مجتمعخدميمحلي

تجمع المليارات لمواجهة مشاكل ضخ المياه.. حملة “سقيا” تصل عدة مدن في درعا

تجمع المليارات لمواجهة مشاكل ضخ المياه.. حملة “سقيا” تصل عدة مدن في درعا

 

أرخت مشكلة شح المياه في عشرات البلدات والمدن بدرعا بظلالها على السكان نتيجة تراجع التغذية الكهربائية لمحطات الضخ وانقطاعها المتكرر، حتى ضمن الخطوط الذهبية المعفاة من التقنين، فضلاً عن عدم توفر المازوت وارتفاع أسعاره الى حدود غير معقولة في السوق السوداء.

إذ بلغ سعر الليتر نحو 9000 ليرة وهو ما يعني أعباء مالية إضافية لتشغيل مولدات الديزل المشغلة لمحطات الضخ، ما تسبب بتباعد أدوار ضخ المياه في بعض المناطق لتصل الى 10 أيام، وبعضها وصل الى 15 يوماً، وهو ما زاد من الأعباء على كاهل المواطن في الاعتماد على مياه صهاريج القطاع الخاص والتي ارتفعت بدورها الى 12 ألف ليرة للمتر المكعب الواحد، وتحكم أصحاب الصهاريج بالمواطنين أي أن المياه دخلت هي الأخرى إلى السوق السوداء.

هذه الأسباب مجتمعة دفعت لجان المجتمع المحلي في عشرات البلدات والمدن في ريف درعا لإطلاق حملات “سقيا” لجمع الأموال، بهدف تركيب منظومات طاقة شمسية لمحطات الضخ وحفر آبار جديدة لدعم الوارد المائي في الريف.

المدن التي وصلتها الحملة

أثمرت هذه الحملات في كل من داعل وأبطع والشيخ مسكين بالريف الشمالي الأوسط، والكرك الشرقي والغارية الغربية بالريف الشرقي عن جمع مليارات الليرات، حيث توافد الأهالي في هذه المدن والبلدات للتبرع بأموالهم، كما لم يكن أبناء درعا المغتربين بعيدين عن تقديم الدعم العيني لصالح مشاريع المياه.

الأموال التي جمعت

تجاوزت التبرعات في بلدة الكرك الشرقي حد الملياري ليرة، كما أن التبرعات في الغارية الغربية وصلت إلى أعتاب المليار، ولازال الباب مفتوحاً أمام من يرغب بالتبرع، وفي بلدة أبطع تجاوزت المليار ونصف المليار، وداعل بلغت أعتاب المليار والـ 700 مليون، وكذلك بلدة الشيخ المسكين التي لازالت تجمع التبرعات التي شارفت بدورها للوصول إلى المليارين، وبعد هذه الحملات تداعت عشرات البلدات في كافة أرياف درعا للتبرع لصالح مشاريع المياه بالدرجة الأولى وبعضها لازال في خطواته الاولى.

رؤساء المدن يوضحون آلية العمل

رئيس مجلس مدينة الكرك الشرقي “وائل الظاهر” صاحبة الرصيد الأعلى بالتبرعات قال لـ “كليك نيوز” أن المدينة هبت بصغارها وكبارها وبأبنائها المغتربين لجمع الأموال، مشيراً أن المدينة ستخصص الجزء الأكبر لتشغيل آبار المياه فيها، وصيانة شبكة مياه الشرب، وكذلك تركيب منظومة طاقة شمسية لصالح المستوصف الصحي، موضحاً أنه في حال بقي من التبرعات أموال سيتم تحويلها لصالح إنارة الطرقات وصيانتها.

50

وحول الإجراءات التي تم اتباعها في جمع الأموال، قال الظاهر أنه “تم تنظيم ايصالات رسمية تسلم على نسختين الاولى للمتبرع والثانية تبقى لدى لجنة التبرع وممهورة بختم مجلس المدينة”

من جانبه قال “عادل الياسين” رئيس بلدية “الغارية الغربية” لموقع “كليك نيوز”، “أن البلدة جمعت نحو مليار ليرة حتى الآن لصالح تشغيل مشاريع المياه بالطاقة الشمسية”، لافتاً إلى أن “السكان يعانون من نقص المياه نتيجة التقنين الشديد في الكهرباء وحتى أثناء فترات الوصل تتعرض للانقطاعات الكثيرة، وبالتالي لا يمكن استمرار الضخ بحيث يحصل السكان على احتياجاتهم من المياه”.

وأشار “الياسين”، إلى أن “الحملة أسفرت عن جمع مليار ليرة، وتم البدء بتجهيز قواعد للألواح الشمسية تمهيداً لتركيبها”.

51

وفي داعل، أوضح “رياض البرغوث” رئيس مجلس مدينة داعل “أن المدينة جمعت المليار و700 مليون لصالح عدة مشاريع” موضحاً “أن التبرعات فيها تمكنت من تشغيل مقسم الانترنت فضلاً عن التوجه لتشغيل ١٤بئر بالطاقة الشمسية ليشرب السكان وتركيب إنارة شمسية في الجزيرة الوسطية في المدينة بطول خمسة كيلو مترات ونصف”.

52

وفي الشيخ مسكين بين “شادي الحسين” رئيس مجلس المدينة “أن السكان لبو نداء الحملة ودخلوا في المليار الثانية لصالح تشغيل آبار المياه بالطاقة البديلة كما أن الحملة ستخصص جزءاً من الأموال لصالح رعاية الأيتام والمحتاجين”.

53

وفي بلدة أبطع التي جمعت نحو مليار ونصف المليار، بين “موسى قطيفان” رئيس المجلس البلدي فيها أن السكان تبرعوا عينياً ومالياً”، موضحاً أن “نحو نصف مليار ليرة جاءت على شكل تجهيزات من مغتربين في كل من الإمارات والكويت، أما المليار فقد تبرع فيها سكان البلدة”.

54

 

وجهة نظر منسقي الحملة

منسقو حملات التبرع في هذه المدن والبلدات، أكدوا أن السكان بعد إطلاق حملات “سقيا” التي تهدف لتوفير المياه لهم لم يتوانوا عن التبرع بكل ما لديهم وتوافد الفقراء قبل الأغنياء للتبرع بأموالهم في مشهد يعكس إدراكهم لواقع مرير نتيجة الحصار وقلة الإمكانيات فضلاً عن سوء واقع الكهرباء.

ويرى منسقو الحملات أن ما تم جمعه من أموال لصالح إرواء السكان سينعكس ايجاباً على واقع الخدمات المتردية خلال أيام فقط، حيث سيلمس السكان تحسناً واضحاً في المياه.

ماذا عن مؤسسة مياه درعا؟

مؤسسة مياه درعا على لسان معاون مديرها المهندس “أسامة القادري”، أوضح ان هذه “المبادرات تعكس عمق الشعور المجتمعي بحجم المعاناة من نقص موارد الطاقة لتشغيل محطات الضخ بسبب ما تعانيه سورية من حصار اقتصادي جائر”، لافتاً الى “أن المؤسسة تعاونت مع عدد من المنظمات الأهلية والدولية لتنفيذ مشاريع طاقة بديلة لصالح آبار المياه، إلا أن ذلك غير كاف فعدد الآبار التي تم تشغيلها بالطاقة البديلة على مستوى المحافظة بلغ ٧٠ بئر منذ عام ٢٠١٨ حتى الآن، في حين أن عدد الآبار الكلي يبلغ نحو 350 بئر في عموم المحافظة”.

ولفت الى أن “الكلف التأسيسية للطاقة البديلة عالية جداً وتحتاج لموازنات كبيرة والمؤسسة وحدها غير قادرة على تنفيذ هذه المشاريع”، موجهاً الشكر للسكان الذين تبرعوا بأموالهم رغم كل ما يعانيه السوريين من أزمات اقتصادية، مؤكداً أن أبناء محافظة درعا على قدر عال من المسؤولية”.

وكان قطاع المياه في درعا من أوائل القطاعات التي تأثرت بالحرب وتداعيتها حيث خرجت عشرات محطات الضخ ومشاريع الإرواء عن الخدمة، فضلاً عن السرقات بالجملة التي تعرضت لها هذه المشاريع، إذ قدرت مؤسسة مياه درعا خسائر القطاع نهاية عام ٢٠١٨، بأكثر من ثلاث مليارات ليرة، ما بين تجهيزات ميكانيكية وبنى تحتية وتمكنت بالتعاون مع المنظمات الدولية من إعادة عدة منشآت للخدمة إلا أن ذلك لم يكن كافياً في ظل المشهد الاقتصادي الحالي، والحصار الغربي على سورية، ونقص المحروقات اللازمة لتشغيل المشاريع وهو ما دفع بالمجتمع الأهلي للتحرك لإيجاد حلول مستدامة تسهم في عودة مشاريع المياه للعمل.

درعا – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: “سقيا رحمة”.. مبادرة مجتمعية لتحسين الواقع الخدمي في الشيخ مسكين بدرعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى