الثروة الحيوانية في الحسكة تطلق نداء استغاثة أخير
الثروة الحيوانية في الحسكة تطلق نداء استغاثة أخير
إلى جانب اشتهارها بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية وإنتاجها بكميات كبيرة خلال سنوات ما قبل الأزمة شكلت الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة وتربيتها رافداً اقتصاديا مهما يعتمد عليه الأهالي ويوفر للسوق المحلية مختلف المنتجات الغذائية والصناعية وغالبا ما يتم تصدير الفائض إلى خارج القطر لاسيما أغنام العواس والخيول العربية الأصيلة.
أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة
بحسب مديرية الزراعة في محافظة الحسكة فإن أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة خلال العام الماضي بلغت مليونا و466 ألفا للأغنام و158 ألفا و744 للماعز و70 ألفا و243 للأبقار و3326 للخيول و5195 للجواميس و601 للجمال.
إلا أن الإحصائية هي مكتبية تقديرية لعدم قدرة المديرية على إجراء الإحصاء على أرض الواقع نتيجة الظروف الحالية وبالتالي فإن التقديرات الحقيقية قد تنقص كثيراً عما هو معلن نتيجة الظروف التي مرت بها الثروة خلال السنوات الماضية.
معاناة الثروة الحيوانية إبان سيطرة المجاميع الإرهابية
طيلة سنوات الأزمة التي عاشتها محافظة الحسكة وتعاقب المجاميع الإرهابية المسلحة عليها عانت الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة من التهريب المنظم والإهمال المتقصد الذي أثر على واقع نمو هذه الثروة.
ويشير المربي “فاضل العزاوي” من منطقة الشدادي جنوب محافظة الحسكة إلى أنه خلال سيطرة المجاميع الإرهابية المختلفة وصولاً إلى “قسد” فقد عانت الثروة الحيوانية من التهريب المنظم عن طريق تجار لهم ارتباطهم مع هذه التنظيمات.
وفي مقدمة الأصناف التي تهرب أغنام العواس (السرحي) التي تعد من أفضل أصناف الأغنام في العالم من حيث جودة لحومها وغزارة إنتاجها وتميزت بها سورية إضافة إلى الخيول العربية الأصيلة التي تشتهر بتربيتها الجزيرة السورية أما الوجهة بحسب العزاوي فكانت إلى شمال العراق عبر المعابر غير الشرعية ومنها إلى دول العالم.
الجفاف سبب إضافي للمعاناة
ويضيف المربي “العزاوي” إن أحد الأسباب الإضافية لمعاناة المربين هي توالي سنوات الجفاف التي ضربت المنطقة منذ عدة سنوات وأدت إلى انعدام المساحات الخضراء وعدم نمو المراعي الطبيعية في أرياف وبادية المحافظة والتي كانت توفر للمربين مادة غذائية مجانية ممتدة منذ فترة الربيع وحتى الخريف.
وغالباً ما كان المربي يغذي القطعان بالمقنن العلفي خلال فصل الشتاء أما خلال السنوات الحالية فقد أصبحت تغذيتها بمواد الأعلاف مستمرة طيلة أيام السنة ما كبد المربين خسائر فادحة جعلت الكثير منهم يبيع جزءاً من حيازته ليؤمن الغذاء للجزء المتبقي.
تكاليف غذائية ودوائية عالية لا تكافئ الإنتاج
المربي “صالح العبد الله” من ريف ناحية تل براك أكد أن تكاليف تغذية قطعان الأغنام وحيازات الأبقار مرتفعة جدا مع ارتفاع أسعار المواد العلفية في الأسواق بشكل كبير وتوقع استمرار ارتفاعها مع دخول فصل الشتاء.
وأشار “العبد الل”ه إلى أن سعر كيلوغرام الشعير يقارب 2000 ليرة سورية في الأسواق المحلية والتبن بحسب نوعه يبدأ من 500 إلى 900 ليرة سورية ومادة الخبز اليابس نحو 1000 ليرة سورية.
أما خلطات الأعلاف الجاهزة فهي مرتفعة جداً وينأى المربون عن شرائها مشيراً إلى أن أسعار الأدوية البيطرية في الصيدليات الزراعية مرتفعة هي الأخرى نتيجة توريدها من الخارج لاسيما للأمراض التي تنتشر بين أصناف الثروة كالحمى القلاعية والمالطية والدمية ونيوكاسل أو ما يسمى محليا “أبو عريف” الذي يصيب الدواجن.
وبحسب “العبد الله” فإنه أمام الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج فإن أسعار الثروة الحيوانية منخفضة ومتدنية بشكل كبير في الأسواق نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب حيث تباع الأغنام بسعر يتراوح بين 200 إلى 600 ألف ليرة سورية والماعز أقل من ذلك والأبقار بسعر يتراوح بين المليونين والثلاثة أما الإبل فأسعارها تبدأ من مليون ونصف مليون ليرة والخيول العربية الأصيلة بحسب السوق.
مطالب مربي الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة
عدد من مربي الثروة الحيوانية وفي مناطق مختلفة من المحافظة دعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة قبل أن تحل كارثة في الثروة الحيوانية في المحافظة أهمها، ضرورة توفير المقنن العلفي وبكميات كافية وبأسعار مخفضة وافتتاح دورات علفية مستمرة لمختلف أصناف الثروة في مختلف مناطق المحافظة، وتأمين الأدوية البيطرية وتوزيعها على المربين فصلياً، ودعم المربين بمستلزمات الإنتاج الخاصة بزراعة مساحات خضراء تؤمن جزءاً من المادة الغذائية لحيازاتهم الصغيرة.
الحسكة – كليك نيوز
اقرأ ايضًا: بهدف تأمين الاحتياج المتزايد للمياه في الحسكة.. زيادة كميات المياه في مشروع نفاشة