أخبار كليكميداني

“النصرة” تغيّر التخطيط العمراني في إدلب.. “متنفذون” يبنون الحدائق لزيادة ثرواتهم

“النصرة” تغيّر التخطيط العمراني في إدلب.. “متنفذون” يبنون في الحدائق لزيادة ثرواتهم

 

تواصل “هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقا”، تحكّمها بمناطق سيطرتها في إدلب شمال غربي سورية، ولم تكتف بتحكمها العسكري وسيطرتها على الموارد المالية والاقتصادية والمعابر، بل عمدت لخنق الناس وتحويل أماكن تنفسهم الوحيدة لمشاريع استثمارية.

وفي هذا السياق، قام مستثمرون مقربون من “هيئة تحرير الشام”، بقطع أشجار “الحديقة المثلثية”، في مدينة إدلب، المعروفة على أنها متنفساً للأهالي.

وذكرت مصادر محلية، أن المدعو “أبو نذير الشامي”، صاحب “مطعم صلح” وحليف “هيئة تحرير الشام”، قام بجرف الطرف الشرقي الشمالي من الحديقة بمساحة كبيرة، دون إنجاز أي شيء جديد فيه، أما الزاوية الجنوبية الغربية تم إنشاء فرن معجنات فيها وتأجيرها لصاحب فرن “اقرأ”، والواجهة الشمالية بني فيها 3 محلات “شاورما القيمرية وكفا للصرافة وصبح ومسا”، وسط استمرار البناء.

6 31

وأكدت المصادر، أن هذا النوع من الاستثمارات، تذهب إلى المقربين من “هيئة تحرير الشام وأذرعها”، حيث يصل قيمة استثمار الحديقة إلى 65 ألف دولار أمريكي.

وأشارت المصادر، إلى أن مثل هذه الاستثمارات يجب أن تتم بشروط بيئية وليست تجارية، تتضمن عدة بنود منها تعويض الفاقد من الأشجار، ووضع حد واضح للنسبة المشغولة من مساحة الحديقة على أن لا تتخطى 19٪ من مساحة الحديقة مع المحافظة على مجانية الدخول للمكان وعموميته.

اقرأ أيضاً: “أخوة الجهاد” مستمرون في اقتتالهم.. “النصرة” تمهل فصيلاً مدعوماً من تركيا لإخلاء مقراته

وأثار هذا الإجراء، جدلاً وردود فعل غاضبة من قبل الأهالي، الذين استهجنوا قتل المساحات الخضراء في المدينة، وقطع الأشجار من الحديقة بدلاً من العمل على زيادة المساحات المزروعة، والتخطيط لإنشاء حدائق جديدة كأولوية على التخطيط العمراني والاستثمارات التي لن ينال منها عامة الشعب أي شيء من الإيرادات.

كما أعرب الأهالي عن استيائهم من استثمار الحدائق واستغلالها لتحقيق أرباح مادية، دون النظر بعين الإنسانية واحترام حقوق الأطفال والأهالي والأملاك العامة.

8 6

يذكر أن حال “الحديقة المثلثة”، يشابه عدة حدائق في مدينة إدلب، التي خسرت بعض مساحاتها الخضراء على حساب مشاريع استثمارية من مطاعم ومحال تجارية وصالات ألعاب وأكشاك، حيث برزت قضية استثمار وإشغال الحدائق العامة منذ سيطرة “فصائل المعارضة” على إدلب في 2015، وازدادت بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام”، وما يسمى “حكومة الإنقاذ”، التابعة لها، على المنطقة، حتى صارت ظاهرة عامة.

وتضم إدلب، عدداً من الحدائق العامة، أكبرها حديقة المشتل، إضافة إلى حدائق الزير والجلاء والسراملة وألمازا، والتي لطالما كانت تشكل المتنفس الوحيد للسكان، من ضغط عناصر “هيئة تحرير الشام”، وتسلّطها، والتي عملت على استثمار هذه الحدائق مع مؤسسات عاملة في المنطقة بهدف كسب المال، حيث يتصدّر “قائد هيئة تحرير الشام”، المدعو “أبو محمد الجولاني”، واجهة بعض المشاريع والفعاليات والقضايا الخدمية بوجود “رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ” ووزراء فيها.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى