مقالات

المركز الوطني للمتميزين يولد من جديد…

المركز الوطني للمتميزين يولد من جديد…

 

لم يكد يهنأ “البلد” بإنجاز المركز الوطني للمتميزين ليكون صرحاً علمياً عالي المستوى بمناهجه وكوادره التدريسية وطلبته الذين اختيروا وفق أحدث المعايير والسبور العلمية إبان إعلان انطلاقته عام 2009 بحضور السيد الرئيس بشار الأسد إيذاناً بدخولنا مضمار مرحلة تعليمية غير تقليدية تحاكي تجارب الدول المتقدمة في صناعة جيل ممسك بناصية العلوم الحديثة ويواكبها ويوظفها للتعاطي مع علوم العصر والتقانة الحديثة بكل أشكالها للنهوض بالمجتمع وتطويره ودفع عجلة الإنماء والتحديث في كل الميادين.

وحقيقة فقد أنفقت الدولة لإحداث المركز سابقاً وراهناً الأموال الطائلة وأوفدت للخارج عدداً من الأساتذة للاستفادة من تجارب الدول واستقدمت الخبراء للتعليم والتدريب داخل المركز، وسخرت جُلّ اهتمامها لولادة المركز الوطني للمتميزين وجعله واقعاً وحقيقة ليكون منبراً علمياً وتعليمياً متقدماً وفريداً ولكن.

لكن الإرهاب الأسود المجرم وضعه على رأس أولويات بنك أهدافه مطلع العام 2012 أي بعد أقل من أربعة سنوات على بدء انطلاقته، فدمّر وحطّم وحرق ونهب ظناّ منه أنه سيوْئِد ويُطْفئ شعلته ومنارته واستبدالها بفكره الوهابي التكفيري الظلامي الشيطاني.

ليبدأ المركز الوطني للمتميزين وطلبته ومدرسيه وإدارييه رحلة من نوع آخر، رحلة التحدي والمواجهة والإصرار على البقاء والصمود والمضي في مشوار العلم رغم كل المخاطر والعقبات، ليحل ضيفاً، على جامعة القلمون في دير عطية أول الأمر، ثم مدارس مدينة طرطوس، ليستقر أخيراً في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية بدون أن تتوقف العملية التدريسية لحظة واحدة ومتابعة قبول واختيار طلبة الأول الثانوي في الموعد السنوي المعتاد.

وبعد عشر سنوات متواصلات عاد الطائر “المهاجر” لبيته وعشه الذي هُجِّر منه قسراً بعد ترميمه وتأهيله وتجهيزه من جديد رغم ظروف الحصار وحرب التجويع التي تشن على السوريين.

المركز الوطني للمتميزين
المركز الوطني للمتميزين

لقد عاد “المركز” لمركزه الرئيسي في مدينة حمص “العدية” مُشْرِعاً أبوابه للعلم والأمل والعمل بحضور السيد الرئيس بشار الأسد مرة جديدة في خطوة قوية الدلالات والوضوح ليستكمل مشروعه التعليمي بزخم أكبر.

لا شك أن الأنظار اليوم تتجه نحو عودة المركز الوطني للمتميزين لبيته الأساسي وما سينتجه ويقدمه من خامات علمية شابة واعدة.

وأن حضور “الرئيس” شخصياً لفعاليات احتفالية تلك العودة سيعطيه دفعاً ودعماً قوياً نحو الأمام من المفروض أن تسهم بتذليل العقبات المحتملة وإزالة المطبات، وأن يفتح لخريجيه آمالاً أوسع وأرحب وفرصاً أفضل لمتابعة تحصيلهم العلمي في الداخل والخارج.

وعلى طلبتنا وكوادرنا التدريسية والإدارية أن يعوا ويدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتحدي الكبير الذي ينتظرهم والآمال المعلقة على أعمالهم وعلى الجميع أن يتلقفوا الفرصة ويحسنوا استثمارها والاستفادة منها ليكون المركز بحجم شعاره “التميز مسؤولية أنت قدها”.

وائل علي – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: أفكار ليست متخصصة..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى