مجتمعمحلي

“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

 

غلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية لشريحة واسعة من أهالي ديرالزور دفعهم إلى استخدام صوبات الحطب لأغراض التدفئة، كونه الأقل كلفة رغم ارتفاع أسعاره هذا الشتاء مقارنة بالعام السابق، وذلك جراء ارتفاع أسعار المحروقات عموماً.

ويؤكد مواطنون لموقع “كليك نيوز” أن الاعتماد على وسائل التدفئة التي تعمل بالكهرباء أو الغاز أصبحت بعيدة المنال، لارتفاع كلفتها وقلة توفرها، الأمر الذي جعل أشجار حقولهم اليابسة أو ألبستهم البالية وسيلة بديلة للدفء.

وأشار المواطنون إلى أن المدافئ التي تعمل على الحطب تعتبر الأقل كلفة بالنسبة لوسائل التدفئة الأخرى.

أسعار الحطب ترتفع هذا العام

“سمير النجم” صاحب منشرة ويعمل في تقطيع الحطب وبيعه في بلدة “بقرص تحتاني” يقول: أن أسعار الحطب هذا العام ارتفعت زيادة بمقدار 25 بالمئة عن سعر شتاء العام الماضي، موضحاً أن السعر يحدد بناء على نوع الحطب، فسعر طن حطب “الغرب” 450 ألف ليرة سورية يابس، و “الكينا” 650 ألف، و “التوت” 750 ألف ليرة، وهذا مرتبط بمدى جاهزية الحطب للاستعمال مثلاً أخضر – ناشف – يابس.

"الحطب" ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء
“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

حجم الصوبيا ونوعها يحدد سعرها

تختلف صوبات الحطب من حيث أنواعها وأحجامها وأشكالها وذلك بحسب الجهة المصنعة، فهناك الصناعة المحلية ويقوم بصناعة هذا النوع من الصوبات بعض أصحاب محلات الحدادة المتواجدين في مدن وأرياف محافظة دير الزور.

وتكون أسعار الصوبيات المصنعة محلياً أرخص من غيرها، والسعر يتراوح بين 50 إلى 75 ألف ليرة، والنوع الأخر قادم من محافظة حلب في أغلب الأحيان، وهي مصنوعة من الفخار والفونت، وهذه أفضل من ناحية التدفئة لاحتفاظها بالحرارة لمدة أطول واستهلاكها أقل، وسعر هذا النوع يتراوح بين 75 ألف (توتياء زيبقي) إلى 100 ألف ليرة سورية وأكثر، بحسب نوع الصاج المستخدم إن كان صاج حراري مثلا.

"الحطب" ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء
“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

إصلاح القديم يوفر بعض المال

مع ارتفاع أسعار مدافئ الحطب بشكل كبير هذا العام والذي زاد بنحو 50 %، جعل المواطنين يتمسكون بمدافئهم القديمة، وإعادة صيانتها وإصلاحها وتعديل ما يعدَّل منها للعمل على الحطب بدل المازوت.

وأكد عدد من أصحاب محال تصليح الصوبيات، أن هذه الأيام هي موسم عملهم، وهناك إقبال كبير على صيانة المدافئ القديمة.

وأضافوا أن العديد من المواطنين طلبوا منا تحويل مدافئهم لتعمل على الحطب، لأن المازوت غير متوافر، فحتى المئة لتر لم توزع عليهم حتى اليوم، وإذا توافر في السوق السوداء فسعره مرتفع وتجاوز 3500 ليرة سورية للتر الواحد.

"الحطب" ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء
“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

البحث عن حلول تقي برد الشتاء

أشار المواطن “صالح الهنيدي” إلى أنه يمتلك بستانا من أشجار الزيتون وبعض أنواع من الأشجار المثمرة التي باتت جدواها الزراعية تتراجع عاما بعد آخر نتيجة شح المياه، وظروف الحرب التي مرت على دير الزور، وخلال فترة حصار المحافظة مات معظم الأشجار نتيجة تخريب مولدات ضخ المياه من نهر الفرات وتراجع كميات الأمطار سنة بعد أخرى.

وبين “الهنيدي” أنه يلجأ في نهاية الصيف من كل عام إلى بستانه ليقطع جزءاً من أشجاره التي يبقيها تحت أشعة الشمس لتجف ويقوم بتخزينها في مستودع خاص بمنزله، ليستخدمها خلال فصل الشتاء كوقود لمدفأة الحطب لديه.

ويؤكد “الهنيدي” أنه يخشى تحول مساحات من البساتين في مدينة الميادين الى أراض جرداء بعد عدة أعوام جراء قطع أشجار الزيتون، والتي تعتبر خسارة كبيرة وكانت عماد الثروة الزراعية.

"الحطب" ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء
“الحطب” ملجأ الديريين لمواجهة البرد هذا الشتاء

البيئة المتضرر الأكبر

من جانبه المواطن “أحمد السليمان” قال: إن بعضهم ممن يمتلكون صوبيات الحطب يلجؤون في حال عدم توفر الحطب إلى الأحذية وبنطلونات الجينز وأشكالاً من الملابس البالية وصولاً إلى استخدام النفايات المنزلية القابلة للاشتعال التي تشكل المواد البلاستيكية جزءاً كبيراً من مكوناتها، والتي ينجم عنها حرارة مرتفعة وأدخنة سوداء ذات روائح كريهة، تسبب في التلوث، وضيق التنفس.

موضحاً أن استخدام هذه المواد ينعكس بشكل سلبي على الصحة العامة وتلوث البيئة، الأمر الذي يزيد الأعباء المادية التي نعاني منها في الأساس، خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض صدرية وتنفسية.

ختاماً نتيجة لارتفاع الأسعار اليومي وغلاء المعيشة والظروف الاقتصادية  التي تمر بها البلاد عموماً، وضعف الرواتب وانخفاض الدخل، يبقى المواطن على أمل أن تكون السماء أرحم، ويكون هذا الشتاء أقل برداً وتفنى معها توقعات المتنبئين الجويين جميعها.

مأمون العويد – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: رغم انخفاض سعره.. زيت الزيتون يفوق القدرة الشرائية للسوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى