استهداف معسكر تابع لـ “أحرار الشام” بطائرة مسيرة.. أنقرة في دائرة الاتهام
استهداف معسكر تابع لـ “أحرار الشام” بطائرة مسيرة.. أنقرة في دائرة الاتهام
تعرّض المعسكر الرئيسي التابع لما يسمى “حركة أحرار الشام”، الواقع في محيط مدينة عفرين، لضربات جوية عدة نفذتها طائرة مسيّرة.
وأفادت مصادر محلية، أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، أطلقت قنابلها باتجاه معسكر “حركة أحرار الشام”، ما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة سُمع دويها في أنحاء مختلفة من المنطقة، أعقبها تصاعد للنيران من داخل المعسكر المستهدف.
وحسب المصادر، أسفرت الانفجارات عن وقوع قتلى وجرحى بين صفوف مسلحي “الفصيل”، وسط استنفار أمني فرضه مسلحو الفصيل في المدينة عقب الاستهداف.
ولوّحت مصادر مطلعة، بوقوف أنقرة وراء الاستهداف، سيما وأنه يأتي متزامناً مع التوتر الحاصل بين أنقرة و “حركة أحرار الشام”، بسبب رفض الأخيرة الامتثال للأوامر التركية المتعلقة بتسليم ما تسمى “الشرطة العسكرية”، إدارة معبر “الحمران” الخاضع لسيطرة “حركة أحرار الشام”، والذي يفصل بين مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها في جرابلس من جهة، ومناطق سيطرة “قسد” في منبج من جهة ثانية.
يذكر أن “الحركة” رفضت تسليم المعبر، بتحريض من داعمتها “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً”، كون المعبر يُعد من أهم طرق ومعابر تهريب النفط من مناطق “قسد” إلى مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها في الشمال.
وكانت طائرة مسيّرة اغتالت سابقاً القيادي في القاطع الشرقي لـ “أحرار الشام”، المدعو “أبو عدي عولان” في محيط مدينة الباب.
في سياق متصل، أعلنت ما تُسمى بـ “الحكومة المؤقتة” الموالية لتركيا، إعادة فتح معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة فصائلها في جرابلس، ومناطق سيطرة “قسد” بمنبج، اعتباراً من صباح اليوم، لأغراض قالت إنها إنسانية.
ووضعت “الحكومة المؤقتة”، شروط صارمة للمرور من المعبر، منها منع خروج الذكور من دون الثلاثين عاماً من مناطق سيطرتها، ووجود كفلاء عسكريين من الفصائل فيما يتعلق بالقادمين من مناطق سيطرة “قسد”.
في هذه الأثناء، عقد مسؤولون أمنيون وعسكريون أتراك اجتماعاً جديداً مع قياديّين في “هيئة تحرير الشام”، لتقييم الأوضاع على طريق حلب – اللاذقية M4، والذي تنوي أنقرة إعادة تشغيله كخطوة أولى على طريق الانفتاح على دمشق.
وذكرت مصادر لـ “الأخبار”، أن الاجتماع امتدّ على مدار ساعتَين قرب معبر باب الهوى الحدودي في ريف إدلب، ولم يتسرّب عنه الكثير من المعلومات، باستثناء تأكيد تركيا عملها على تأمين الطريق، وإبلاغها الفصائل نيّتها تسيير دوريّات تابعة لها في الجانب الذي تسيطر عليه “الهيئة” من الطريق خلال الفترة المقبلة، قد تتْبعها دوريّات مشتركة مع روسيا، ولاحقاً مع سورية، تبعاً للاتّفاقات الأمنية والعسكرية التي قد يتوصّل إليها الطرفان.
وأفادت المصادر، بأن الجيش التركي أجرى، في الأيّام الفائتة، سلسلة تحرّكات ميدانية، بينها نقْل نقاط مراقبة إلى مناطق تُشرف بشكل كامل على “M4” في منطقة جبل الزاوية، موضحةً أن أنقرة تعمل، في هذه الأيام، على اختبار الأوضاع وتقييم المخاطر الأمنية التي قد تتسبّب بإفشال فتْح الطريق، سواء بشكل متعمّد من قِبَل “تحرير الشام”، التي أكدت لتركيا، أكثر من مرّة، التزامها بأيّ اتّفاق يتعلّق بـ “حلب – اللاذقية”، أو من فصائل أو عناصر منفلتة قد تحاول التشويش على ذلك المسار.
إلى ذلك، واصلت “هيئة تحرير الشام”، التي يقودها رجل “القاعدة” السابق، “أبو محمد الجولاني”، تحرّكاتها في ريف حلب، في محاولة منها لتجذير حضورها في عفرين التي تسيطر عليها، ومنْع انتزاع المعابر الأهمّ الواقعة في قبضة “القاطع الشرقي” في “حركة أحرار الشام”، والذي بات تابعاً لـ “الجولاني”.
وبحسب مصادر مطّلعة، تخوض “الهيئة” محاولات حثيثة لتصفية ما تبقّى من جماعات “جهادية” في إدلب، عبر فتْح الباب أمامها للخروج من سورية نحو أوكرانيا.
بدورها، تتابع الولايات المتحدة تحرّكاتها لتنشيط الحوار الكردي – الكردي المتوقّف منذ نحو عامَين، تمهيداً لتحصين وجودها في سورية، ومنْع تفكيك “الإدارة الذاتية”، لإفشال أي تقارب تركي مع دمشق.
اقرأ أيضاً: روسيا تعلن التوصل لاتفاق لمشاركة إيران في عملية التسوية بين تركيا وسورية