أخبار كليكسياسي

ماضي سورية وحاضرها ومستقبلها هو عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان.. الرئيس الأسد يجذب الأضواء في قمة جدّة

ماضي سورية وحاضرها ومستقبلها هو عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان.. الرئيس الأسد يجذب الأضواء في قمة جدّة

 

عاد السيد الرئيس بشار الأسد، اليوم الجمعة، 19 أيار، للعام 2023، للمشاركة في القمة العربية المنعقدة في جدّة في المملكة العربية السعودية بعد 12 عام من الغياب.

وقال السيد الرئيس بشار الأسد خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية “من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل، وعندما تتراكم العلل يمكن للطبيب أن يعالجها فرادى شرط أن يعالج المرض الأساسي المسبب لها”.

وأضاف الرئيس الأسد “علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب والتهديدات فيها مخاطر وفيها فرص ونحن اليوم أمام فرصة تبدل الوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء، هي فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزءاً فاعلاً فيه مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة وصولاً إليها اليوم”.

وتابع الرئيس الأسد “هي فرصة لترسيخ ثقافتنا في مواجهة الذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة التي تستهدف الانتماءات الفطرية للإنسان وتجرده من أخلاقه وهويته.. ولتعريف هويتنا العربية ببعدها الحضاري وهي تتهم زوراً بالعرقية والشوفينية بهدف جعلها في حالة صراع مع المكونات الطبيعية القومية والعرقية والدينية فتموت معها مجتمعاتنا بصراعها مع ذاتها لا مع غيرها”.

اقرأ أيضاً: أنظار العالم تتجه نحو جدّة.. قمة “لم الشمل” تضع عناوينها الرئيسية للمرحلة القادمة

وأردف الرئيس الأسد “العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنهكة إخوانية منحرفة ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية باعتبارها المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها عبر مراجعة الميثاق والنظام الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر”.

وأضاف الرئيس الأسد “إن العمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقاً إلى خطط تنفيذية، بحاجة إلى سياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريكاً به، ملجأ من العدوان لا منصة له”.

وقال الرئيس الأسد “أما عن القضايا التي تشغلنا يومياً من ليبيا إلى سورية مروراً باليمن والسودان وغيرها من القضايا الكثيرة في مناطق مختلفة فلا يمكننا معالجة الأمراض عبر معالجة الأعراض فكل تلك القضايا هي نتائج لعناوين أكبر لم تعالج سابقاً أما الحديث في بعضها فهو بحاجة إلى معالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى واستعادة الجامعة لدورها كمرمم للجروح لا كمعمق لها والأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها فهي قادرة على تدبير شؤونها وما علينا إلا ان نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً، أما سورية فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم وربما ينتقل الأنسان من حضن إلى آخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن وسورية قلب العروبة وفي قلبها”.

وتابع الرئيس الأسد “نحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة والتي أتمنى أن تشكل بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا للتنمية والازدهار بدلا من الحرب والدمار”.

وختم الرئيس الأسد “التزاماً بالدقائق الخمس المخصصة للكلمات أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين عبروا عن المودة المتأصلة تجاه سورية وأبادلهم بالمثل، كما أشكر خادم الحرمين الشريفين على الدور الكبير الذي قام به والجهود المكثفة التي بذلها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة وأتمنى له ولسمو ولي العهد وللشعب السعودي الشقيق دوام التقدم والازدهار والسلام عليكم ورحمه الله.

والتقى الرئيس بشار الأسد، الرئيس التونسي قيس سعيّد، على هامش مشاركته في القمة العربية، وبحث الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي في مختلف المجالات.

كما رحب الرئيس الأسد، خلال اللقاء بعودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سورية وتونس، منوهاً بضرورة تعزيز هذه العلاقات ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي فقط، وإنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي، مشيراً إلى أنه أمام المسؤولين والسفراء في الدولتين الكثير من العمل من أجل وضع خطة مشتركة للتحرك على الساحة العربية والدولية.

وأكد الرئيس الأسد، أن سورية وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي، لأنهما تتشاركان في قضية هي قضية الفكر والوعي والانتماء، وهذا ما يتم استهدافه من قبل الخارج، معتبراً أن العرب أبناء أمة واحدة يجمعهم انتماء واحد الأمر الذي تفتقده الشعوب الأخرى.

وقال الرئيس سعيّد خلال اللقاء أنتم أشقاؤنا وما يؤذيكم يؤذينا، فسورية هي بلدنا وكان هناك الكثير من التونسيين الذين لجؤوا إلى سورية خلال فترة الاستعمار الفرنسي وكانت علاقات سورية دائماً ممتازة مع المغرب العربي.

