مقالات

ملفات ومعادلات، أفق وأبعاد.. 8 أيار ٢٠٢٢ يوم سوري – إيراني

ملفات ومعادلات، أفق وأبعاد.. 8 أيار ٢٠٢٢ يوم سوري – إيراني

 

لوقت طويل ستبقى زيارة السيد الرئيس #بشار_الأسد إلى طهران ٨ أيار ٢٠٢٢ عنواناً لاجتماعات وتحليلات، ومناسبة حاضرة تنتج المزيد من التجاذبات بين #الخصوم والأعداء الذين يزداد منسوب القلق لديهم.

الخبر

 

أجرى السيد الرئيس بشار الأسد زيارة عمل إلى العاصمة الإيرانية #طهران التقى خلالها آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، وإبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

3 22 4 13

العلاقات التاريخية

 

تناولت اللقاءات العلاقات التاريخية التي تجمع سورية وإيران والقائمة على مسارٍ طويلٍ من التعاون الثنائي والتفاهم المشترك حول #قضايا ومشاكل المنطقة والتحديات التي تواجهها، إضافةً إلى المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

صوابية الرؤى

 

أكّد الرئيس الأسد خلال لقائه السيد الخامنئي أنّ مجريات الأحداث أثبتت مجدداً #صوابية الرؤى والنهج الذي سارت عليه سورية وإيران منذ سنوات، وخصوصاً في مواجهة الإرهـ.ـاب مما يؤكد أهمية الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأميركا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم وخاصةً دول المنطقة طوال العقود الماضية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة اليوم أضعف من أي وقتٍ مضى.

فلسطين

 

وأكّد سيادته أنّ القضية #الفلسطينية اليوم تعيد فرض حضورها وأهميتها أكثر فأكثر في وجدان العالم العربي والإسلامي بفضل تضحيات أبطال المقاومة.

استكمال الانتصار

 

من جانبه شدّد السيد الخامنئي على #استمرار إيران في دعمها لسورية لاستكمال انتصارها على الإرهـ.ـاب وتحرير باقي الأراضي السورية، معتبراً أنّ سورية تحقق انتصاراتٍ تاريخيةً بفضل ثبات وشجاعة رئيسها وقوة وصمود شعبها وجيشها.

قادرون

 

وأضاف السيد الخامنئي مخاطباً الرئيس الأسد: “ليس لدينا أدنى شك بأنكم #قادرون على تحرير ما تبقى من الأراضي السورية وبقيادتكم سوف تبقى سورية موحدة، وعلينا أن نحافظ على #العلاقة القوية التي تجمع بلدينا وشعبينا وهذا مفيدٌ ليس لبلدينا فقط بل ضروري للمنطقة أيضاً”.

توسيع العلاقات

 

بدوره أكّد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي أن بلاده لديها #الإرادة الجادّة في توسيع العلاقات بين البلدين وخاصةً الاقتصادية والتجارية بشقّيها العام والخاص، وهي ستستمر في تقديم كلّ أشكال الدعم لسورية وشعبها لا سيما في ظل الظروف #الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، كما أنها ستبقى إلى جانب سورية لمساعدتها في تجاوز الصعوبات معتبراً أنّ أيّة معاناة لسورية هي معاناة لإيران.

الشراكة – المنطقة

 

ووصف الرئيس الأسد إيران قيادةً وشعباً بالبلد الشقيق والصديق والشريك الوفي، معتبراً أنّ النهج الذي تتبعه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعامل مع #القضايا الإقليمية والدولية لا يخدم مصلحة إيران وسورية فقط بل كلّ دول المنطقة وشعوبها.

(قالوا)

 

بعد الإعلان عن #الزيارة، وانتشار الخبر والصور المرافقة، بدأت التحليلات والاستنتاجات، ليقال فيها الكثير الذي يعكس أهميتها وقيمتها الاستثنائية.

وبالتأكيد، إن ما قيل فيها، حتى من جانب الخصوم والأعداء، لا يقلل من أهميتها، بل ربما يضاعف ويؤكد هذه الأهمية ودلالاتها، ويثبت قوة #الرسائل السياسية التي انطوت عليها، في كل الاتجاهات، للأصدقاء، وللأعداء.

قيل: إن الزيارة تأتي عشية بدء مناورات عسكرية إسـ.ـرائيـ.ـلية كبيرة تشارك فيها كل الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقيل: أنها تأتي قبيل زيارة أمير #قطر لطهران، التي قد تعيد العلاقة بين سورية وقطر.

ومما قيل إن هدفها ملء #الفراغ الذي سيحدثه سحب روسيا جزءا من قواتها التي ستتجه إلى أوكرانيا.

وربما أهم ما قيل بالزيارة إسـ.ـرائيليا: زيارة الرئيس الأسد لطهران تظهر أن الحلف مع #إيران سوف يبقى، وحتى يزداد قوة.

قيل في الزيارة التاريخية أكثر بكثير مما جرى ذكره، ولعل انتقاء هذه المقولات وحده كاف للدلالة على ما هو أبعد وأهم، ذلك أن ما سبق #المرور عليه يؤكد أهمية أبعاد الزيارة وأفقها الواسع، فضلاً عن حيوية الملفات والقضايا المطروحة، والمعادلات الجديدة التي ينتجها البلدان ويصوغانها ليكتبا فصلا جديداً في علاقتهما الاستراتيجية.

إن كان جرى الرد على بعض ما قيل بالزيارة، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فإن ليس كل ما قيل ويقال يستحق الرد، وإن الإخبار عن #اللقاءات التي جرت وموضوعات البحث التي تم تناولها يبقى الإطار الذي يضم الكثير من التفاصيل التي يعتني بها الجانبان باهتمام، أما إذا كانت تثير قلق هذه الأطراف أو تلك، فليكن، بل هذا يعني أن الرسائل قد وصلت.

(الرسائل السياسية)

 

من أهم الرسائل السياسية التي بعثت بها زيارة الرئيس الأسد إلى طهران، اللقاءات المكثفة التي جرت، المغلق منها والمفتوح، ربما تتلخص بتثبيت #إرادة البلدين على توثيق التحالف الاستراتيجي، تعزيز العلاقات. وتنسيق المواقف وسبل تطوير أدوات مواجهة التهديدات والضغوط والمخاطر وتحويلها إلى فرص للنهوض، ودائما بما يستجيب لتحديات المرحلة ويلبي متطلباتها، واستحقاقاتها، خصوصاً في ظل ما تشهده #الساحة الدولية من متغيرات وتحولات هامة.

(ملفات حيوية)

 

مما بات معلوما أن العلاقة السورية الإيرانية عبر مسارها الطويل، سياسياً هي استراتيجية بكل ما للكلمة من معنى، متطورة، مستمرة، ولا يغيب عنها تفصيلاً، ذلك كان قبل الحرب على سورية، أثناءها، وبعدها، غير أن العلاقة في بعدها الاقتصادي، التجاري، والاستثماري. بقيت دون مستوى #طموح البلدين، وهو الأمر الذي يشكل حالياً أحد الملفات الحية التي يتم بحثها لتطويرها بإرادة جادة وباهتمام القيادة في سورية وإيران، لا سيما لجهة تعزيز وتوثيق التعاون الصناعي، التجاري، الاستثماري، المصرفي. ذلك في إطار عملية إعادة #الإعمار والتنمية، وارتقاء بمستوى هذه العلاقة إلى الأفضل الذي يليق، والذي يحقق مصالح الدولتين والشعبين بأفق مفتوح على الوصول إلى مستويات أعمق في التبادل التجاري وتوطين بعض الصناعات والإفادة من طاقات البلدين وتوظيفها لخدمة مصالحهما المشتركة.

#المشتقات_النفطية، الخط الائتماني، الصناعة وبناء المدن ومحطات الكهرباء و .. و .. الخ، هي عناوين أساسية تضعها وفود البلدين على طاولة البحث في أثناء الزيارات المتبادلة، من أجل دفعها إلى الأمام وتثميرها.

لا يخفى أن العمل والجهود تبذل من الجانبين في العديد من المجالات، إذا كان ذلك بعيداً عن الضوء، لكنه يمضي لتحقيق أهداف من شأنها أن تعمق الروابط والعلاقات في الميادين المختلفة التعليمية، العلمية، الطبية، البحثية، الاستثمارية، الزراعية، والصناعية، فضلاً عن الميادين الأخرى في السياحة والنقل وسواها.

(صوابية الرؤى والنهج)

 

توسيع العلاقات القائمة، وتعميقها والارتقاء بها إلى المستوى المطلوب هو حاجة للبلدين وضرورة لهما، ولمصلحة المنطقة، ذلك في ظل التحديات التي تواجهها سورية وإيران وبقية بلدان المنطقة. سواء لمواجهة التهديدات والضغوط الأميركية الغربية، #العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب، أم لإحباط مخططات الهيمنة وإثارة الفتن، ولإسقاط مسلسل الأكاذيب والفبركات والرد على الاعتداءات ومحاولات التشويه الجارية في إطار الحرب الناعمة والعولمة واللبرلة.

إن مسار العلاقة الثنائية بين البلدين سورية وإيران خلال العقود الأربعة الماضية لم يؤكد فقط صوابيته، بل برزت أهميته على نحو واضح مع #اشتداد الهجمة الشرسة على البلدين من بعد الإنجازات العملاقة التي تحققت بفضل تحالفهما المؤمن بقضايا الحق ووجوب نصرته. “فلسطين، لبنان، العراق، اليمن” ذلك عبر مقـ.ـاومة الاحتـ.ـلال ومشاريع الاستهداف، وبمواجهة سياسات العدوان والهيمنة.

#الإنتصار الناجز في سورية على الإرهـ.ـاب التكـ.ـفيري الداعـ.ـشي ومشتقاته، هو امتداد لانتصارات تحققت في الميدان، وبالسياسة، ذلك أن انتصار المقـ.ـاومة اللبنانية في أيار ٢٠٠٠ وتموز ٢٠٠٦ وعلى الساحة الفلسطينية في ٢٠٠٨ و٢٠١٤ وصولاً إلى معركة سيـ.ـف القـ.ـدس. وما شهدته خلال الأسابيع الماضية من عمليات بطولية في القدس والضفة، ما كان ليتحقق لولا أن خطا مقـ.ـاوما نشأ وترسخ هنا، وامتد إلى اليمن والعراق، هو من منعكسات العلاقة السورية الإيرانية التي ترسي بهذه الأثناء خطا مقـ.ـاوما عالمياً لا تبدو فنزويلا بعيدة عنه، بل سيكون حيث تكون وحشية النظام الأميركي الامبريالي.

 (التحولات العالمية)

 

لقاء القمة الذي جمع الرئيس الأسد في طهران مع السيد الخامنئي والرئيس ابراهيم رئيسي، إذا كان يفتح أفقا استراتيجياً جديداً لتحالف البلدين وفي علاقتهما المتينة، فإنه يضع محددات يمكن التأسيس عليها للمرحلة الحالية والمقبلة. مع ما يشهده العالم من تحولات جذرية ومتغيرات كبيرة، ترتسم في الملفات الدولية وعلى الجبهات المتعددة والأساسية، التي تبدو أوكرانيا إحدى أهم هذه الجبهات الآن بما ستفرزه من اصطفافات تعيد بناء العلاقات الدولية على أسس جديدة تنتج نظاماً عالمياً جديداً.

مفاوضات #فيينا الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني ومحاولة احيائه، إذا كانت حضرت بلقاءات طهران المكثفة التي أجراها الرئيس الأسد. فإن عملية أستانا، اجتماعات #جنيف، ومراوغات نظام أردوغان، لم تغب عنها، على قاعدة تبادل الآراء والأفكار بين دمشق وطهران باستمرار، تمسكا بالمبادئ يعكس إرادتهما القوية، وبما يمنح مواقفهما القوة في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها ومعسكرها الذي يبدو منقسما وفي أضعف حالاته.

(القدس والأقصى، فلسطين)

 

على أهمية ما تقدم، جميع الملفات التي تم تناولها، كل الأبعاد التي حملتها وانطوت عليها، وكل المعادلات التي كتبت وتكتب بحبر البلدين، بصمودهما، وبالدم الزكي الذي اختلط على تراب سورية أثناء المواجهة التي ألحقت الهزيمة بالمؤامرة وخطط الحرب الإرهـ.ـابية، يبقى لفلسطين حضورها الأغنى.

يوم القـ.ـدس العالمي، ما سبقه من #عمليات بطولية في قلب المدينة المقدسة، لا يسقط فقط “صفقة القرن” ويطوي صفحتها، ولا يرد على خطوات التطبيع فحسب، بل أعاد القضية الفلسطينية إلى مركزيتها وأحياها قضية أولى في المربع الأول.

ما جرى في الأسابيع الماضية في الأراضي الفلسطينية المحـ.ـتلة، لم يردع العدو فقط، لم يربكه ويعمق الانقسامات السياسية في داخله وبين مكونات ائتلافه الحاكم، بل أثبت فشل الكـ.ـيان الإسـ.ـرائيـ.ـلي وهشاشته، وهو ما تعكسه حالة المستوطنين، واستطلاعات الرأي التي تجريها #مراكز البحث الإسـ.ـرائيـ.ـلية، إن لجهة الاستعداد للهجرة أم لجهة الإقرار بفقدان الأمن وعدم الانتماء.

حكومة بينيت المرشحة للسقوط ربما خلال أسابيع قليلة، بسقوطها قد تعود بنتنياهو إلى سلطة الاحتـ.ـلال، غير أن الأسئلة الكبرى التي تطرح في الكيان الغاصب لن تجد إجابات لها لا حكومة يمينية متـ.تطرفة برئاسة نتنياهو أو لابيد ولا غيرها مهما اختلفت التسمية، إذ لا الهروب إلى الأمام سيجدي بوقف #التدهور، ولا التدخل الأميركي سيحمل، ولا خطوات التطبيع تحمي.

ومع وقاحة التحرش الإسـ.ـرائيـ.ـلي بروسيا والتدخل في #أوكرانيا عبر الانخراط بالقتال في صفوف النـ.ـازيـ.ـين الجدد ضد القوات الروسية، فإن الكيان المؤقت يكتب بيده مصيره المحتوم ويسرعه.

(ما بدأ، سيستكمل)

 

#زيارة الرئيس الأسد، والمباحثات المكثفة والعميقة التي أجراها مع السيد الخامنئي، والسيد رئيسي، إضافة إلى مباحثات الوفد المرافق لسيادته مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بكل تأكيد #رسمت أفق وملامح المرحلة المقبلة، على مسار العلاقة الثنائية، وعلى مسارات التعاون والتكامل، وربما في هذه الأثناء تضع فرق العمل في الوزارات والمؤسسات السورية الإيرانية الخطط والبرامج التطبيقية، اقتصاديا، أمنيا، وعسكريا.. فما بدأ، بدأ ليستكمل.

علي نصر الله

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى