خدميمجتمعمحلي

“بعد أن سرقتها الحرب”.. على أمل أن تعود أعيادنا “عجقة وزحمة ولعب ولاد”

“بعد أن سرقتها الحرب”.. على أمل أن تعود أعيادنا “عجقة وزحمة ولعب ولاد”

 

“بدنا نروح عالحديقة ونلعب بالمراجيح، ونلبس التياب الجداد، ونزور بيت جدو، ونطلع مع رفقاتنا، وناخد الخرجية، ونعمل حلو..”، ما إن نسمع تلك العبارات حتى نعلم أن سورية بأبنائها وأطفالها وشيبها وشبابها جميعاً يتحضرون للعيد، تلك المشاهد التي لطالما تربينا عليها، تجعلنا نقف عند ذكريات سرقتها “الحرب الملعونة”.

ساعات قليلة تفصلنا عن حلول العيد (عيد الأضحى) عيد الخير والنور والبركة والفرح والأمل والسعادة، لكنه يهلّ علينا والغصّات تملأ قلوب الأهالي، التي لم تسعفها محاولاتهم لرسم البسمة الكاملة على وجوه أطفالهم ومحبيهم، أو حتى جعلهم يعيشون بعض تفاصيل العيد المعتادة، بعد أن التهم الغلاء لكل أمانيهم التي تحولت لأحلام بعد أعوام من محاولة التمرد عليها لكن دون جدوى “فالجناح بات مكسوراً”، وبالكاد نستطيع الوصول للكفاف اليومي.

الأمر المحزن، أن المتجولين في الأسواق، باتوا يتمنون لو أن “زلزالاً يضربها ويعيدها لما كانت عليه قبل هذه السنين العصيبة”، أو يخرج أمامهم “مارداً سحرياً” يتحدّى “لعنة الأسواق” ويرسم بسمة “ولو خجولة”، تشعرهم بأن هذه الأيام المباركة “أيام العيد” تستحق لسورية وأبناءها أن تعاش بأحسن أحوالها.

اقرأ أيضاً: تنتشر بين الشباب تحت سن 18.. “السجائر الالكترونية” سمّ صامت يحذر منه العلماء

مهما حاولت عباراتنا أن ترسم المشهد الحزين، الذي يلف سورية وأسواقها القليلة الحركة، شبه الميتة بلا تلك الأرواح التي اعتادت إحياءها بصرخات الأطفال وأصوات الباعة ومفاصلات الزبائن وغيرها الكثير، مما كان يجعلنا جميعاً نتوق لحلول ساعات الصباح الباكر، ليوم العيد!! لكن حتى “أحبارنا” باتت عصيّة عن تصوير هول ما نعيشه.

اليوم، نسيت الناس تواريخ الأعياد، وباتت تصحو متأخرة علّها توفر وجبة من وجبات أطفالها “التي باتت مريرة وبشقّ الأنفس”، لم يعد يختلف يوم العيد عن غيره “سوى بأنه همّاً إضافياً يزيد من حسرات أبنائهم الكبار والصغار لقلّة الحيلة”.

والأمر المحزن أكثر، أن أصوات آهاتنا التي تصدح كل صباح، باتت في “مهب الريح”، وليس لها من أيّة آذان صاغية، لا من قبل الحكومة التي باتت غير قادرة “وعلى ما يبدو عاجزة” عن إنقاذنا ونشلنا من الفقر المتخم الذي وصلناه، وباتت صرخاتنا بالنسبة لها كاجتماعاتها وبياناتها اليومية التي تكررها دون وجود أي صدى يخدم الناس على أرض الواقع، ليس ذلك فحسب بل بات هذا الصمت الحكومي الرهيب تجاه كارثة الجوع التي نعيشها، ذريعة أكبر “لحيتان السوق”، والذين وصلت “كروشهم حدّ الانفجار” دون أن يشبعوا من “لحومنا الميتة”!

"بعد أن سرقتها الحرب".. على أمل أن تعود أعيادنا "عجقة وزحمة ولعب ولاد"

نأسف أننا زدنا “الطين بلّة”، لكن محاولاتنا “البائسة مثلكم” للصراخ بوجه هذا الوضع المعيشي، تصرّ على البقاء “حتى آخر رمق فينا”، علّ “الزلزال” أو “المارد السحري” الذي ننتظره، يمرّ من أمام “أقلامنا”، ويجعل “زيادة الرواتب” والتي “أنهكنا رؤوسكم فيها” خلال الأيام الماضية، حقيقة”، علّها تعيد رسم “هياكل الفرح التي نسيناها”، وعساها أيضاً تكون سبيلاً لإعادة مشهد “السعادة” المخطوف من قلوبنا وعقولنا وحياتنا.

نعلم أن هذا الكلام ورديّ جداً، ونعلم أنه بات نثراً نسمعه فقط، وحتى لم يعد أحد يهتم لسماعه، لكن دعونا نواصل تكراره معاً دون يأس، دعونا نتخيل أن القادم أفضل، وهو ما عوّدتنا عليه سورية، بأن الصعاب لن تنال من عزيمتها لإحياء أبنائها كما يستحقون وكما يليق بصبرهم وإيمانهم.

أضحى مبارك لسورية وشعبها الطيب الصادق، عسى أن يكون هذا العيد آخر الأعياد التي تمرّ مروراً عابراً وتعود “أعيادنا عجقة وزحمة ولعب ولاد”.

كل عام وأنتم بألف خير

عفراء كوسا – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى