مجتمعمحلي

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

 

السفر خارجاً وتأمين عمل مناسب وإنهاء الخدمة الإلزامية هي أحلامٌ تتصدر اهتمامات الشباب السوري، الذي لم تعد فكرة الارتباط من أولوياته أو من قائمة أهدافه المستقبلية، فالوضع الاقتصادي المتردي منذ سنوات وما نتج عنه من صعوبة في تأمين جرة غاز أو ربطة خبز خلق العديد من الهواجس لمسألة تكوين الأسرة والاستقرار.

أحلام كبيرة

 

كما باتت أحلام الفتيات السوريات بارتداء فستان الزفاف أمراً مستحيلاً حسب رواية الكلمات “علياء خالد” (28) عاماً، واصفةً أن ما كانت تحلم به منذ سنوات من بيت مستقل وحفل زفاف وفستان باهظ الثمن وصولاً إلى خاتم الخطوبة، أصبحت شروطاً تعجيزية بالنسبة لأي شاب، وبأن الإقدام على هذه الخطوة تنطلب أن يكون الشاب مليونيرياً بكل معنى الكلمة حتى يستطيع الزواج.
أما عن فئة الشباب التي بررت العزوف عن الزواج نتيجة تدني فرص العمل وتراجع مستوى الدخل حسب رأي “سهام عبد الله” (31) عاماً، مؤكدةً بأن التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد، بالإضافة لمحدودية شروط أهل العروس لم تعد حافزاً لأي شخص والتي أفضت لبقاء الكثير من الفتيات على أمل انتظار النصيب الأفضل.

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري
شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

المحبس تعدى المليون

 

ولأن أول ما يتبادر لذهن الشاب عند تفكيره بالارتباط هو خاتم الخطوبة، لما يحمله من رمزية في تقاليد المجتمع السوري، وأهمية بالغة لدى أهل العروس، والذي بات اليوم أشبه بشيء مرعب يطارد الشباب ويحتاج لحسابات مالية كبيرة بنظر الموظف “أشرف حمدي”، الذي روى لنا قصة انفصاله عن حبيبته قبيل موعد زفافهما، مرجعاً الأسباب إلى سوء أوضاعه الاقتصادية قائلاً: “اكتشفتُ مؤخراً عدم كفاية ما ادخرته من مال خلال سنوات عملي لتغطية تكاليف حفل الزفاف فقط، لاسيما أنني المعيل الوحيد لأسرتي وهناك حاجات أولية لابد من النظر إليها قبل الزواج”، في الوقت ذاته أطلعنا “فاروق عبدالهادي” وهو صاحب محل مصاغ ذهب في دمشق عن واقع أسعار الذهب بقوله: “ارتفعت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية العام، بالتالي لم أعد بائعاً للذهب بل تحولت مهنتي لشرائه فقط”، مشيراً إلى أن معظم الزبائن تبيع مدخراتها لقضاء حاجاتها اليومية.

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري
شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

قلوب مهاجرة

 

شكلت فكرة الزواج للخارج هاجساً لا يغيب عن ذهن الفتيات لأن الغالبية منهن تؤيِّدن فكرة الزواج من شاب يعيش في دول أوروبا أو دول الخليج، في حين وصف البعض هذه الخطوة بالمخاطرة لاقتصار أمور التعارف على الإنترنيت فقط، تروي لنا الطالبة الجامعية “نور أسامة” عن خطبتها لشاب سوري يعيش في “النمسا” منتظرةً نهاية امتحاناتها وتخرجها للسفر إليه، موضحةً وجهة نظرها فقالت: ” لا يستطيع الشباب في سوريا التفكير في مسألة الخطبة أو الزواج، فالأمر يحتاج إلى سنوات من العمل، إضافة لوجود معظم الشباب في الخدمة الإلزامية أو موظفين لا يتعدى دخلهم الشهري ١٠٠ ألف ليرة سورية”.

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري
شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

عنوسة الطرفين

 

إلا أن مصطلح العنوسة لم يعد حكراً على الفتيات فقط كما يعتقد البعض، حيث أن هذه الصفة تلازم الطرفين، كما نرى اليوم أن غالبية الشباب إما لاجئاً أو عازباً متردداً في فكرة الارتباط أمثال “محمود علي” الذي بلغ سن الزواج وهو غير قادر على المضي بهذه الخطوة، لما يواجهه من عقبات كثيرة تضاعفت في ظل ارتفاع أسعار العقارات وانعدام فرص العمل.
في حين أكدت الباحثة الاجتماعية “سالي مسعود” نشوء أزمة جديدة تضاف لأزمة الغلاء وظروف الحياة الصعبة وهي الزواج، شارحةً الأثر السلبي لها والعائد على الطرفين بقولها: “عندما يعزف شاب عن الزواج فالنتيجة حتماً ستكون فتاة عانس”.

بارعة جمعة

شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري
شبح العنوسة يطارد أحلام الشباب السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى