قسد” بشكل شبه كامل (الحسكة والرقة ودير الزور).

كسب ود الاتراك

وتوضح المصادر، أن الحراك الشعبي الرافض لـ “قسد” في ريف محافظة دير الزور وريف الحسكة الجنوبي قد يتمدد ليشمل مناطق أخرى، وكل ذلك بسبب التجاوزات والجرائم التي يرتكبها قادة الميليشيا تجاه الأهالي، يضاف إليها سياسة التجويع والإهمال وسوء الخدمات وعدم توفر الحد الأدنى لمقومات الحياة في محافظات تعوم على بحر من النفط والغاز، وأن تنامي حالة العداء تجاه “قسد” قد يحولها إلى عصيان مدني أو عسكري يهدد الوجود الأمريكي .

وأكدت المصادر، أن قوات الاحتلال الأمريكي أصبحت تفكر بشكل جدي لإعادة هيكلة “قسد” وحصر وجودها في محافظة الحسكة وإنشاء مجالس عسكرية في محافظتي دير الزور والرقة بقيادة أبناء العشائر العربية ذات الثقل الاجتماعي تتبع لما يسمى بقوات “التحالف الدولي” بشكل مباشر.

وكشفت المصادر أن القوات الأمريكية التقت في مدينة الرقة منذ نحو أسبوعين مع قائد فصيل “لواء ثوار الرقة” الملقب “أبو عيسى” وأغدقوا عليه المال، ووعدوه بأن يكون حليفاً استراتيجياً لهم في الرقة والتنف، في خطوة قد تتبعها خطوات مماثلة في دير الزور نتيجة الاحتقان العشائري المستمر منذ فترة بسبب جرائم وتجاوزات قائد المجلس العسكري “أبو خولة” وأخيه.

ورأت المصادر أن هذه الاجتماعات تأتي بشكل يتلاءم مع المطالب التركية، وتحاول واشنطن من خلاله أن تقدم لأنقرة ما قد يمنعها من الذهاب نحو التنسيق مع الحكومة السورية عبر وساطة روسية.

وبحسب المصادر، فإن “قسد” ستحتفظ بالسيطرة الكاملة على مدن “عين عرب – منبج – عامودا – الدرباسية – المالكية”، على أن تكون عناصر حراسة الحدود من فصيل جديد سيعمل على تشكيله بالتعاون مع شخصيات عشائرية من المنطقة، في حين ستبقى “قسد”، في الأحياء التي تسيطر عليها حالياً من مدينتي القامشلي والحسكة.

يذكر أن خطوة واشنطن تأتي عقب الاجتماع الثلاثي السوري الروسي التركي في موسكو، والذي جمع وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، مع نظيريه السوري “علي محمود عباس”، والروسي “سيرغي شويغو”، بمشاركة رؤساء أجهزة المخابرات في كلٍّ من تركيا وسورية وروسيا، حيث ناقش الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تأمين السلام والهدوء والاستقرار في سورية والمنطقة وتحويل التطورات فيها إلى مسار إيجابي.

كليك نيوز

اقرأ أيضاً: بينهم أطفال وكبار سن.. “قسد” تستمر في اعتقالاتها بحق أبناء القرى العربية بحجة محاربة “داعش”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى