الرئيس الأسد: لا نتائج من المفاوضات مع أمريكا بالمدى المنظور واللقاء مع أردوغان لا يمكن أن يتم بشروطه
الرئيس الأسد: لا نتائج من المفاوضات مع أمريكا بالمدى المنظور واللقاء مع أردوغان لا يمكن أن يتم بشروطه
تحدث الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز، عن كافة القضايا التي تخص سورية، لا سيما موضوع اللاجئين، والعلاقات العربية، والعلاقات مع تركيا، والاقتصاد السوري.
وأكد السيد الرئيس بشار الأسد، أن الإرهاب هو من قام بالتدمير في سورية ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب ومن نوى على الحرب، من خطط لها ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه أو من دافع ضد الإرهاب.
ورداً على سؤال يتعلق بعدم تحسن الاقتصاد السوري، مع انتهاء الحرب نسبياً ورفع تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، قال الرئيس الأسد، قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون، هو ليس العقبة الأكبر، العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين، العقبة الأكبر هي صورة الحرب في سورية التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، العقبة الأكبر أيضاً هي الزمن، بالاقتصاد تستطيع أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر ولكنك بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها.
وتابع الرئيس الأسد، من غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي، وبحاجة للكثير من الجهد والتعب لكي نصل لهذه النتيجة.
وحول قضية اللاجئين، أوضح الرئيس الأسد، أنه خلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل، وقد توقفت هذه العودة، بسبب واقع الأحوال المعيشية.
اقرأ أيضاً: إنشاء شركة تأمين وبنك مشتركين.. الوفد الوزاري الاقتصادي السوري يختتم زيارته إلى طهران
وتساءل الرئيس الأسد، كيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب!!
وأكد الرئيس الأسد، أن التحدي الأبرز الذي يقف عائقا أمام عودة اللاجئين هو “لوجيستي”، مضيفاً، إن البنى التحتية مدمرة نتيجة الإرهاب، وهذا ما يقوله معظم اللاجئين الذين نتواصل معهم، يرغبون بالعودة ولكن يقولون كيف نحيا؟ وكيف نعيش؟!
وتابع الرئيس الأسد، الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار.
وحول تجارة المخدرات، أكد الرئيس الأسد، أنه عندما يكون هناك حرب وضعف في الدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، وأن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية، ونحن لدينا مصلحة بالقضاء على هذه الظاهرة كما بقية الدول.
وفيما يخص رفع تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، قال الرئيس الأسد، عودة سورية هل ستكون شكلية أم غيرها، هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية، هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا توجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية.
وتابع الرئيس الأسد، نحن لم نبدأ هذه القطيعة ولم نقم بأي عمل ضد أي دولة عربية، حتى عندما عدنا إلى الجامعة العربية وأنت ربما تكون قد سمعت خطابي لم أقم بلوم أي طرف ولم أسأل أي طرف لماذا فعلتم ذلك؟ بالعكس نحن نقول ما مضى مضى، نحن دائماً ننظر للمستقبل، هل هناك طريقة أخرى أفضل؟ إذا كانت هناك طريقة أخرى أفضل نتمنى أن نُنصح بها لنتبعها، لا يوجد لدينا مانع، لكن لا نسعى للصدامات ولا للمشاكل عبر تاريخنا، هذا جزء من سياستنا أو جوهر سياستنا.
وحول العلاقات مع لبنان، قال الرئيس الأسد، بالنسبة لنا في سورية ابتعدنا عن الملف اللبناني منذ أقل من عقدين من الزمن ونحاول أن نبني علاقات طبيعية مع لبنان دون الدخول في هذه التفاصيل في الوقت الحالي.
وحول العلاقات مع أنقرة، تساءل الرئيس الأسد وهو أنه من دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً!
وقال الرئيس الأسد، نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان؟
وأضاف، الحقيقة، الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، “جبهة النصرة، أحرار الشام”، هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا.
ورداً على سؤال يتعلق بالحديث عن مفاوضات مع الأمريكيين، قال الرئيس الأسد، الحوارات عمرها سنوات بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة واحدة بأن الأمريكي سوف يتغير لأن الأمريكي يطلب ويطلب، يأخذ ويأخذ ولا يعطي شيئاً هذه هي طبيعة العلاقة مع الأمريكيين منذ عام 1974 منذ خمسة عقود، لا علاقة له بأي إدارة من الإدارات، فلذلك لا يوجد لدينا أمل.
وأضاف، سياستنا في سورية هي ألاّ نترك أي باب مغلقاً في وجه أي محاولة لكيلا يُقال لو فعلوا كذا لحصل كذا، ولكن لا أتوقع أنه بالمدى المنظور سيكون هناك أي نتائج من أي مفاوضات تُعقد مع الأمريكي.
وكان الرئيس بشار الأسد أدلى مساء اليوم بحديث لقناة سكاي نيوز عربية، تحدث فيه عن الحرب والإرهاب وقضية المخدرات، وعن اللاجئين وعودتهم، وعن تحديات الاقتصاد والمعيشة في سورية، وعن مستقبل العلاقات السورية العربية والوضع في لبنان والموقف من حماس، والعلاقة مع الحلفاء، والخلاف مع أردوغان.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع