تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تصل الى الرياضة.. هل تستثمر روسيا ورقة جوكر الحظر لصالحها!
طبول الحرب التي أعلنتها روسيا حماية لأمنها القومي، تقرع على الجبهة الأوكرانية، بينما البطاقة الحمراء تشهر في وجه رياضاتها بتوصية من اللجنة الأولمبية الدولية لجميع الاتحادات المنضوية تحت مظلتها في أصقاع العالم، مما يؤكد بأن السياسة لم ولن تنفصل عن أي نشاط من أي نوع قائم على وجه المعمورة ومن بينه الرياضة، كما ازدواجية معايير المجتمع الدولي المنقاد أمريكيا وتصنيفاته الرياضية، الذي تغاضى عن فظائع ومجازر الكيان الصهيوني الغاصب ضد الشعب الفلسطيني دون أن يرف له جفن أو ردة فعل مماثلة، وأدخل الرياضة الروسية في عزلة كروية ورياضية تامة، عززها إعلان الاتحاد الدولي للجودو يوم الأحد الفائت إيقاف رئيسه الشرفي وسفيره الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، كما سحبت اللجنة الأولمبية الدولية وسام الاستحقاق الأولمبي الممنوح لبوتين بسبب ما وصفه المكتب التنفيذي لها الانتهاك الخطير جداً للهدنة الأولمبية والانتهاكات الأخرى للميثاق الأولمبي من قبل الحكومة الروسية في الماضي، ليتخذ قرار بسحب الوسام من جميع الأشخاص الذين يشغلون مناصب مهمة في حكومة الاتحاد الروسي، وذلك يأتي كورقة ضغط “جوكر” في ظل استمرار الصراع العسكري في أوكرانيا وحرب القوات الروسية عليها.
وفي السياق، أوصت اللجنة الأولمبية الدولية وبداعي ” حماية نزاهة المسابقات الرياضية العالمية ومن أجل سلامة جميع المشاركين، الاتحادات الرياضية الدولية ومنظمي الأحداث الرياضية بعدم دعوة أو السماح بمشاركة الرياضيين والمسؤولين الروس والبيلاروس في المسابقات الدولية”.
إقرأ أيضاً : منتخبنا السلوي يخسر أمام إيران في تصفيات كأس العالم
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السباق في مسايرة توصيات الأولمبية الدولية، بشن الحرب الرياضية على روسيا باستبعادها من كأس العالم للعبة الإثنين، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها “حتى إشعار آخر” وذلك في بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا).
وتضمن البيان المشترك أن “كرة القدم متضامنة ومساندة كليا لجميع الأشخاص المصابين في أوكرانيا و يأمل الرئيسان (لفيفا وويفا) في أن يتحسن الوضع في أوكرانيا بطريقة جدية وسريعة من أجل أن تكون كرة القدم مجددا عامل وحدة وسلام بين الشعوب”.
وبناء على ذلك القرار، لن يتمكن منتخب روسيا من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، علما بأنه كان سيستضيف الأخيرة في 24 آذار الجاري، كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضا من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنكلترا في تموز المقبل، إلى جانب ذلك، تم إقصاء نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، وتحديدا من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
ولم يتوقف الأمر عند الجانب تجميد المشاركات التنافسية، وانسحب على جانب الرعاية الاستثمارية إذ أعلن ويفا أيضا فض شراكته “بمفعول فوري” مع عملاق الغاز الروسي “غازبروم”، أحد رعاته الرئيسيين منذ 2012. وقدرت قيمة العقد بـ 40 مليون يورو سنويا، وكانت تغطي تكاليف دوري أبطال أوروبا والمسابقات الدولية التي ينظمها ويفا، إضافة إلى كأس أمم أوروبا التي تستضيفها ألمانيا في 2024، كما انسحب نادي مانشستر يونايتد من عقد رعاية مع الخطوط الجوية الروسية “إيرو فلوت”.
ونسجت فورمولا 1 على نفس المنوال، بإلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى للسيارات للعام الحالي، الذي كان مقرراً إقامته في حلبة سوتشي المطلة على البحر الأسود في 25 من أيلول المقبل، وسحب الاتحاد الدولي للكرة الطائرة من روسيا تنظيمها لكأس العالم 2022، المقرر إقامته في الفترة من آب وحتى أيلول المقبل.
إقرأ أيضاً : رجال نسور قاسيون بكرة السلة يفوزون على البحرين في تصفيات كأس العالم
من جانبها روسيا انتقدت القرارات واصفة إياها بـ “التمييزية”، وقال الاتحاد الروسي لكرة القدم في بيان إن القرارات “ذات طابع تمييزي واضح، ويضر بعدد كبير من الرياضيين والمدربين وموظفي الأندية والمنتخبات الوطنية، والأهم من ذلك، بالملايين من المشجعين الروس والأجانب الذين يجب أن تحمي المنظمات الرياضية الدولية مصالحهم في المقام الأول”.
وستقوم روسيا باستئناف قرارات الحظر الرياضي عليها، والاحتكام للمحكمة الرياضية الدولية في حال عدم الاستجابة، بينما يتهكم مراقبون بتساؤلات عن موقف اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية والمنتخبات التي ستواجهها في مختلف الاستحقاقات في حال، انتصار روسيا بالحرب الرياضية القائمة ضدها، وهل سيكون لذلك مفعول عكسي لتحقق المنتخبات الروسية الفوز وتقف على منصات التتويج بلا معترك تنافسي، في حال أصرت المنتخبات التي اعلنت رفضها للعب أمام الخصم الروسي على موقفها؟!