اقتصاد

“خميس الحلاوة” في حمص.. تقليد خاص تأثر بالظروف المادية أيضاً

“خميس الحلاوة” في حمص.. تقليد خاص تأثر بالظروف المادية أيضاً

 

“خميس الحلاوة” أو “خميس الأموات” هو تقليد سنوي تفرد به أهالي مدينة حمص عن غيرهم من المدن السورية، وواظبوا عليه منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا، حيث يتوجه فيه سكان المدينة لزيارة موتاهم.

إلا أن فرحة هذا العيد تراجعت بشكل واضح تزامناً مع ضعف القوة المالية للسكان، فلم يعد يحمل “خميس الحلاوة” هذا العام، البهجة نفسها التي اعتاد عليها أهالي المدينة منذ سنوات مضت.

اقرأ أيضاً: مشروبات رمضان في حمص.. غلاء في الأسعار وتراجع في الطلب

فالوضع الإقتصادي الصعب، فرض على سكان المدينة واقعاً جديداً، حتم عليهم التقنين في إنفاق المال والاقتصاد في ذلك قدر الإمكان، كما قال فادي لـ “كليك نيوز”، وهو صاحب محل لبيع الحلويات في حي العباسية بمدينة حمص.

9 33

وأضاف في حديثه “حدّ ضعف القوة الشرائية من مظاهر هذا الاحتفال السنوي بشكل كبير، بعد أن اعتدنا البيع بكميات كبيرة، مع قيام الجيران في حمص بإهداء الحلاوة لبعضهم البعض وخاصة للعائلات الفقيرة منهم”.

اقرأ أيضاً: ضعف القوة الشرائية يغيّب الفروج عن الموائد الرمضانية في حمص

وعن الفرق حالياً عما مضى، أشار “فادي” إلى أن “الوضع اختلف جذرياً، فقد كانت الأسواق تضج بعمليات شراء الحلاوة الخبزية الحمصية تحضيراً لقدوم العيد، وامتلاء الأرصفة بعشرات الطاولات التي تحمل مختلف أصناف الحلويات لاسيما “البشمينة”.

وعن تاريخ هذه المناسبة، بين “أبو علي” (من سكان حي المهاجرين) أنه “يعود لمئات السنين منذ الاحتلال العثماني، حيث كان الناس يقومون بزيارة القبور بعد توزيعهم للحلوى على الناس؛ لذا سمي “خميس الأموات” ومازالت حمص تحتفظ وتتميز بهذا الخميس الخاص بها دون غيرها”.

اقرأ أيضاً: حلويات رمضان في حمص “الغائب الحاضر” على المائدة

وتابع الرجل الستيني “ما يميز هذا العيد هو طريقة صنع الحلويات، حيث يعمد الصنّاع في هذا العيد على الابتكار بأشكال وألوان حلوياتهم، فمنها ما يأتي على شكل هرم ملون بطبقات من الزهري والأبيض، وهذا النوع هو الأكثر انتشاراً والأقل تكلفة”.

10 19

وعدّد “أبو علي” بعض الأصناف المرغوبة بكثرة في هذا العيد، ومنها ما يعرف بـ “البشمينة” وتأتي على شكل مكعبات مصنوعة من الطحين والسمن والسكر، والسمسمية فهي أقرب إلى البسكويت إلا أنها مغطاة بالكامل بالسمسم.

بدوره، قال “حسام” (من سكان حي السبيل) إن “كميات الشراء تراجعت بشكل كبير مع ارتفاع أسعار الحلويات، حيث بلغ سعر كيلو الحلاوة السكرية نحو 20 ألف ليرة، و”البشمينة” 16 ألف، والغريبة 13 ألف، مع دخل شهري محدود تسبب بتراجع الشراء والبهجة معاً.

عمار ابراهيم – كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى