مجتمعمحلي
أخر الأخبار

“الكليجة” سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!

“الكليجة” سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!

 

حركة تبضع خجولة للعيد بدير الزور، الأوضاع المعيشيّة الضاغطة نتيجة الأزمة تخنقه، بهذه الكلمات اختصر “محمد عنتر” واقع الأهالي قبالة عيد الأضحى الذي يصدف يوم السبت القادم.

عيدٌ بأي حال

 

“عنتر” أشار في حديثه لـ “كليك نيوز” أن متطلبات العيد من ألبسة وأحذية لا تُقارب، فالأسعار تبقى دون القدرة الشرائية للمواطنين.

فيما أكد “رمضان الهميش” أنه اكتفى لأولاده بألبسة عيد الفطر، فمجموع احتياجاتهم لو تم شراء الجديد منها لا تقل عن 500 ألف ليرة، مع ضغط الصرفيات باللجوء للشراء من الألبسة أو الأحذية بمتوسط النوعيّة منها، فعائلته مؤلفة من 5 أفراد، وكموظف حكومي لا يستطيع تأمين مبالغ تكفي إن أراد الشراء.

كلفت عملية الشراء فقط للألبسة والأحذية 300 ألف ليرة بالنسبة لـ “محمود العلي”، ” الأغلبية اكتفوا باللباس القديم الذي اشتروه فترة عيد الفطر، بل وهم اعتادوا التأقلم في ظل الظروف المُعاشة الآن”.

لم تكن أيضاً حركة شراء الأضاحي كما السابق، فقط كانت لمن استطاع إليها مالياً، الأغنام من كِباشٌ ونعاجْ وخِرافْ على قوائمها، وغابت الأبقار وعجولها وهي من كانت تُذبح بكثرة في أرياف المحافظة كون توزيعها يشمل أعداد كبيرة من الأسر، أقارب ومعارف، واللافت أنّ الأضاحي جاءت في أكثريتها من مغتربين.

هذا وجاءت أسعارها للكبش الكبير 1,5 مليون ليرة، وللخروف متوسط الحجم 600 ألف ليرة، والأصغر 400 ألفاً.

"الكليجة" سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!
“الكليجة” سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!

عادات باقية

 

ارتفعت أسعار حلويات “الكليجة ” إلى 10 آلاف ليرة سوريّة، وهذا النوع هو الغالب، إذ تشتهر به دير الزور، ودوماً يأتي على رأس قائمة ضيافات العيد، وكانت حسب الباحث في التراث “غسان الخفاجي” تُصنّع في التنانير، وهي عبارة عن أقراص من عجين الطحين، مربعة أو مستطيلة الشكل بأحجام صغيرة، تُحشى بالتمر، أو المكسرات، يستعمل لها السمنة العربيّة وتدهن بالبيض، بقي الأهالي محافظين عليها في أعيادهم، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

كما أسلفنا كانت تُعد في التنانير المنزليّة، لاحقاً باتت لها محال خاصة كنوع من الحلويات، ضيافة العيد كانت تشكيلة من أنواع البسكوت، إلى جانب الفواكه والعصائر، يذهب الرجال والشباب ومن يرغب من الصغار لصلاة العيد، فيما النساء يبدأن أعمال التنظيف وتحضير المنازل لاستقبال المباركين بالعيد.

اقرأ أيضاً .. مواطنون يسترقون فرحة العيد.. الأسعار تكوي القلوب قبل الجيوب

لايزال بيت الجد هو الحاضن لجلسات الأعياد، في دير الزور يُسمى الأضحى بالعيد الكبير، وأيضاً بيت الجد يأخذ هذا الاسم، ففيه يجتمع الأخوة والأخوات وأولادهم، ويتوافد الأقارب والمعارف إليه.

كان نهر الفرات وضفافه ومطاعمه التي تُسمى “جراديق” أحد أبرز الأمكنة التي تقصدها الأسر الديرية بفترة العيد.
النهر للسباحة فيه، حين يأتي يتصادف مجيئه وفصل الصيف الحار، هناك من يسبح، ومن يصطاد السمك، أو من يستقل القوارب الصغيرة في رحلة نهرية ما بين الجسرين، المعلق التاريخي، وجسر “حطلة”، ويبقى لحويجة “صكر” أجواءها المنعشة.

الحويجة هي التسمية المحليّة للجزيرة التي تتوسط نهر الفرات، أغلب الأسر كانت تأتي “الكورنيش” قُبيل الغروب، وهناك تتم عمليات إعداد المشاوي للأكل، الظروف غيبت عادات وتقاليد كثيرة في العيد، لكن بقي بعضها ولا تزال الأسر تُحافظ عليه.

لايزال هنالك من يقوم بتحضير “الكليجة” منزلياً، أيضاً تخصيص الأضاحي للجيران والمعارف، ومع عودة التعافي للمحافظة، فإنّ الأمكنة التي كانت تُقصد على نهر الفرات عاد بعضها، وجارٍ العمل على تأهيل أخرى”.

"الكليجة" سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!
“الكليجة” سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!

حوالات خفيفة

 

تعتمد أسر كثيرة على ما يصلها من ذويها المغتربين كحوالات لتدبر الأمور المعيشيّة ومتطلباتها، في جولة لـ “كليك نيوز” على مكاتب شركاتها لم نلاحظ وجود الاكتظاظ المعهود، والذي يستمر لأيام عدة بحكم حجم التحويلات الماليّة الكبير، وكانت تلك المكاتب تضطر لتمديد دوام عملها حتى ساعات متأخرة من الليل لغرض تقبيض الحوالات.

هذا العيد بدا الأمر اعتيادياً، مقارنةً بأيام أعياد سابقة، لاسيما قُبيل عيد الفطر، أو أعياد رأس السنة، وقبيل دخول شهر رمضان، لا إحصائيات لمبالغ التحويل، لكنّ أستاذاً بكلية الاقتصاد في جامعة الفرات أشار إلى أنّ نسبة المستفيدين منها لا تقل 70 % من الأسر، وهي كما المحافظات الأخرى تُشكل عائداً معيشياً هاماً للأهالي.

"الكليجة" سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!
“الكليجة” سيدة ضيافته.. لباسه عالسابق وأضاحيه مرتفعة.. عيد دير الزور مخنوق!!

دير الزور – عثمان خلف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى