الأوتوسترادات تزهق أرواح السوريين مجدداً.. قضاء وقدر أم استهتار وتهور؟
بات مؤسفاً تداول أخبار وصور وفاة ضحايا أبرياء جراء حوادث السير كل يوم وآخر، في تزايد واضح وكبير لعدد الحوادث وأرقام الوفيات على مختلف الطرقات العامة بين المحافظات.
ففي حادث جديد، توفي صباح الجمعة، أربعة أشخاص جراء تدهور بولمان على طريق دمشق – حمص قبل جسر القطيفة، وتم إسعاف المصابين الى مشفى القطيفة، في أقل من أسبوع على تدهور بولمان في موقع قريب.
وما بين التسليم بالقضاء والقدر والتنبيه للاستهتار خلال القيادة، يلاحظ أن معظم الضحايا يكونون من ركاب البولمانات المسافرين بين محافظة وأخرى، ما يدل على وجود خلل ما يجب الوقوف عنده.
ويمكن للمسافر بين حمص ودمشق على سبيل المثال ملاحظة السرعة الزائدة للبولمانات والشاحنات ووسائل النقل الجماعي على حد سواء، مع عدم تركيز السائقين بشكل تام على الطريق وفتح الأحاديث الجانبية واستخدام الموبايلات أيضاً.
وينطبق الأمر أيضاً على بعض سائقي السيارات الخاصة، ممن يقودون بطريقة رعناء وتنقلهم بين مسارات الطريق بتهور دون أي اعتبار لأرواحهم وأرواح المسافرين الآخرين.
ولا تقتصر أخطاء القيادة على السرعة الكبيرة خلال النهار، حيث أن الكثيرين من السائقين يشعلون أضوية السيارات المبهرية، وما يعرف شعبياً “بالعالي” ما يسبب ضعف الرؤية لدى السائقين الآتين من الاتجاه المعاكس والتسبب بالحوادث.
اقرأ أيضاً: بسبب خلافات عائلية.. “ابن” يضرب أمه على رأسها حتى الموت في صافيتا ويرميها في الأحراش
يذكر أنه لم يكد يمضي أسبوع واحد على وفاة، ستة عشر شخصاً، بينهم نساء وأطفال، جراء حادث سير بين سيارة سوزوكي وشاحنة نوع “أيسوزو” قرب مفرق قرية الجميلية على طريق حمص – تدمر بريف حمص الشرقي.
يشار إلى أنه تم تسجيل عدد من الوفيات في المحافظات السورية جراء حوادث السير خلال الأسبوع الماضي، في محافظات حماه وطرطوس واللاذقية.
ويطرح هذا الواقع المؤلم الكثير من التساؤلات حول ضبط هذه التصرفات والسلوكيات التي هي أبعد ما تكون عن شعار القيادة “فن – ذوق – أخلاق”.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع