مقالات

الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم

الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم

 

دعوات وأمنيات تتلاقى في دائرة التضامن العصري مع حالات من التعاطي الخاطئ لمبدأ الحياة، صعود للقمة ومن ثم هبوط دون أي أدنى تفكير بالنهايات المفتوحة، مشهد من مشاهد الموت البطيء المترافق مع أنغام الفضيحة المدوية لصاحبها، ربما لم تكن خطيئته بقدر المسؤولية الأكبر لدى فئة من المجتمع اعتادت العيش على أزمات الآخرين، وإذا ما نجا البعض من بركان الغضب الشعبي سيلقى مصيره المشؤوم في زوايا المصحات.

الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم
الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم

أقل ما يمكن وصفها أو الحديث عنها بكلمة معاناة، إلا أنها لا تقتصر على فرد بنفسه، بقدر ما هي منفذ لإصابة عائلة بأكملها بسهام الخيبة والغدر ممن كانوا السبب بها، يجد الكثير منها حجة للخوض في سجالات وحروب باردة، وسيلتها المباشرة صفحات ومنصات اجتماعية، رهنت نفسها لهذا العراك اللاإنساني.

قصص تغص بها أروقة المحاكم وغرف المصحات النفسية، منبعها الأول خيبات متلاحقة وجنوح للنسيان فيما لو كان الواقع مخيباً للآمال، وإذا ما قرر المواجهة سيكون مريضاً بامتياز، وسيلقى تهمة التعاطي والعصيان لطبيعة الحياة البشرية، فالوصول لمرحلة الاستسلام أمام قوة الشر، ما هو الا الادمان بعينه، والخروج عن سلوك الانسان العاقل، لتبقى رموز الفن والطرب الهدف المباشر لمثل هذه النهايات البائسة التي أخذت سمات الغرق بمتاهات الشهرة دون الانتباه للارتقاء بها لأبعد الحدود.

الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم
الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم

حتى في الادمان هناك كيل بمكيالين، بين الغني والفقير، وبين العامة والمشاهير، واليوم ستجد الكثير من المتعاطفين والحاقدين أيضاً، ليس رفضاً لمبدأ التعاطي ذاته، بل لمواكبة الموجة العامة التي ستأخذ نصيبها من الأرباح الكثيرة فيما لو سيرت باتجاه المال، لتبقى العواطف الصادقة في ميدان الفن لأهلها، ممن عايشوا الظروف ونالوا شرف محاكاة النجومية بصدق وأمانة، وباتوا رموزاً يحتذى بهم، نافين لقب الهزيمة عن نجوم هذا الميدان الصعب، والأكثر قدرة على استباحة الخصوصية، والأخذ بها إلى حيث يريد أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين في نجومية الكبار.

فالكثير من مختصي العلاج من حالات الادمان يؤكدون قدرة المريض على التعافي فيما لو أراد ذلك، بينما الغالبية من محيطه يتقاذفون التهم جزافاً فيما لو عاد أو بقي على حاله، ليبقى للقانون حق المنع من مبدأ التشهير، والحث على مبدأ السرية التي لازمت شرف المهنة لأصحاب الطب، والتي لابد لها وأن تنسحب على كافة ميادين العمل بما فيها الفن وغيره.

الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم
الادمان ولعبة السوشيال ميديا.. مأساة العصر ومقبرة النجوم

وفي النظر لتجارب البعض ممن وصفوا بالناجين من هذا المستنقع، والتي سطرت بأسماء صنعت من ضعفها قوة أكبر، كالتي خطتها أوبرا وينفري الهاربة من عتمة الكوكايين للعالمية، وأنجيلينا جولي من المخدرات لسفيرة نوايا حسنة، والتي تنفي سمة العار عن الغارق بهذا النفق المظلم، والمقبل على حياة أفضل فيما لو أراد.

وأمام كل ما تحمله قصص الادمان من حيثيات وجزئيات لا تحتمل التفسير، ابتداء من أسبابه ودوافعه وانتهاء بنتائجه الكارثية، يبقى السؤال المثار حول هذا الفعل.. من المسؤول عن تأجيج البلبلة والصراع في مثل هذه الحالات؟ وهل سيبقى المريض رهن التجاذبات والتحليلات غير المنطقية دون البحث عن رادع لكل مرتكب لهذا الذنب بحق نفسه وبحق الآخرين؟!!

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى