اقتصاد

خطوة في الإتجاه الصحيح.. السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

خطوة في الإتجاه الصحيح.. السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

 

رغم جميع المعوقات التي تواجه المزارعين في محافظة حماة، نراهم يصرّون على استمرار زراعة كافة المحاصيل، كيف لا ومهنة الزراعة هي مصدر عيشهم الوحيد، وما بين ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي وتقلبات الطقس وعدم وجود أسواق للتصريف، يقع المزارعين تحت رحمة التجار والسماسرة، الذين يناورون في شراء الإنتاج متذرعين بكل هذه العوامل لفرض الأسعار التي تُناسبهم على المزارعين الذين باتوا مضطرين إلى بيع موسمهم مخافة التلف وبعضهم يعمد على إتلاف المحصول أو تحويله إلى مادة علفية.

السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة
السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

العديد من الشكاوي تلقتها “كليك نيوز” من قبل المزارعين ونقلت شكواهم إلى الجهات المعنية ومن بينها فرع السورية للتجارة بحماة التي لطالما كان الهدف من إقامتها أن تلعب دور التاجر الرابح الأخلاقي بما يحقق للمواطن السعر المناسب والمواصفة الجيدة.

حيث أوضح مدير فرع السورية للتجارة بحماة المهندس “حيدر اليوسف”، “أن السورية للتجارة عبارة عن تاجر أخلاقي يقوم بالتدخل لصالح الفلاح والمستهلك، وأثناء تواجدنا بحقول المزارعين نراعي السلعة المشتراة والسلعة التي ستُباع للمستهلك بجودة عالية وأسعار منافسة يقبل بها المستهلك ولا يكون فيها غبن للمزارع”

وأكد اليوسف أن المؤسسة تدخلت بعدة سلع زراعية منها البطاطا والتفاح في الوقت الحالي موضحاً أن حدود التدخل محكومة بعدة عوامل منها القدرة الاستيعابية لوحدات الخزن والتبريد والقدرة على تصريف هذا المنتج الذي يقومون باستجراره، والإمكانيات أحياناً تكون محدودة نوعاً ما من حيث الآليات – الصناديق وتأمينها – السيولة المالية لشراء المحاصيل.

السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة
السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

وبالنسبة لمحصول التفاح قال اليوسف “نأمل أن يكون هناك مساعدة من عدة جهات قد نعتبرها معنية في تسويق هذا المحصول، الذي لوحظ وفرة بإنتاجه في قرى وبلدات ريف حماة الجنوبي الغربي بشنين – برشين – بيت ناطر وهي مناطق مُنتجة للتفاح”، مشيراً إلى أن الكمية التي تم استجرارها من محصول التفاح بلغت 50 طناً.

وأوضح اليوسف أن الفرع لا ينتظر مناشدات المزارعين بل يقوم بالتدخل فوراً وقال “تدخلنا بمحصول البطاطا حيث تم استجرار كميات منها سيتم طرحها بالأسواق قريباً، ومحصول الخيار الذي عانى انخفاض بأسعاره لاسيما وأن حماة مُنتجة لهذه المادة، وكان من غير المجدي أن نتسوق خيار ونبيعه ضمن الصالات كون سعره كان متدني جداً بالمحافظة، فقمنا بالتسوق لصالح أفرع أخرى في دمشق وريف دمشق كونه لا يوجد هناك زراعة لمحصول الخيار، حيث تم شراء كميات لا بأس بها من الحقول مباشرة من الفلاحين بأسعار ناسبت الفلاح في حماة الذي كان يتعرض لغبن من التجار أو البيع بسوق الهال وناسبت المستهلك في محافظة دمشق وريفها الذي كان يتعرض للاستغلال بارتفاع سعر هذه المادة”.

السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة
السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

وأضاف اليوسف أن الفرع تدخل أيضاً بموسم الخس نظراً لانخفاض سعره في الحقل نتيجة ارتفاع تكاليف النقل ومن جهة أخرى ارتفاع سعر المادة مجرد وصولها إلى محلات الخضار في المدن، حيث تم التسويق لهذه المادة من الفلاحين مباشرة، وبيعها في صالات الخضار التابعة لها وأيضا البيع مباشرة من السيارة في التجمعات السكانية المرتفعة، مُشيراً أنه تم نقل كميات إلى محافظة دمشق ولكن كانت محدودة بسبب صعوبة ظروف النقل والخس مادة حشائشية غير قابلة للتخزين ببرادات وآلية نقلها تحتاج إلى شروط خاصة جداً.

وهذه الخطوة أتت بعد تعرض الفلاحين للخسائر نتيجة ارتفاع أجور النقل بسبب أزمة الوقود، والسورية للتجارة لعبت دور الناقل، ونذكر أنه قام بعض المزارعين بإتلاف المحصول والبعض الآخر حوله إلى علف للأبقار نتيجة تدني سعره إلى أقل من التكلفة بكثير ووصل سعر الخسة الواحدة في دمشق إلى 1000 ليرة وفي حماة تراوحت بين 700 و900.

وبيّن اليوسف أن فرع السورية تدخل أيضاً بمحصول الثوم في منطقة الغاب، حيث كان هناك مساحات واسعة مزروعة، ونوّه إلى ضرورة تنظيم خطة زراعية مثلاً الثوم هذا العام بمنطقة الغاب كان وفير جداً وقد نُفاجئ العام المُقبل بكميات ضئيلة، نتيجة تعرض الفلاح للخسارة، فوجود خطة زراعية تؤمن تدفق مستمر للمادة وعدم انقطاعها وعدم حصول وفرة غير مدروسة بالإنتاج تعود بالوبال على الفلاحين.

ووفرة انتاج محصول الثوم كان من الممكن أن نتجه بها إلى الصناعات الزراعية وعدم ترك المحصول بين أيدي الفلاحين أو الاعتماد على الاستهلاك الآني المباشر، لاسيما وأنه يوجد جهات معينة ممكن أن تُساهم بموضوع تصنيع مادة الثوم وغيرها من المنتجات القابلة للتصنيع.

السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة
السورية للتجارة في حقول المزارعين بحماة

وبالنسبة لأسعار صالات السورية في محافظة حماة أكد اليوسف أن كافة السلع سواء الخضروات والفواكه التي تحدثنا عنها أو المواد السلعية الاستهلاكية الغذائية والمنظفات سعرها أقل من السوق من 10 – 35 % بأي سلعة معروضة على رفوف صالات السورية، وهناك مراقبة مستمرة وسبر دائم للأسعار وأي مادة يلاحظ انخفاضها بالسوق يتم العمل على تخفيض سعرها بسرعة قصوى، أما بالنسبة للخضروات والفواكه نظراً لتذبذب سعرها بشكل يومي كالبطاطا قد نضطر إلى رفع أو تخفيض سعرها نسبة للنشرة التموينية وتوفر المادة بأسواق الهال أو بالمحلات.

كما أنه لا يوجد أي فقد لأي مادة، وفي حال أصبح فقد، أو ارتفاع سعر مادة معينة بالأسواق تسعى الإدارة العامة لتأمينها بأي وسيلة ممكنة وبأسعار أقل من السوق.

وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الموظفين والعمال قال اليوسف أن الفرع يتجاوزها في بعض الأحيان كموضوع النقل عبر الاستعانة بجهات عامة، ولدينا في محافظة حماة 140 صالة بحاجة لأسطول من السيارات لخدمتها ناهيك عن موضوع المحروقات، هذه مواضيع ومشاكل عامة، و هناك موضوع نقص الكادر بصالاتنا نأمل خيراً من المسابقة المركزية الأخيرة وننتظر بفارغ الصبر التحاق المعينين بهذه المسابقة لصالح فرع السورية بحماة لنتمكن من توسيع مجال خدمتنا، بعدد نوعاً ما جيد جداً ونطمح للمزيد وهناك 150 موظف قادرين على التكيف بهذا العدد في سبيل خدمة الأهالي.

وختم اليوسف حديثه أنه عندما يتعرض أي مواطن لغبن بإحدى صالات السورية للتجارة يمكنه إيصال شكوته من خلال الأرقام الموجودة بالصالات، وفي حال حصول أي مشكلة أو غبن نرجو ونتمنى من المواطن الاتصال من مكان المخالفة أو مكان الصالة وعدم الانتظار أو التأجيل.

والفرع يتلقى شكاوي يتم معالجتها ونسعد بهذه الشكاوى كوننا لا نملك الرقباء الكافيين لمراقبة هذه الصالات ولكن نملك الحس أو الوعي من المواطنين وتعزيز ثقافة الشكوى لديهم ونحترم أي مواطن يتقدم لنا بشكوى لإيصاله الخلل الحاصل.

وتمنى اليوسف من المجالس المحلية أن يكونوا عوناً لهم خاصة في موضوع إرسال السيارة الجوالة للأرياف التي لا يوجد فيها مراكز، حيث يحصل بعض الازدحام ونعول على المجالس المحلية للوقوف إلى جانب السيارة الجوالة وتنظيم الدور لتسيير عملية التوزيع.

أوس سليمان – كليك نيوز

اقرأ أيضًا: الكوليرا تضيق الخناق على عملية التصدير.. الخضار السورية بين منع دول الجوار وأزمة المزارعين السوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى