مجتمعمحلي

البصيرة أقوى من البصر.. سيدة تنال شهادة الدكتوراة رغم إعاقتها

البصيرة أقوى من البصر.. سيدة تنال شهادة الدكتوراة رغم إعاقتها

 

إرادتها القوية وتصميمها على متابعة تحصيلها العلمي، وإثباتها للعالم أجمع أن الإعاقة الجسدية أو البصرية، لم تكن ولن تكون حاجزاً أمام دراستها، دفع الدكتورة “ريما إبراهيم مسعود” للتغلب على إعاقتها البصرية، ولتثبت أن البصيرة أقوى من البصر.

بالرغم من فقدانها لنعمة البصر وهي في عمر الخمس سنوات، إلا أنها وحسب ما قالت لـ “كليك نيوز” لم تستسلم لواقعها، فإكمال مسيرتها العلمية كان هاجسها الأوحد، ليبقى سقف طموحها العلمي مفتوحاً، فعزيمتها القوية على متابعة تحصيلها العلمي استمدتها من أهلها الذين كانوا لها العون والسند.

البصيرة أقوى
البصيرة أقوى من البصر

خطواتها التعلمية الأولى بدأتها من معهد المكفوفين بدمشق، لمدة عامين، لتتركه مودعةً إياه ولتنقطع عن الدراسة بعدها ستة سنوات متتالية، إلا أن مكوثها في المنزل طيلة هذه السنوات لم يؤثر على معنوياتها، بل على العكس ولدَ عندها تحدياً لواقعها، التي قررت أن تخرج منه منتصرةً، وبدأت مشوارها الدراسي في المنزل، فكانت حصيلتها التعليمية الأولى حصولها على الشهادة الإعدادية وبمعدل ٢٥٢ علامة، من أصل ٢٩٠.

وأضافت أن سقف دراستها وبعد نيلها الشهادة بات مفتوحاً، وفعلاً كان لها ما أرادت، ولاسيما بعد أن نالت الشهادة الثانوية فرع أدبي، بمجموع قدره ٢٠٥ علامات وكانت من العشرة الأوائل على مستوى القطر.

وبعد الثانوية العامة، بدأت مرحلتها الجامعية، فكانت وجهتها قسم اللغة العربية وقد تخرجت من الجامعة، وحصلت على المركز الأول بمعدل ٧٧،٦٢%، رغم أنه لم يكن هناك أي شيء في الجامعة بما بخص المكفوفين، فكانت مثلها مثل أية طالب أو طالبة.

البصيرة أقوى
البصيرة أقوى من البصر

إضافة لذلك طريقة “بريل” التي تعد المرشد الأساسي للمكفوفين كانت بمنتهى الصعوبة جراء كثافة المحاضرات والكتب.

وأشارت “ريما” إلى أن رحلتها الدراسية لم تتوقف عند الشهادة الجامعية بل تعدتها لتنال أيضاً شهادة الدبلوم دراسات عليا عام 1999- 2000، لتبدأ بعدها التحضير لنيل رسالة الماجستير والتي كانت تحت عنوان (الحيوان في شعر البحتري) وفعلاً كان لها ما أرادت إذ نالتها بتفوق.

وبينت، “ريما” أن نجاحها دفعها للتطلع نحو الدكتوراه ونالت ما أملت به لتصبح أول طالبة كفيفة تنال الدكتوراه بقسم اللغة العربية، حيث كانت رسالتها عن “الكون والحياة عند شعراء العصر العباسي”.

وحالياً تقوم “ريما” بالتدريس في كلية الآداب بجامعة دمشق، إضافة لتدريسها مادة اللغة العربية في جامعة عريقة بالسويداء.

ويشار إلى أن ريما مسعود من مواليد مدينة السويداء عام ١٩٧٣.

طلال الكفيري – كليك نيوز

اقرأ أيضًا: الإعاقة ليست جسدية.. ابنة السويداء تتحدى إعاقتها وتنال الثانوية العامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى