اقتصاد

الإكساء بات صعباً.. المستعمل ملجأ الشباب المقبلين على الزواج

الإكساء بات صعباً.. المستعمل ملجأ الشباب المقبلين على الزواج

 

لا يعد ارتفاع أسعار الذهب في سورية العامل الوحيد في عزوف كثير من الشباب عن فكرة الزواج والاستقرار في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، لاسيما أن الذهب يمكن إعادة بيعه في حال الحاجة لثمنه.

إلا أن فكرة الاستقرار والزواج باتت تصطدم بالكثير من العقبات والصعوبات في وجه الشباب ومن أهمها شراء شقة وإكساؤها وسط حالة جنونية يشهدها سوق العقارات ومستلزماتها.

وبعيداً عن فكرة شراء الشقة بما لا يقل عن 30 مليون بمساحة 70 متر في إحدى ضواحي مدينة حمص، إلا أن إكساء هذه الشقة بات خارج حسابات ومقدرة السواد الأعظم من الشباب ممن يعملون ليل نهار لتأمين حاجياتهم الشخصية فقط.

واستمرت أسعار لوازم الإكساء بالارتفاع من الأبواب والنوافذ والبلاط والمغاسل وغيرها، في وقت يعتبر المدخول الشهري هزيلاً أمام “تسونامي السوق”، سواء أكان الشاب موظفاً أم عاملاً أو من أصحاب المهن.

قال “أحمد” (من سكان ضاحية الوليد في مدينة حمص) لـ كليك نيوز، إن “شراء مستلزمات الإكساء الجديدة بات حكراً على أصحاب الطبقة الغنية، أما أبناء الطبقة الوسطى فلا مهرب أمامهم من شراء المستعمل من الأسواق والمحال المنتشرة في المدينة”.

اقرأ أيضاً: قسط بعضها تجاوز الـ 10 مليون.. “المدارس الخاصة باتت حكراً على الأغنياء”

وأضاف الشاب “أصبت بالصدمة عند التوجه للسؤال عن أسعار الأبواب والنوافذ، حيث بلغ سعر باب الشقة الجديد أكثر من مليون ونصف ليرة مع القالب، وشباك الألمنيوم مليون ليرة للأنواع المتوسطة طبعاً، في حين بلغ سعر البلاطة الواحدة من نوع “الحسواني” 3800 ليرة.

وتابع “أحمد” “أما في أسواق المستعمل فقد وجدت باب الشقة بما يقارب 300 ألف والشباك بنصف مليون، والمغسلة 200 ألف، وهو ما يعد أرخص بمقدار جيد عن تلك الجديدة رغم أن تأمين هذه المبالغ يعد صعباً جداً في هذه الأيام”.

بدوره، أشار “أبو محمد” (بلّاط) خلال حديثه لـ كليك نيوز إلى أن “معظم الشقق التي أقوم بتركيب البلاط فيها فإنه يكون مستعملاً لذلك يكون العمل أكثر صعوبة خشية من كسرها أثناء التركيب، إلا أنني أتفهم الحال الإقتصادي الصعب للشباب”.

وبين أن “سعر البلاطة المستعملة بتراوح ما بين 1500- 2500 ليرة بحسب نوعها وجودتها، فمنها الحسواني والتركي والشحف العراقي وغيرها، وهو ما يعد أقل من سعرها من المعمل، ولهذا السبب يتجه معظم الشباب لشرائها بهدف توفير أكبر قدر من المال”.

وكانت مواد البناء ارتفعت بشكل جنوني بعد قرار وزارة التجارة الداخلية برفع أسعار حوامل الطاقة، حيث وصل سعر متر النحاتة البيضاء إلى 120000 ل.س والرمل 175000 ل.س والبحص والسرك 110000 ل.س.

في حين تباع بعض المواد بالشوال للكميات القليلة فبلغ سعر شوال النحاتة 8000 ل.س والسرك والبحص والبودرة 5000 ل.س، أما كيس الأسمنت فقد وصل سعره إلى 100 ألف ليرة.

أسعار تكوي جيوب الشباب المقبلين على الزواج، دون التطرق طبعاً إلى بقية التكاليف من الأجهزة الكهربائية والفرش والصالة والطعام وغيرها.

ليبقى الزواج في سورية حكراً على الميسورين مادياً ممن لا يهتمون كثيراً للتقلبات سعر الصرف، و”لمن استطاع إليه سبيلا”، في الوقت الذي يكافح فيه معظم الشباب ليل نهار لتأمين لقمة العيش فقط.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى