أخبار كليكسياسي

سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير.. أي جديد تحمله الجولة القادمة من “أستانا”

سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير.. أي جديد تحمله الجولة القادمة من “أستانا”

 

على وقع التطورات الميدانية والسياسية التي تشهدها سورية والمنطقة، تتّجه الأنظار إلى العاصمة الكازاخية “نور سلطان”، والتي ستستضيف في الثاني والعشرين من الشهر الحالي اجتماعاً جديداً رفيع المستوى للدول الضامنة لمسار “أستانا”.

وتشارك “الأردن” إلى جانب “لبنان” و “العراق” بصفة مراقب في الاجتماع الذي ينطوي على الكثير من الأهمية خاصة في ظل المحاولات التي تبذلها “روسيا” من أجل إعادة العلاقات بين “دمشق” و “أنقرة”، سيما وأن المباحثات بين البلدين منحصرةً بالمستوى الأمني.

وهو ما تحدثت عنه “تركيا” في أكثر من مناسبة ما يؤشر الى وجود توافق أوّلي يمكن أن يفتح الباب أمام الانتقال إلى مستوى جديد من التفاوض خاصة وأن التصريحات التركية كثرت حول رغبتها في إعادة العلاقات مع “دمشق” وهو ما جاء، الجمعة، على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال: “أنه قد يعيد النظر في العلاقات مع الرئيس الأسد بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تركيا في حزيران من العام المقبل”.

مشيراً الى أنه “لا يوجد استياء أو خلاف أبدي في السياسة”، وقبلها وتحديداً في أيلول الماضي، أعرب إردوغان عن رغبته في لقاء الأسد، إن تمكن من حضور قمة “سمرقند”.

سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير...أي جديد تحمله الجولة القادمة من "أستانا"
سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير…أي جديد تحمله الجولة القادمة من “أستانا”

وقبل ذلك ما نقلته مصادر تركية عن لقاء جمع رئيس جهاز المخابرات التركي، “حقان فيدان”، ورئيس المخابرات السورية “علي مملوك”، في العاصمة السورية دمشق مرات عدة، وهو ما يشير الى أن عودة العلاقات تطبخ على نار هادئة ربما ينضجها اجتماع “أستانا” المنتظر.

وبالعودة الى جدول أعمال هذه الجولة من “أستانا”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية، “أيبك صمادياروف”، إنه سيشمل قضايا مثل الوضع على الأرض في سورية، بما في ذلك القضايا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، والتعزيز الشامل للعملية السياسية، وإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك تعبئة جهود المجتمع الدولي وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642 لإعادة إعمار سورية بعد انتهاء الصراع وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

ووفقاً للخارجية الكازاخستانية، ستجرى خلال اليوم الأول، مشاورات ثنائية وثلاثية للدول الضامنة ومفاوضات مع الأطراف السورية واتصالات مع وفود الأطراف المراقبة – العراق، والأردن، ولبنان، وكذلك مع مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة- لسورية “غير بيدرسن” ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ومن المقرر إجراء المزيد من المشاورات في اليوم الثاني، فضلاً عن عقد جلسة عامة.

سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير...أي جديد تحمله الجولة القادمة من "أستانا"
سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير…أي جديد تحمله الجولة القادمة من “أستانا”

وبالحديث عن اجتماع مرتقب لـ “أستانا” فلا يمكن فصل ما سيحدث في هذه الجولة وما سيطرح فيها عن التحركات على الأرض السورية، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تحريك عملائها وأدواتها من إرهابيين وميليشيات لعرقلة عودة اللاجئين وإبقاء اللاجئين رهائن في “مخيم الركبان” وتعطيل كل الجهود السورية لاستعادة الأمن والعافية والاستقرار في البلاد.

بالإضافة الى تدريب الإرهابيين في قاعدة “التنف” غير الشرعية، وعقد اجتماعات لضرب الوحدة الوطنية تحت عناوين مختلفة وهو ما رفضته القبائل والعشائر العربية التي تنبهت للمخطط الأمريكي، وأصدرت بيانات أكدت فيها رفضها لأي مخطط أمريكي تقسيمي، وشددت على أنها ستواصل أعمال المقاومة ضد المحتل الأمريكي وأنها ستضرب بيد من حديد  كل من تسول له نفسه الانجرار نحو خندق الاحتلال، فلا مكان للخونة في بلادنا.

من بوابة أستانا تحاول الدول الضامنة روسيا وإيران تقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق لما فيه، وفق هذه الأطراف، مصلحة للجميع، على الأقل هكذا يتم تصوير الأمور روسياً وإيرانياً، وإذا ما حصل هذا التقارب فعلا فطهران الغارقة بالاضطرابات الداخلية المفتعلة بأجندات غربية يهمها أن تكون دولة إقليمية بحجم تركيا إلى جانبها أقله في الموقف السياسي في مواجهة الغرب وأمريكا وكذلك الحال بالنسبة لموسكو المنشغلة في الحرب الأوكرانية.

سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير...أي جديد تحمله الجولة القادمة من "أستانا"
سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغير…أي جديد تحمله الجولة القادمة من “أستانا”

ما بين الجولة المرتقبة والجولات السابقة سنوات مرت ووضع إقليمي ودولي تغيّر نحو مزيد من الاشتعال، لعل ذلك يشكل عامل دفع  لكل الأطراف السورية المشاركة نحو التوصل لتفاهم يحمل صيغة مقبولة للجميع، وإن كان هذا مستبعداً بالنسبة للضامن للتركي وفصائله المسلحة الممثلة في “أستانا”، بحكم التجربة خلال السنوات العشر الماضية إذ تفنن هذا الضامن التركي في التهرب من التزاماته مع الدول الأخرى الضامنة سيما المتعلق منها بفتح طريق “m4” الذي يربط حلب باللاذقية أكثر من عامين مرت على تعهد “أنقرة” بفتح هذا الطريق وإبعاد الجماعات المسلحة عن كلتا جانبيه إلى الآن لم يتحقق ذلك.

وأمام هذا الواقع الضبابي لما ستحمله جولة “أستانا” تبقى كما يبدو اليد على الزناد بالنسبة للدولة السورية وحلفائها والضربات الأخيرة التي تلقتها فصائل “أنقرة” في إدلب، الأسبوع الفائت، كانت بمثابة الرسالة التي تفهمها جيداً القيادة التركية رسالة لا يستبعد أن تدفعها إلى إعادة حساباتها من جديد وهذا ما سيظهر جلياً ربما في نتائج الجولة المرتقبة لمسار “أستانا”.

ميرنا عجيب – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: التعافي المبكر والعرقلة الغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى