رياضة

العلاقة بين الاتحاد الرياضي والتربية تأخذ منحى إيجابي جديد بحلب.. وملعب رعاية الشباب أنموذجاً.

طالما كان ملعب رعاية الشباب بحلب التابع لوزارة التربية، موئلاً لألعاب القوى المدرسية والأهلية وحاضناً لتدريبات وأنشطة أم الألعاب على جميع المستويات، إلى جانب استضافته للمناسبات الكروية المختلفة.

لكن أصوات المعاناة والشكاوى بدأت ترتفع من قبل كوادر اللعبة الذين استوقفتنا مجموعة منهم داخل مقر اللجنة التنفيذية بحلب في وقت سابق لتبث الشكوى حول التضييق عليها خلال التدريبات، كذلك كانت هناك شكوى لفريق كرة عفرين بسبب اشكالية على حجز مواعيد تدريبات، وكل ذلك وسط علاقة لم تكن صحيّة تواؤميّة تماماً بين الاتحاد الرياضي ودائرة التربية الرياضية بحلب، وسط مناكفات ظاهرة وباطنة بين الفينة والأخرى وكنا مطلعين عليها.

ومن فترة قريبة بدأت الأمور تتحسن بصورة لافتة، والبداية من التحسينات التي جرت في الملعب ضمن إطار تعزيز التشاركية في العمل بين الاتحاد الرياضي ووزارة التربية، إذ قدمت اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بحلب مقاعد بلاستيكية لمديرية التربية بحلب – دائرة التربية الرياضية، وعددها 220 مقعداً كدفعة أولى تم تركيبها في السدة الرئيسية للملعب قابلة للزيادة تحت الطلب.

وما سبق استدعى استفسارنا عن الأمور من مدير الملعب الجديد القديم، نور الدين تفنكجي الذي بيّن بأن اللجنة التنفيذية بحلب ممثلة برئيسها مازن بيرم ومدير المدينة الرياضية سعد الدين قرقناوي، تجاوبوا مع مطلبه، بالاستفادة من المقاعد القديمة التي تم استبدالها من ملعب الحمدانية لتحسين واجهة ملعب رعاية الشباب (المنصة الرئيسية)، كذلك شباك للمرميين، لافتاً إلى أن صيغة العلاقة بين الاتحاد الرياضية والتربية (الرياضة المدرسية) بدأت تأخذ نسقاً تعاونياً تشاركياً مبشراً بعيداً عن المناكفات و البيروقراطية والتعقيدات التي كانت سائدة في السابق، وأثرت بصورة سلبية على بعض الألعاب وعلى رأسها الأم ألعاب القوى.

وأكد رئيس نادي الحرية وعضو تنفيذية حلب السابق، بأن أبواب ملعب الرعاية كما يسمى بحلب، أصبحت مفتوحة لجميع الأنشطة والتدريبات لمختلف الألعاب التي يمارس لاعبوها التمارين الهوائية في مضمار الملعب، مضيفاً بأن الأمر ينطبق على فرق الأندية للألعاب الجماعية التي تطلب الأوقات التدريبية لممارسة النشاط الهوائي التدريبي والإعداد البدني.

وبالنسبة لإمكانية استضافة الملعب لأنشطة ومنافسات كرة القدم ليكون عوناً لملعبي الحمدانية والسابع من نيسان وقت الضرورة، أوضح تفنكجي بأن ذلك سيكون ممكناً وللفرق الأهلية والمدرسية، من خلال دخول مضخة الري لأرضية الملعب في الخدمة بعد أن تمت الموافقة على صيانتها كذلك آلية جز العشب ومرشات المياه وتأمين وقود المشغل لها، وبالتالي إعادة إنعاش الأرضية التي ستتحسن وسيظهر ذلك جلياً في موسم الإنبات.

وحول الرشوحات المائية التي طالما أغرقت منطقة غرف الملابس والحكام بفعل علو منسوب مياه نهر قويق وعدم توفر التغذية الكهربائية أوضح مدير ملعب رعاية الشباب، بأن صيانة مضخات شفط المياه موضوعة ضمن الخطة لمعالجة هذه المشكلة صيفاً.

ونوه التفنكجي بالدور الإيجابي لمدير تربية محافظة حلب المهندس مصطفى عبد الغني الذي تفقد الملعب، ووقع بالموافقة على جميع الكتب والطلبات التي تم تسطيرها، لتغطية احتياجات إعادة الملعب وتجهيزه بالصورة المناسبة، وأوعز للكوادر بمباشرة العمل وتكثيف الجهود لتحقيق هذا الغرض، كما أشار تفنكجي إلى التعاون الخلاق المكمل لدائرة العمل المثمر من قبل رئيس دائرة التربية الرياضية عبد الرحمن كحيل، بما ينعكس إيجاباً على العلاقة التشاركية مع الاتحاد الرياضي (وضع منشأت كل قطاع في خدمة الآخر)، وواقع وتطوير الرياضة المدرسية بحلب، وهي اللبنة الأساسية للنهوض برياضتنا السورية بصفة عامة.

وبيّن مدير ملعب رعاية الشباب إلى أن الملعب الذي يخدمه عدد محدود ومتفاني من العمال،  يستضيف الأنشطة المدرسية والبطولات المدرسية الكروية للحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، التي أنجزت دورها الأول، وتستعد للدور الثاني والأدوار النهائية في فصل الربيع، ونفس الأمر بالنسبة لألعاب القوى (المدرسية والأهلية)، لافتاً إلى أن اتحاد القوى السوري زار الملعب (المخصص لها مع تخديمه لكرة القدم وغيرها) خلال الشهر الفائت وأقام فيه مهرجان للأطفال، كما اعتمده  كمدرسة لريف ومدينة حلب حسب الصيغة الجديدة، لتطوير ألعاب القوى وإعادة إحيائها والارتقاء بها من جديد.

وأشار تفنكجي أخيرا إلى أن الصيغة التعاونية الجديدة تنسحب على كافة الأمور الفنية واللوجستية، وغيرها مما سيسهم بتطور الرياضة بشكل عام.

إقرأ أيضاً : هل تفرج على منشآت حلب الرياضية؟!

9 1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى