مجتمعمحلي

مشكلة أطباء التخدير تتفاقم .. مسؤول يحذّر: حادثة الطفل “جود” ستتكرر إذا استمر التجاهل الحكومي

مشكلة أطباء التخدير تتفاقم .. مسؤول يحذّر: حادثة الطفل “جود” ستتكرر إذا استمر التجاهل الحكومي

 

بالرغم من المعاناة الكبيرة التي عاشها ولا يزال القطاع الصحي في سورية، نتيجة الأزمة والحصار، برزت مشكلة جديدة فاقمت معاناته، وهي النقص والشح الكبير بأطباء التخدير.

حيث ظهرت إلى الواجهة بشكل متزايد خلال الآونة الأخيرة، وباتت المستشفيات العامة والخاصة منها، تدق ناقوس الخطر، جراء تفاقم ظاهرة نزيف الأطباء، وهجرة نسبة كبيرة منهم خارج البلاد.

ولا تزال رابطة التخدير في سورية تواصل التحذير حول هذا الأمر خلال السنوات الماضية، حيث عادت رئيس رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء “زبيدة شموط”، للتأكيد أنه مازال عدد أطباء التخدير في تناقص، باعتبار أن هناك أطباء تقاعدوا وآخرين غادروا القطر.

19 5

كما أن هناك عدداً جيداً من الأطباء أصبحت أعمارهم كبيرة ومن هذا المنطلق أصبح هناك هوة كبيرة في الفئة العمرية، معتبرة أن حتى الذين يختصون حالياً في اختصاص التخدير العديد منهم يفكرون في السفر.

ورأت “شموط”، أن “استمرار تناقص أعداد أطباء التخدير سوف يولد العديد من المشاكل حتى إن هناك بعض المشافي ومنها حكومية لا يوجد فيها أطباء تخدير”، مشيرة إلى أن هذا الأمر ليس صحياً، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.

واعتبرت “شموط” أن التمديد للأطباء الذين دخلوا في سن التقاعد أمر ليس صحيحاً ولا يمكن أن يحل مشكلة تناقص أعداد أطباء التخدير حتى إن العديد منهم يرفض التمديد.

وشددت على ضرورة حل مشاكل أطباء التخدير وخصوصاً فيما يتعلق بالوضع المالي وذلك بتحسين دخلهم، موضحة أنه يجب أن يكون هناك وارد مالي حتى يتم تشجيع طلاب الطب على الدخول إلى هذا الاختصاص وخصوصاً أن أعداد أطباء التخدير قليلة والعدد في تناقص.

وأشارت “شموط”، إلى أن “هناك ظلماً لطبيب التخدير من كل النواحي على الرغم أنه هو الحجر الأساس في أي عمل، لأنه من المفترض أن يكون هناك طبيب تخدير لإجراء أي عمل جراحي”.

لافتة إلى أن هناك مشكلة في العديد من المشافي الخاصة في طريقة التعامل مع طبيب التخدير.

وبينت “شموط” أن المشكلة ليس فقط في التأمين الصحي وأن يكون تقبيض أجر طبيب التخدير عبر التأمين الصحي، بل أيضاً هناك الكثير من المشاكل التي يعانيها أطباء التخدير.

20 2

مشيرة إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لحل مشاكل أطباء التخدير فإن الأمر إلى أسوأ وسوف تزداد المشاكل أكثر.

ولفتت إلى أن حل مشاكل أطباء التخدير ليس فقط عبر الاجتماعات بل لا بد من اتخاذ قرارات، وخصوصاً أن المشكلة أصبحت معروفة لدى الجميع.

وبينت “شموط”، أن فني التخدير هو مساعد لطبيب التخدير وليس طبيباً باعتبار أنه يدرس في المعهد بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، على حين طبيب التخدير يدرس في كلية الطب البشري ست سنوات ومن ثم يدرس أربع سنوات اختصاص.

مشيرة إلى أن فني التخدير لا يحق له بالقانون أن يقوم بتخدير المرضى أثناء العمليات الجراحية إلا بإشراف طبيب التخدير ويكون دوره بتحضير الدواء والأجهزة الخاصة في عملية التخدير.

اقرأ أيضاً: “مازال في حالة موت سريري”.. والدة “جود سكر” تروي لـ “كليك نيوز” تفاصيل معاناة طفلها

يذكر أنه وبعد وفاة الطفل “جود سكر” بإحدى مشافي دمشق نتيجة خطأ طبي خلال عملية التخدير، كان رئيس اللجنة العلمية في الرابطة السورية لأطباء التخـدير وتسكين الألم الدكتور “فواز هلال”، أشار لموقع “أثر برس” المحلي، إلى أن عدد أطباء التخدير في سورية قليل جداً إذا لا يتجاوز 250 طبيب لكل سورية.

ومعظمهم أصبح بعمر التقاعد ولايزال الأطباء العاملين بهذا الاختصاص بعيدين عن حقهم المادي في المشافي خاصة المشافي الخاصة، حيث يحصلون على أجور متدنية لا تقارن بقيمة تكلفة العمل الجراحي في المشافي الخاصة.

موضحاً أنه نتيجة قلة عدد أطباء التخدير يتم الاعتماد على فنيي التخـدير في العمليات الجراحية سواء بالمشافي العامة والخاصة، فمن المستحيل وجود طبيب اختصاصي تخدير بكل عمل جراحي لقلة عددهم.

وأضاف “هلال” حادثة الطفل “جود سكر” الذي توفي في مشفى العباسيين مؤخراً وغيرها من الحوادث ستتكرر في حال الاعتماد على فنيي التخـدير الذين يحتاجون إلى مزيد من الخبرة أو أشخاص غير اختصاصيين.

مضيفاً، القادم أسوأ وهنالك في الحياة أخطاء تبدو فردية ولكنها في الحقيقة هي نتاج لتجاهل حكومي لمشكلات متراكمة.

ولفت الدكتور “هلال” إلى أن المطلوب من وزارة الصحة اتخاذ قرار ملزم للمشافي الخاصة بتقديم الحقوق المالية لأطباء التخدير كغيرهم من الاختصاصات وإيجاد حلول جذرية لتلافي نقص أطباء التخدير، مشيراً إلى أنه يجب اتخاذ حلول موضوعية ومنطقية وسريعة من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء.

كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى