مجتمعمحلي

صرخة في سبيل التغيير.. صحفيون وكتّاب يستعرضون واقع العمل في سورية

صرخة في سبيل التغيير.. صحفيون وكتّاب يستعرضون واقع العمل في سورية

 

في الوقت الذي يجد فيه الكثيرون أن الإعلام السوري لا يقدم ما يجب قوله، ويقابل بالعديد من الانتقادات، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أيضاً، حجم الصعوبات التي يعاني منها معظم الصحفيين في رحلة الحصول على المعلومات، مقابل أجر لم يعد يكفي أجور مواصلاتهم.

مجموعة من الصحفيين والكتاب العاملين في وسائل حكومية وخاصة، فضّل بعضهم عدم ذكر اسمه، تحدثوا عن واقع العمل الصحفي وأجوره في سورية بالتفصيل، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.

وقال أحد الصحفيين العاملين في صحيفة محلية حكومية: إن الدولة لم تستطع صنع إعلام غير مرتبط بالمؤسسة الرسمية أو الخاصة، ولا أن تقدّم خطاباً متسقاً، فكيف بالأجور الزهيدة مقارنة بأي حالة إعلامية أخرى؟.

وقارن الصحفي المختص بمجال الفن، الحالة المحلية بأجور الدول المجاورة والتي تعيش ظروفاً اقتصادية مشابهة، حيث يصل سعر مادة صحفية عندهم إلى ما يعادل مليون ليرة مقابل 20 ألف ليرة أعلى سعر قد يصل إليه أي منتج محلياً، مرجعاً ذلك إلى عدم وجود سوق لهذا المنتج الفكري فهو لا يتعدى الحبر على الورق عند الكثير.

كما اعتبرت رئيسة قسم في إحدى الصحف المحلية الحكومية، والمهتمة بالشأن الاقتصادي، أنه “لا يوجد رضى عن أجور الصحافة في القطاعين العام والخاص رغم أفضلية الأخير.”

وأشارت إلى أن “الأجر الذي يتقاضاه الصحفي لا يتناسب أبداً مع الجهد الذي يبذله في القطاعين نتيجة تكاليف متعددة سواء النقل أم التواصل والإنترنت والجهد الفكري والجسدي للحصول على المعلومة وخاصة بالظروف الحالية”، مضيفة: “بالرغم من المحاولات في القطاع العام لزيادة أجور الصحفيين إلا أنها محاولات خجولة لزيادة ما يسمى الاستكتاب، الذي قد يصل إلى مبلغ 45 ألف ليرة لرئيس قسم، أما المحرر الصحفي فلا يتجاوز استكتابه أي حجم عملة الإضافي الـ 27 ألف ليرة”.

واقترحت الصحفية، “أن تتم معاملة العاملين في مجال الإعلام بأسلوب مختلف من حيث الأجر وتحريرهم من قانون العاملين بحيث يتم صرف المكافآت والحوافز والأجور بشكل مرن بما يتناسب مع الجهد المبذول،” مشيرة إلى “عزوف الكثير من الصحفيين عن تقديم مواد مهمة ونوعية بسبب تدني أجورهم.”

وقال عاملون في دائرة المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام، “إن أجور العمل الإضافي أو ما يسمى “استكتاباً” زهيدة جداً بالنسبة لعملهم الذي يتطلب تركيزاً عالياً حيث يكلّف كل منهم بتدقيق أكثر من 100 كتاب سنوياً مقابل 35 ألف ليرة “كاستكتاب” شهري، بالإضافة إلى راتبهم، أي يصل أجرهم تقريباً إلى حوالي 150 ألف ليرة.”

صحفيون وكتّاب

وأضاف هؤلاء الخريجون الجامعيون من مختلف الاختصاصات: “إنه لم يقدّم إليهم أي أحد شرحاً حول نسبة الحوافز التي سيحصلون عليها من المرسوم الأخير” مشيرين إلى “أنهم قد أعلموا من إداراتهم أن نسبة حوافزهم تبلغ 150 بالمئة فقط، مؤكدين، أن إبر التخدير التي يسمونها علاوة ومكافأة لا تساوي جهد ساعة مبذولة.”

بدوره تحدّث الكاتب والصحفي “سامر محمد إسماعيل”، أن” الأجور التي تدفع للكتاب في بلادنا مقابل كتابة مقال أو مسلسل أو مسرحية أو فيلم أو كتاب لا يرضى بها متسول، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على احتقار الفكر والكتابة.”

وتساءل “إسماعيل”، هل يعقل أن يأخذ الممثل 50 مليوناً عن عمل تلفزيوني والكاتب يأخذ أقل منه بألف ضعف؟، هل يعقل أن يدفعوا لكاتب مقال في جريدة أقل من خمسة آلاف ليرة؟ هل يعتقد هؤلاء أن الكاتب يعمل على سيخ شاورما ويكتب لهم في أوقات الفراغ؟ مضيفاً: أغلب النخب تم تهجيرها على مراحل وفي الخارج يعرفون أن صناعة النخب هي من أبرز الصناعات الثقيلة.”

وأشار “إسماعيل” إلى أن” مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني تنتج مسلسلاً يكلف مليار ليرة سورية والكاتب يأخذ عن المسلسل نفسه أجراً لا يتعدى أربعة ملايين ليرة سورية يقبضها على ثلاث دفعات!”.

بدوره، أشار الكاتب “سليمان عبد العزيز”، إلى أن “ما هو شائع في الوسط الفني هذه الأيام وهو التعاقد مع كتاب لا يملكون خبرة وتجربة” قائلاً هناك “استباحة للكتاب، حتى في القطاع الحكومي يمكن أن يتم اللجوء لكل الجهات لرفع أجر الممثل والمخرج ولكنهم يتغاضون عن تحسين أجر الكاتب”!.

وأضاف: “لا أستغرب أن رأس المال لا يقدر القيمة الفكرية فالنصوص المطروحة كثيرة وسيئة وركيكة تخلو من الإبداع لكن احترام الكاتب وإخلاصه لموهبته هو الذي يدفعه للاستمرار.”

بدورها قالت نائب رئيس اتحاد الصحفيين “رائدة وقاف”، لصحيفة “الوطن” المحلية: “إن العمل الصحفي يستنفذ طاقة كبيرة ومجهوداً ذهنياً وبحثياً لدى كل من انخرط في هذه المهنة ناهيك عن الجهود المبذولة في المتابعات والتغطيات ومواكبة التدفق الهائل للمعلومات والأحداث والعمل الميداني المحفوف بالمخاطر.”

وأضافت: “يأمل الصحفيون بالوجود ضمن سياق مهني محفز من كل الجوانب وخاصة الأجور التي يعتبر معدلها منخفضاً مقارنة بما تتطلبه من وقت وجهد ومهارات من جهة، ومع متطلبات المعيشة من جهة أخرى” مؤكدة أن “تحسين الظروف المادية للصحفيين هدف يسعى اتحاد الصحفيين لتحقيقه في العمل المستمر لتعديل طبيعة العمل الصحفي التي تشكل مبلغاً مالياً يكون بمنزلة بدل معيشة يضاف شهرياً إلى الراتب”.

وأشارت وقاف إلى “مساعي الاتحاد لتحسين رواتب الصحفيين، كما يعمل على رفع الراتب التقاعدي للصحفيين المنخفض جداً، والعمل على توفير التأمين الصحي للصحفيين المتقاعدين.”

كليك نيوز

اقرأ أيضاً: “الحاجة إلى الكسب” أجبرت النساء على دخول ميادين عمل جديدة كان حكراً للرجال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى