اقتصاد

نفذت المدخرات ووصلت حد بيع أثاث المنازل.. ارتفاع الأسعار يقنن وجبة السحور

نفذت المدخرات ووصلت حد بيع أثاث المنازل.. ارتفاع الأسعار يقنن وجبة السحور

 

مع ارتفاع الأسعار الذي اشتد عوده مع بداية شهر رمضان المبارك، باتت الأسر تترنح شبح الغلاء من كل حدب، حتى حاوطها من كل الجهات، مبتلعاً معه جميع مدخراتها والتي وصلت بعد الذهب، لأثاث المنازل، والذي كان الخيار الأخير لدى الكثيرين لإطعام أطفالهم.

ومع حلول الشهر الكريم، باتت ملايين الأسر السورية غير قادرة على تحضير مائدة الإفطار كما كانت تفعل في الأعوام الماضية، كما قاطعت وجبات السحور، وباتت تمارس تقنيناً وتقتيراً قاسياً في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية عند تحضير مائدة الإفطار.

8 1

وبحسب ما قالت إحدى السيدات صحيفة “البعث” الرسمية إن وجبة السحور لعائلة واحدة تكلّف نصف راتب الموظف، هذا الأمر دفعهم إلى الاقتصار على مادة واحدة أو مقاطعتها والاكتفاء بما قلّ على مائدة الإفطار.

وتابعت الصحيفة، أنه وبحسبة بسيطة، وإذا افترضنا أن مائدة السحور لعائلة من ستة أشخاص تتكون من مادة “اللبنة الكيلو بـ 30 ألفاً” و”جبنة لا يقلّ الكيلو مهما كان نوعه عن 35 ألفاً”، و”بيض الواحدة بـ 800 ليرة” و”شاي بالغرام وليس الكيلو بـ 70 ليرة”، فإذا اكتفت الأسرة بهذه المواد فقط دون الحليب والمسبّحة، والتمور والمربيات والزبدة والمرتديلا والطون والفواكه، فإن كلفتها تعادل تقريباً الحدّ الأدنى الشهري للأجور، بحسب تقرير الصحيفة.

اقرأ أيضاً: 100 ألف ليرة للنوع الممتاز.. أسعار التمور ترتفع 50% عن العام الماضي

كلّ ذلك يؤكّد أن الزمن الجميل ولّى، فالأسرة التي كانت تشتري مكونات مائدة رمضان بما يكفيها لأكثر من أسبوع على الأقل، “وما عاد فيه لا شاكرية وكبسة ومحاشي وكبة، وحلويات، وتمور، ولا عصائر”، فاليوم بالكاد تستطيع بدخلها المحدود جداً أن تشتري الحدّ الأدنى من المواد لمائدة إفطار شحيحة يوماً بيوم.

الأمر لم يقف عند هذا الحدّ، بل بات معروفاً وواضحاً، بأن آلاف العائلات لا تستطيع تحضير مائدة إفطار واحدة دون مساعدات أهل الخير والجمعيات الأهلية، والنسبة الأكبر من العائلات هي بلا معيل، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي، وجعل العائلات السورية تجد نفسها أمام واقع غير مسبوق.

“رمضان سورية” هذا العام حلّ حاملا معه “بشائر الخير” “المثقلة بالهموم في ذات الوقت”، جاء بشكل غيبنا عن عاداته وطقوسه، وأفقدنا “لمّات العائلة والأقرباء”، وبينما تزداد المعاناة كل يوم، نجد أن الجهات المعنية “لا تحرك ساكنة”.

ليس ذلك فحسب بل تخرج بتصريحات “ما أنزل الله بها من سلطان”، وكأنها تتحدّث عن “شعب آخر” ليست معنية به، وأكثرها مثير للغرابة تلك التي خرج بها بعض المسؤولين، بأن المشكلة ليست في ارتفاع الأسعار لأنها أمر طبيعي بالنسبة للتكاليف.

والمشكلة الحقيقة “حسب قولهم” هي انخفاض القدرة الشرائية بسبب تدني الرواتب والأجور!! ليكون السؤال الذي يطرح نفسه: ألستم أنتم المعنيون بتحسين الرواتب والأجور؟! وإلى متى سيبقى “الرقص على أوجاعنا مدعاة للتغني والظهور أمام كاميرات الإعلام”؟!!

كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى