مجتمعمحلي

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

 

طقوسٌ عرفها الإنسان منذ الأزل، تختلف تبعاً للمنطقة والعادات والتقاليد، نفقاتٌ إضافية باتت عنوان الإقدام على فكرة حفلات الخطوبة والأعراس، لاسيما وسط الارتفاع الكبير في مستلزمات الاستقرار وتكوين الأسرة لدى فئة الشباب ممن باتوا في حيرة من أمرهم أمام ما يواجههم من مصاعب شتى في هذا الأمر.

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة
الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

أعباء كبيرة

 

بمجرد تفكيرك بالذهاب لمنزل فتاة تراودك متطلبات الأهل من فستان وجهاز العروس وفرش المنزل، عدا عن متطلبات المهر والذهب والسكن، الذي يقع على كاهل العريس في مدينة حمص وريفها.

إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد فقط، وسط إجبار العريس على تحمل كافة النفقات الزوجية ابتداءً بفترة التعارف وانتهاءً بالزواج برأي “الهام عيسى” من وادي الذهب، وفي حال تم اكتشاف صفة البخل لدى العريس، يلجأ لوضع عادات خاصة به تتناسب مع ما يتم تداوله ضمن مجتمعه، وإنقاذ نفسه من مواقف وإلتزامات عدة حسب رواية المعلمة “رؤى ابراهيم” من حي النزهة.

إلا أن لأهل العلم في الدين الإسلامي وجهة نظر أخرى، يحدثنا الشيخ “معلا حبيب” من حي الخضري عن خلو مسؤولية الفتاة من أي تكاليف ولو بمثقال ذرة، كما أن الشاب محاسب في الآخرة في حال لجوئه لتحميلها أعباء لا قدرة لها عليها.
كما وافقه الرأي “أبو حاتم درويش” وهو من سكان قرية كنيسة بقوله: “منذ القدم وحسب أعرافنا الإسلامية نفقات الزواج يتحملها العريس وأهله”.

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة
الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

فترة الخطوبة

 

تعتبر هذه الفترة بمثابة الفسحة الشرعية للتعارف بين الشاب والفتاة، وقياس مدى كرمه من خلال الهدايا التي يجلبها لها والنزهات التي يصطحبها إليها، إضافة للأطعمة والمشروبات التي يقدمها لها، عدا عن كونها فرصة للتقرب أكثر بين الأهل ومعرفة طباعهم وعاداتهم عن قرب.

في حين نجد بعض العائلات تلجأ لفكرة الذهب بوضعه مهراً بصفته الضامن للعروس، بينما يذهب البعض الآخر لإخراجه من مهر العروس واعتباره مستقلاً، ليبقى الغالبية مع فكرة ضمان حقوق بناتهم من خلال تسجيل مقدم ومؤخر نقدي ضمن أوراق رسمية في المحكمة، والذي يحكم العريس بالاستمرار أو دفع ما يترتب عليه لاحقاً برأي “رغد العلي”، يضاف إلى ذلك تسجيل أصول ثابتة وأثاث ومفروشات باسم العروس لضمان مستقبلها مع الأيام.

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة
الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

الفستان الأبيض

 

ووسط كل هذه الاحتمالات والشروط التي يتداولها الناس عن متطلبات الزواج، يبقى حلم كل فتاة هو أن تظهر بحلتها البيضاء في هذا اليوم التاريخي، والذي يعتبر واجباً على العريس، وتبقى الخيارات مفتوحة بشرائه من الميسورين أو استئجاره من متوسطي الدخل.

وفي النظر لما تفرضه قاعات الزفاف من تكاليف باهظة مع ارتفاع الأسعار حيث تجاوزت المليون ونصف، ليبقى التفاهم والحب والقناعة بما لدى الطرفين أساس نجاح العلاقة الزوجية برأي المعلمة “يارا ادريس” من قرية خربة التين.
بينما من واجب العروس وأهلها الإسهام في تغطية المصاريف والتعاون مع العريس لتخفيف الأعباء برأي الشاب “رامز بلول” من حي الزهراء.

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة
الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

القفص الذهبي

 

وبعد الجدل الكبير بين مؤيد لفكرة التعاون بين الطرفين وبين معارض لها وبحسب الاحصائيات التي قام بها “كليك نيوز”، نجد بأن من أهم شروط الفتاة للقبول بالشاب في حمص وريفها هما (مسكن خاص بإسم العريس، راتب ثابت).

إلا أنه وحسب الرواية الشعبية “من تريد السترة تكتفي بالقليل” برأي الشاب “أمجد برو” من تلكلخ.

ولأن ما تفرضه الظروف من ارتفاع في تكاليف الزواج وتأدية الخدمة العسكرية، نجد انتشاراً لظاهرة العزوف عن الزواج لدى غالبية الشباب، وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة في “حمص”.

والذي بدوره فرض على غالبية العائلات التنازل عن الكثير لتزويج بناتهم، والاستعاضة عن تسليم المهر بجعله بتسجيله غير مقبوض في عقد الزواج، ومن ثم دفع بناتهم للمشاركة في تأسيس الأسرة والحصول على عمل لمساعدة الزوج بتحمل أعباء الحياة.

ربى العلي

الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة
الزواج بحمص نجاة من العنوسة أم مصيدة للفقر والحاجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى