منوعات

“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام

“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام

 

أن تكون مواطنا حمصياً يعني أن تؤخذ الفكرة عنك تلقائياً هي الطرافة وخفة الظل، وتصبح بطل أي نكتة ودعابة أو حتى لتصرفاتك الغريبة حتى يقال عنك “شبك صاير حمصي”.

"الأربعاء المجنون" في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام
“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة

وانتشرت الشائعات على سبيل المزاح أن للحماصنة عيد أسبوعي كل يوم أربعاء، فإياك الاقتراب من حمصي في يوم أربعاء كما تقول الشائعات، حتى الحمصي نفسه بات يقول لك “ما تواخذني معيّد اليوم أربعاء” بكل رحابة صدر دون أي انزعاج.

الروايات متعددة.. ما هي الحقيقة؟

تعددت الروايات عن حقيقة هذا اليوم أولها تاريخي، ارتبط بالغزو المغولي للبلاد العربية، واحتلالهم بغداد والموصل، حيث شعر سكان حمص بالخطر وقرروا الاستفادة من إجراء كان متبع أيامها وهو الحَجْر على المجانين والخوف منهم خشية انتقال جنونهم إلى العقلاء.

اجتمع الحماصنة وقرروا التظاهر بالجنون وصادف قيامهم بهذا التكتيك مع وصول المغول إلى حمص في يوم أربعاء، فتراجعوا عن المدينة خوفا من انتقال الجنون فانتصر الحماصنة يومها لكن صيتهم ذاع أن سكان حمص قد جنوا جميعا.

"الأربعاء المجنون" في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام
“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام

أما الرواية الثانية فهي إسلامية، مع اتباع المسلمين على أن يصلوا صلاة الجمعة ثم يقومون بالفتوحات في الأيام التي تليها، ويقال أن الحماصنة أسرعوا للقيام بهذا العمل بإحدى المعارك الدفاعية وسبّقوا صلاة الجمعة إلى يوم الأربعاء، فذاع صيتهم أيضا بالجنون.

"الأربعاء المجنون" في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام
“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام

وآخر الروايات “فانتازية” متخيّلة تعود لعصور قديمة مع حكم ملكٌ لمدينة حمص يدعى “شمس” والذي كان يحتفل في كل يوم أربعاء ويدعو كبار المملكة إلى قصره، فارتبط يوم الاربعاء بالمدينة.

تاريخياً.. الحماصنة شجعان أوقفوا المغول

والحقيقة، وفق عدة مصادر تاريخية أن الحماصنة شجعان لم يكونوا بحاجة للدهاء وتمثيل الجنون لإيقاف المغول، فبعد انطلاق القائد المغولي “منكوتمر” بجيشه من الأناضول بقوام 100 ألف جندي حيث وصل إلى حمص، موقع المعركة الفاصلة مع المماليك بقيادة السلطان قلاوون.

والتحم الجيشان صباح يوم الخميس في شهر تشرين الثاني عام 1281 في حمص، وكاد المغول ينتصرون بعد هزيمة ميسرة جيش المماليك بقيادة “سنقر الأشقر” وتخلخل صفوف الجيش المملوكي واقتراب الهزيمة، لكن السلطان “قلاوون” ثبت في أرض المعركة وحث الجنود على الثبات واستطاع قلب المعركة لصالحه.

حيث أصيب “منكوتمر” في المعركة وانسحب قلب الجيش الذي يقوده بعد انعزال ميمنة جيشه وانشغالها بحصاد الغنائم من ميسرة جيش المماليك المهزومة.
وانتصر المماليك في المعركة انتصاراً ساحقاً وطاردوا ميمنة الجيش المغولي التي لم ينجُ منها إلا أقلّ من عشرين مقاتلاً، أمّا “منكوتمر” فقد توفي متأثراً بجراحه بعد فترة وجيزة.

ويعتبر العديد من المؤرخين أن معركة حمص عام 1281، إحدى أكبر وأهم المعارك ضد المغول اللذين لو انتصروا في هذه المعركة لكانت الشام ومصر لقمة سائغة لهم، وحققوا ما عجز عنه جيش بعد هزيمتهم في معركة “عين جالوت” قبل ثلاثة عقود.

فالحماصنة إذاً، ليسوا مجانين بل أوقفوا جيش المغول الساحق، رغم أنهم لا يبدون أي انزعاج من هذا الصيت، بل استمروا بخفة الظل والحنكة فالأوقية حمص وحدها تزن 250 غراماً مختلفة عن بقية المدن ونهرها “العاصي” خالف منطق الأنهار العابرة لسورية.

"الأربعاء المجنون" في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام
“الأربعاء المجنون” في حمص تأليف رواة.. فالحماصنة شجعان لولاهم سقطت مصر والشام

ويمكن القول إن ارتباط حمص بيوم الأربعاء بات وثيقاً ومن أحد معالمها كساعتها وفريق الكرامة المنتمي لها، على أمل أن يعود يوم الأربعاء السعيد مع بهتان بسمة سكانها في ظل الحرب وانعكاساتها التي قتلت خفة دمهم كل أيام الأسبوع.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن ساعة “كرجية” في حمص والمشهورة بالساعة الجديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى