مقالات

بين الأتمتة والتوطين وسوء التطبيق.. رغيف الخبز إلى أين؟؟!

بين الأتمتة والتوطين وسوء التطبيق.. رغيف الخبز إلى أين؟؟!

 

“صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تأكل، وكول لتشبع”، من المؤكد أن ما قاله أجدادنا القدامى في زمن بعيد من حكم لم يكن عن عبث أو سوء تقدير للمعنى أو دلالات هذه الكلمات بكل زوايا وأبعاد تفكير المتلقي لها، رغم أنهم لم يدرسو السياسة أو الاقتصاد أو علوم الإدارة، لكنهم نجحوا في تقريب معادلات بات من الصعب اليوم لدى الكثير من أصحاب القرار الوصول لها أو فهمها أو تطبيقها على أرض الواقع.

فالمحاولات بائسة ومعدومة النتائج، لا بل “تزيد الطين بلة” كما يقال، فالصمت أحياناً خير من الكلام، كما أن لاستثمار الأزمات وتوظيفها كحجج لتبرير الفشل وانتقاص قيمة المواطن عبرها لم يعد مبرراً أو مقبولاً، فما وصلنا إليه لم يكن من نتائج الحرب بل من تراكمات الخلل الإداري الذي يقود بطبيعة الحال إلى تعاظم حلقات الفساد وانتشارها دون رقابة أو رادع لا أخلاقي أو مهني.

رغيف الخبز
رغيف الخبز

حملات فيسبوكية

اليوم باتت شبكات التواصل العنكبوتية أداة سامة وحادة لنشر وتزييف ما لم يستطع الواقع إغفاله أو التغاضي عنه، واللجوء لأعذار أقبح من الذنب ذاته لم تعد تجدِ.

ولعل ما يعيشه مجتمعنا من مخلفات لم تكن بذمة الحرب فقط، بل بعهدة أفراد استثمروا بها مشرعين كل ما يصدر عنهم من أفعال قبيحة رمت بسهامها مكامن ضعف مجتمع لم يعد قادراً على تقبل أي من هذه الأكاذيب.

فلم يعد هناك المزيد من السقوط فقد وصلنا إلى القاع، نعم صدقت إحدى تعليقات الفيسبوك في توصيف الواقع، لا بل جردته من كل الأقاويل التي تجمله، فمن رأى في بيئة الجريمة تربة خصبة لتبرير فشله لم يعد خافياً عليه فعل أي شيء، فكما عهدنا كل ما سبق من جرائم بحق الانسانية بدءاً من رغيف الخبز ووصولاً إلى قتل النفس كان المسوق الأول لها هذه الساحة الافتراضية.

رغيف الخبز
رغيف الخبز

اكذب حتى يصدقك الآخرون

نعم ما قاله علماء النفس في تحليل صفات القائم بفعل الكذب، هو التفسير المنطقي لما وصلت إليه أحوالنا، لا بل أصبح منهجاً لكثير من أصحاب القرار، فالنفي يعني الإثبات، لعل قواعد اللغة العربية تغيرت أيضاً أو أننا لم نعد نفهم ما يقال أو نعي ما نسمع، لكن ما ليس بالإمكان نفيه هو الحقيقة التي باتت واضحة وجلية للجميع، حقيقة أن الفشل بلغ أعلى مستوياته وبالأدلة الملموسة، فما أغفلناه سابقاً وتعايشنا معه بدءاً من جودة رغيف الخبز ووصولاً إلى معاناة الحصول عليه لم يعد بالإمكان تقبله اليوم، فالمشكلة ليست بتوفر المادة بل بإدارة الموارد وتأمين وصولها لأصحابها.

فمن نصدق اليوم، القانون أم من يطبقه أم المواطن الذي أنهى يومه بربطة خبز يتيمة، لا تسد رمق عائلة ولا تغني من جوع، من يبرر هذه العراكات على لقمة العيش، وهل من الطبيعي أن أقضي ساعات طويلة وبشكل يومي لانتظار ربطة خبز؟؟! ومن المسؤول عن معاناة و تجويع آلاف الأسر؟؟!

رغيف الخبز
رغيف الخبز

الشيء بالشيء يذكر

في خضم البلبلة التي يعيشها رغيف الخبز منذ مدة ليست بقليلة، نستذكر قليلاً مراحل التطبيق التي أقل ما يقال عنها بأنها حقل تجارب، كانت المبررات آنذاك بأن الفشل في منطقة لا يبرر الفشل بمنطقة أخرى، فيما كان الاستمرار بهذا الفشل هو الفشل بعينه.

واليوم أقل ما يقال عن هذه المحاولات القديمة المتجددة بالنفي والاثبات ماهي إلا محاولات يائسة، ليبقى القول الفصل للتطبيق الفعلي على أرض الواقع، والالتفاف والتقليل من أهمية القيام بتخفيف مخصصات المواطنين ضمن فئات محددة بمثابة تمهيد لتخفيض مخصصات باقي الفئات؟! وما دلالة هذا التخفيض، وسط التأكيدات الحكومية من وفرة الاحتياطي من مادة الطحين؟؟!

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضًا: إضافةً للحوم.. البيض والفروج يدخلون سباق الغلاء في اللاذقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى