مجتمعمحلي

على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر

على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر

 

يعشقون الوقوف حيث اللون الأحمر، ليس التزاماً أو خوفاً من عواقبه، فعنده تتوقف السيارات الفارهة والعادية أيضاً، فهو ملتقى الكبير والصغير، الغني والفقير، يسارعون لعرض بضاعتهم وخدماتهم الفورية، بأدوات محلية وعروض مغرية، تتماشى عباراتهم التشجيعية مع طبيعة الزبون، فيما لا تلقى مطالبهم آذان مصغية من الجميع.

مشاهد من البؤس الممزوج بألوان الأسى الذي باب أقرب للسوداء المتشح ملابسهم مع غبار الأيام الثقيلة، تتكرر في كل يوم وكل لحظة وكأنها باتت من المسلمات لأطفال لم يعرفوا للطفولة معنى أو طعم، فيما بات العمل مقصدهم الوحيد هرباً من كابوس الفقر الذي ولد معهم، حاملاً بجعبته الكثير من المغامرات اليومية بين الأزقة والمارة.

على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر
على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر

مناشداتهم المستمرة لأصحاب السيارات لم تكن سوى ترجمة لواقع التسول الجديد، بوجوه طفولية وعبارات عاطفية تملؤها نظرات الاستعطاف المقصودة، فيما لكثرتهم وتنقلهم بين منطقة وأخرى دلالة لما يقف خلف هذه المهنة من مستثمرين لمعاناتهم وخاطفي الطفولة من مرتعها الأول.

كثيرة هي المصادفات التي تجمعك بطفل في أكثر من موقف أو إشارة، إلا أنه لمجرد الوقوف والحديث معه عن مأساته ستجعلك تحلم برؤيته مجدداً، حال الكثير من الناس ممن بادروا لمد يد العون والمساعدة لبعضهم، فيما للحقيقة وجه أسود أيضاً، كسواد قلوب القائمين على استثمارهم وقتل براءتهم ورمي ما تبقى من معاني الانسانية.

على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر
على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر

والخطورة اليوم فيما لو نظرنا لهذه الحالة من زاوية الحقوق والواجبات، غياب الرقابة الأسرية والتربوية عن هؤلاء الأطفال، عدا عن طغيان ثقافة الشارع على ألسنتهم وعقولهم، والتي ترجمت بسلوكيات العنف والسرقة والتدخين انتهاءً بالشذوذ عن طبيعة المجتمع، فالانحراف لم يكن مصطلحاً قائماً بذاته لولا وجود مثل هذه الحالات، التي باتت ضحية من ضحايا الاهمال المجتمعي والأسري، ليبقى مصطلح الطفولة غارقاً بين ثنايا الحقيقة المؤلمة لغيابها أو حضورها وفق معايير محددة.

على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر
على هامش الطفولة.. صغار الكسبة استثمار مبكر وضحايا للفقر

لتبقى مناشدات المنظمات العالمية بحماية حق الطفل وضمان تنشئته في بيئة سليمة تحفظ كرامته، إلى جانب توفير الأمن والرعاية اللازمة له، وحفظ حقه في التعليم والصحة، مجرد بنود في اتفاقيات لم تبصر النور في حضور هذه النماذج، وإذا ما كانت المسؤولية جماعية يبقى لنا السؤال.. من المسؤول عن تأمين حقوق هذه الفئة؟

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: مع قلة مازوت التدفئة.. جمع النايلون والبلاستيك مهنة قسرية للبعض في حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى