مجتمعحوادث

سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!

سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!

 

“أب يقتل طفلته، أب يقتل أولاده وينتحر، أب يعذّب أطفاله بالكهرباء، امرأة تقتل زوجها بالاتفاق مع أولادها، أخ يقتل أخاه، ولد يقتل جدته، أم ترمي طفلتها في الشارع، شاب يقتل صديقه ويحرقه”، هذه العناوين وغيرها الكثير من أنباء الخطف والسرقات ليست وللأسف عناوين مسلسلات أو قصص نسمع عنها، بل هي باتت جزء بسيط ويسير من سيل عناوين الجرائم التي نسمع عنها يوميا في سورية.

واللافت في تلك الجرائم، وحشيتها الغير مسبوقة والتي تقشعر لها الأبدان، عدا عن نموها وزيادتها الكبيرة بشكل هستيري بعد الأزمة السورية، والتي كثيراً ما ترافقت مع ظروف اجتماعية قاهرة تسببت باضطرابات نفسية دفعت أصحابها لارتكاب الجريمة.

سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!
سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!

قد تقولون أن هذا أمر طبيعي في زمن الحروب، حيث تدفع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لاتباع سلوكيات عدوانية، لكن أنْ تزداد الجرائم والعنف إلى هذا الحد كمّا ونوعا، فهذا ما لم يكن متوقعا، و الأغرب من ذلك أن نسبة كبيرة من تلك الجرائم تحدث داخل العائلة الواحدة.

الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي “زياد غصن”، قال إن الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي سَجّلت وقوع 366 جريمة قتْل، أي ما معدّله الوسطي نحو 45 جريمة شهرياً، ونحو 157 حالة انتحار بمعدّل شهري يزيد على 19 حالة، فيما وصل عدد جرائم القتْل عام 2020 إلى حوالي 332 جريمة قتْل.

ويضيف بأنه وحسب مؤشّرات واقع الجريمة العالمي، فإن دمشق تأتي في المرتبة الـ 39 من بين مدن العالم لجهة مؤشّر الجريمة البالغ 67.9%، في حين لم يتجاوز مؤشّر الأمان فيها 32%.

سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!
سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!

كما أصدر موقع “Numbeo Crime Index” المتخصص بمؤشرات الجريمة في العالم، العام الماضي تقريراً، أكد فيه أن سورية تصدّرت قائمة الدول العربية لجهة ارتفاع معدل الجريمة، واحتلت المرتبة التاسعة عالمياً لعام 2021 على قائمة الدول الأخطر في العالم.

عتبة العنف هذه والجريمة المرتفعة في سورية، يعزوها الكثير من الأخصائيين للعامل الاقتصادي، الذي اعتبر مسبباً أساسيا لكل المظاهر السلوكية السلبية داخل المجتمع، فارتفاع نسبة الفقر شكل تربة خصبة لتنامي معدّل الجريمة، حسب قولهم، مشيرين إلى أنه عندما يفقد الناس خياراتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية، يلجؤون إلى أساليب وسلوكيات أخرى، ما يفسح الباب أمام العنف بكافة أشكاله.

سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!
سورية تدفع فاتورة الحرب وهاجس الأمان بات ضربا من الأحلام!!

ختاما نقول.. نأسف أن تدفع سورية فاتورة الحرب بهذا الشكل الكبير، ونأسف أن هاجس الأمان “الذي سلبه الإرهاب” بات ضربا من الأحلام، ونأسف أيضا أن يصبح القتل في سورية التي عرفت على الدوام ببلد الأمن والأمان، أمراً عادياً.

فالحرب التي دمّرت منازلنا وهجّرت أبناءنا، وتسببت بظروف اقتصادية عصيبة على الجميع، خلّفت تصدّعات في بنية المجتمع، وأخلّت بالمنظومة الأخلاقية بشكل كبير، وكانت دافعاً لازدياد الجرائم، فهل سنكون أمام معدلات أكبر بالجريمة بعد ارتفاع الأسعار اللا مسبوق والفقر المدقع الذي وصله الجميع.. هذا ما بتنا نخشاه جميعا!!

كليك نيوز

اقرأ أيضاً: الغذاء أساس أمن المجتمعات واستقرارها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى