مجتمعمحلي

الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف

الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف

 

لا تظن أن غيرك سيكون مسؤولاً عن حياتك مثل نفسك حتى لو كان منك قريباً، ولا تضع توقعات مثالية تجاه الآخرين حتى لو أقنعوك بكلامهم فقد تحبط لاحقاً وتندم، بعضٌ من الوصايا التي وصلت لها ميادين الصحة الخاصة بالفرد والمجتمع، والتي باتت اليوم محط اهتمام الكثير من رواد البحوث والدراسات الاجتماعية حول مخاطر الجنوح لسلوكيات أقرب للمرض النفسي أو الدخول ضمن حالة من اللافهم لمجريات الواقع السلبي المحيط بنا من كل اتجاه.

حيث لا يمكنك تطوير حياتك وأنت باقٍ في مكانك.. قرر أن تأخذ الخطوة الأولى في تغيير واقعك.. هي دعوة للنهوض من جديد والاقدام بقوة نحو الأشياء المحببة لك، والتي ستجني ثمارها بكل تأكيد فيما لو أحسنت العمل بها، وكم منا اليوم هو الأحوج لهذا النهج السليم في الخروج من دائرة أزماته الشخصية لمواجهة محيطة المأزوم.

الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف
الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف

إذاً من هنا انطلق علم النفس في توجيه الفرد لما ينبغي عليه أن يكون واقعه، نافياً في الوقت ذاته احتمالات الفشل المتعلقة بالشخص نفسه فيما لو تراجع عن رغبته بالتطوير والنجاح.

واليوم ستجد الكثير ممن يلومون واقعهم المتمسكين بحبال اليأس من عوامل خارجية أثرت في تقبلهم لما هو عليه واقع الحال، آخذين به إلى حيث لا مكان للحلول أو القبول بواقعهم، والتي وصفها علم الصحة النفسية بخانة الأمراض النفسية المجتمعية بآن معاً، لإمكانية الأخذ بها لاحتمالات أخرى أكثر إيجابية لو نظرنا من زاوية الحلول لا الشكوى.

فالمقارنة باتت هزيمة، والرضوخ لواقع الحال ضعف في قانون الصحة النفسية، والهروب من الواقع لاتجاهات أسوأ هو الاجرام بعينه، ليبقى التمسك ببراثن الماضي عجزاً عن التقدم والتعلم من العثرات، لتغدو اليوم الصحة النفسية أمام هذه المعادلات المحرك الأول لقدرات الفرد والمحفز الأكبر له لمواجهة واقعة الصعب، وممارسة عمله بشكل يسمح بالبناء لا الهدم.

الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف
الصحة النفسية والمجتمع.. تهم باطلة تكرس العجز وتنمي ثقافة الخوف

وفي العودة لأهمية هذا المجال وقدرته على تخفيف أوجاع الكثير، تبرز اليوم ضرورة العمل على توسيع شريحة العاملين ونشر ثقافة العلاج واللجوء للمختصين، ممن وصلت أعدادهم اليوم قرابة 1500 اختصاصي عضوي، جعلوا من قدرتهم على رأب الصدع لدى الكثيرين وسيلة للنهوض بما يقارب 54397 مريضاً أي بنسبة 39.73 %، بتحويلهم من متاهات الضياع لعتبات التقدم.

ولايزال البعض رغم كل هذه الدلائل الملموسة على أهمية هذا العمل، وضرورة التوجه إليه ضمن خطة تقليل المعاناة ورفع الصحة النفسية العقلية والرفاه النفسي الاجتماعي، إلى أنه صعب التطبيق، في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة تعد تربة خصبة لنشوء أمراض نفسية كثيرة، ترجمها اليوم سلوك الكثير ممن امتهنوا أعمال القتل والخطف والسرقة والادمان والتعنيف أيضاً، ليبقى رقم المليار شخص حول العالم كإحصائية للمضطربين نفسياً ما هو إلا تأكيد لعمق تأصل هذه الظاهرة، فيما تشير إحصائيات اليوم عن وجود مليون شخص ضمن هذه الحالة خلال السنوات العشر الأخيرة، عدا عن 126 ألف حالة مرض نفسي غير مفسر طبياً..

واليوم لا يسعنا الحديث سوى بطرح التساؤلات عن مصير هؤلاء المرضى أمام الرفض التام لمبدأ الاعتراف به؟ وهل ستبقى ثقافة الصحة النفسية رهن المصحات النفسية والتفسير الخاطئ للعاملين بها؟!

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: ما علاقة مستحضرات التجميل بسرطان الثدي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى