فقدان حليب الأطفال والأدوية من الصيدليات في محافظة حماة.. نقابة الصيادلة توضح!!

يتصدر فقدان حليب الأطفال من الصيدليات المشهد في محافظة حماة وريفها، حيث يعيش الأهالي معاناة كبيرة، تتلخص في عجزهم عن تأمين نقطة حليب لطفل صغير، بسبب فقدانها من السوق.

واشتكى عدد من الأهالي عبر موقع “كليك نيوز”، “فقدان مادة حليب الأطفال من الصيدليات، وعدم تمكنهم من الحصول حتى على علبة واحدة، فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصرخات الأهالي الذين عرضوا حاجتهم إلى الحليب دون جدوى.”

وعبر الأهالي عن “استيائهم من هذه الأزمة القديمة المتجددة، مستغربين أن تأمين أبسط حقوق هؤلاء الأطفال من مادة الحليب التي تعتبر قوت يومهم أصبح بات أمر صعب المنال، مع فقدانه من الصيدليات وبيعه في السوق السوداء”.

وأشار الأهالي إلى أن “المحتكرين يقتلون الأطفال بهذه الطريقة نتيجة عدم سماحهم بتوفر المادة وطرحها بالسوق بحجة أن الأسعار لا تناسبهم.”

وقالت إحدى العائلات لموقع “كليك نيوز”: إنها “تُطعم رضيعها حليب أبقار، بينما أكدت عائلة أخرى أنها تُطعم رضيعها حليب نوع نيدو يحصلون عليه عن طريق لبنان”، وأشاروا إلى أن هذا “أمر خطير على الطفل كونها مواد كاملة الدسم وتؤثر على أمعاء الطفل ولكن ليس لديهم بديل آخر، بوقت يحتاج الرضيع إلى حوالي عبوتين من الحليب أسبوعياً، أي 8 عبوات شهرياً.”

فيما أكد عدد من الصيادلة في محافظة حماة وريفها عدم توفر حليب الأطفال وفقدانه من الصيدليات، وأشاروا إلى أن المادة لا تباع إلاّ بالسوق السوداء وبأسعار مرتفعة، وأرجعوا سبب ذلك لإحجام المعامل والمستودعات عن البيع.

وأوضح الصيادلة أن المشكلة ليست مشكلة حليب فقط وإنما تشمل الدواء أيضاً، وطالبوا بفتح هذا الملف كون الصيدليات ستُفرغ من الأدوية قريباً بوقت المستودعات والمعامل توقفت عن البيع بحجة أن الأسعار ليست مناسبة لهم، والمستودعات التي توزع أدوية + 30-50% رفع سعر فهي مخالفة، وبينوا أنهم الوحيدين من يواجه هذه الأزمة أمام المواطن وتلقيهم للصدمات بما يخص الدواء والحليب، حسب تعبيرهم.

ونوه الصيادلة إلى أن هذا الموضوع بحاجة إلى حل، كونه بعد فترة سنشاهد بعض الصيدليات أغلقت أبوابها إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لأنه من المستحيل للصيدلي أن يواجه ويقاوم كل هذه الأزمات في ظل ارتفاع الأسعار عليه بوقت هو سيبيعها على السعر النظامي، على سبيل المثال صيدلي رأس مالة 1000 علبة دواء سيصبح بعد فترة رأس ماله 500، وبعد غلاء آخر يصبح 300 وهكذا حتى يصبح صفر.

وختم الصيادلة حديثهم بأن المشكلة عامة بما يخص الدواء والحليب والدواء أكثر من الحليب، كأنه يتم تفريغ الصيدليات من الأدوية وليس باستطاعة أي صيدلي الحصول على الدواء بنفس السعر، وحتى اللحظة لم يتم إصدار نشرة أسعار جديدة من قبل الجهات المعنية بذلك.

من جانبه أكد نقيب الصيادلة في محافظة حماة “بدري ألفا” لـ “كليك نيوز”، أن “المعامل لم تورد أدوية حتى اللحظة، وفي بداية كل عام كانت تأتي توريدات أدوية من المعامل لكن حتى اللحظة المعامل لم تأتي بشيء، حيث أنها أوقفت عملية بيع الأدوية للمستودعات بحجة انتظار تسعيرة جديدة لباقي الأصناف، كون أخر نشرة أسعار صدرت من وزارة الصحة تم رفع بحدود 1277 صنف دوائي، وذلك في 18-12 العام الماضي، بينما أكدت عدة جهات تم التواصل معها أنه لا يوجد ارتفاع وحتى اللحظة لم يتم توضيح أي شيء بهذا الخصوص”.

وأشار “ألفا” أنه “وعلى الرغم من جرد نهاية العام وربط المالية الذي تقوم به المستودعات والذي تتوقف على أثره عملية بيع الأدوية للصيدليات، إلّا أن هناك قسم من هذه المستودعات لم تتوقف عن البيع كمستودعات “الحسام” و “الوطني”.

كما أن “مستودع النقابة يقوم بعملية توزيع الأدوية بشكل نظامي على الصيدليات في مدينة حماة والريف، ولكن نسبة التوزيع قليلة، عبارة عن حصص قطعة أو قطعتين لكل صيدلية نتيجة عدم توفر كميات كافية، مؤكداً أن هناك بعض المستودعات قصرت بعملها والبعض الأخر أوعز التوقف لأزمة المحروقات وبعضها لم يتوقف.”

ورداً على وجود مستودعات توزع بنسبة ربح 30-50% حسب ما قاله الصيادلة، قال “ألفا” إن “هذا مخالف للقانون ولا يجوز أن تضع نسبة ربح، وواجب علينا كنقابة صيادلة مخالفتهم ومحاسبتهم قانونياً”، مبيناً أن “لجان من نقابة الصيادلة ولجنة القرار 29/ت التابعة لمديرية صحة حماة تقوم بجولات وزيارات على كل المستودعات في المحافظة، وهناك جولات أخرى على الصيدليات للتأكد من التقيد بتسعيرة وزارة الصحة.”

أما بالنسبة لحليب الأطفال أكد “ألفا” “انقطاع أصنافه في محافظة حماة، وأرجع السبب لارتباط مادة الحليب بالتسعير والمستوردين الذين أوعزوا السبب لارتفاع سعر صرف الدولار وأن الأسعار لا تناسبهم، وهذا من مهمة وزارة الصحة”.

مبيناً أن هناك “وكلاء قبل رأس السنة طرحوا حليب للأطفال بالسوق لكنه انقطع بشكل مفاجئ”.

وتوقع “ألفا” أن “يتوفر حليب الأطفال بالسوق خلال الايام القادمة بعد أن صدرت تسعيره جديدة، حيث أصبح سعر العلبة نوع نان 18800ل.س بعد أن كان 17500ل.س، إذا المشكلة ليست بالحليب وإنما بالسعر.”

أوس سليمان – كليك نيوز