وعبر الرئيس سعيّد، عن ارتياح تونس الكبير لما حققته سورية في حربها ضد الإرهاب ومنع التدخل الخارجي، وقال: إن الهدف كان تقسيم سورية إلى كيانات ولكن الشعب السوري لم يقبل أبداً أن يتم التدخل في شؤونه وأثبت أنه هو الوحيد الذي يحسم أمره.

وفي تصريح للتلفزيون التونسي الرسمي عقب اللقاء، قال الرئيس الأسد: كان دائما السؤال في سورية خلال الحرب، هل يا ترى الشعب العربي فعلاً تغير؟ هل يا ترى سورية وحيدة؟ وكانت النقطة الأساسية هي التمييز بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية، الحقيقة كنا في تونس بالرغم من كل الظروف التي مرت بها خلال العقد الماضي ونيف، كانت تظهر وتظهر حالات تدل على التوجه الشعبي الحقيقي، أقول الآن وبعد لقائي مع فخامة الرئيس قيس سعيد: تأكدت من هذا الشيء ورغم أنه مؤكد ولكن زيادة التأكيد دائماً ضرورية.

وأضاف الرئيس الأسد الشعب العربي بشكل عام لم يتغير، ولكن تونس بالذات كانت لها أهمية لأنها استخدمت كإحدى المنصات أو لإظهارها كإحدى منصات التآمر، ليس فقط على سورية وإنما على الفكر العربي، وعلى الانتماء العربي، كأنها منصة للفكر الظلامي الذي يريد أن ينطلق ويسود في مختلف الدول العربية.

وتابع الرئيس الأسد تأكدت اليوم أن تونس لم تتغير، والأهم من ذلك إذا لم نحصر الحديث بالعشر سنوات أو الـ 12 سنة الماضية، أريد أن أقول: حتى الاستعمار الفرنسي الذي عمل جاهداً على عملية فرنسة للمغرب العربي لم يتمكن من ذلك، وهذا أهم من العقد الماضي، كل هذه الأشياء لمستها اليوم، كل هذه الأشياء هي التي تحدد السياسات المستقبلية بالنسبة لنا، هل هناك قاعدة شعبية؟ هل هناك قاعدة رسمية للعمل العربي المشترك ونحن الآن في قلب قمة هامة جداً؟ هل هناك إمكانية لعلاقات ثنائية عميقة تتجاوز العلاقات الدبلوماسية، تتجاوز العلاقة بين المسؤولين، تتجاوز العلاقة بين الرئيسين، وتنزل إلى المستوى الشعبي بمختلف قطاعاته الاقتصادية والأهم الثقافية والفكرية؟ لكي نكون وعياً مشتركاً، عندما نقول: عمل عربي مشترك ونحن في قمة، فما يبنى عليه العمل العربي المشترك هو الوعي المشترك، وهذا ملخص للقائي مع فخامة الرئيس.

كما التقى السيد الرئيس بشار الأسد، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الوفد الإماراتي المشارك في القمة العربية الـ 32 في جدة.

وبحث الرئيس الأسد، مع الشيخ منصور بن زايد العلاقات الثنائية الوثيقة بين سورية والإمارات، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.

بدوره نقل الشيخ منصور للرئيس الأسد تحيات صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

واستقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، السيد الرئيس بشار الأسد، خلال وصوله إلى قاعة اجتماع القمة العربية بمدينة جدة

وتمت مصافحة بين السيد الرئيس بشار الأسد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل الدخول إلى قاعة انعقاد القمة وتلا ذلك حديث جانبي بينهما.

كما جرت مصافحة بين الرئيس الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل بدء أعمال القمة العربية.

وقبل بدء القمة العربية، التقطت صورة تذكارية جمعت الرئيس بشار الأسد والرؤساء والملوك والقادة.

يذكر أن القادة الذين تغيبوا عن اجتماعات الدورة العادية الـ 32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، هم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث شارك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات والأمير مولاي رشيد بن الحسن شقيق العاهل المغربي الملك مُحمد السادس في مناقشات القمة العربية.

كما تغيّب عن حضور القمة العربية في جدة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وسيمثل الجزائر بدلاً منه الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن.

وغاب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، وناب عنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، إضافة إلى تغيب سلطان عمان هيثم بن طارق الذي أناب عنه أخيه أسعد بن طارق بن تيمور نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي.

وتغيب أيضا عن القمة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وناب عنه وكيل وزارة الخارجية دفع الله الحاج، كما غاب عن القمة رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى