أخبار كليكسياسي

السعودية تركب موجة التطبيع مع سورية.. مصادر تكشف موعد وصول بن فرحان إلى دمشق

السعودية تركب موجة التطبيع مع سورية.. مصادر تكشف موعد وصول بن فرحان إلى دمشق

 

بعد الحديث عن قرب افتتاح السفارة السعودية في سورية، كشفت مصادر سورية مطلعة “الموعد المرجح” لزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق.

وقالت المصادر لوكالة “سبوتنيك” الروسية ” أن اللقاءات بين الوفود من السعودية وسورية تجرى منذ نحو قرابة عام.”

ووفق المصادر السورية، فإن الموعد المقرر الذي تجرى بشأنه الترتيبات، لزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق، سيكون عقب عيد الفطر، “دون تحديد التاريخ الدقيق للزيارة”.

ورجحت المصادر، افتتاح القنصليات خلال شهر رمضان الحالي، عقب الانتهاء من الترتيبات اللازمة.

وبحسب المصادر، فإن “اللقاءات التي جرت كانت على المستوى الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي، حيث زارت وفود سورية الرياض، كما حلت وفود سعودية في دمشق، إلى جانب بعض اللقاءات التي جرت خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات في وقت سابق بين الجانبين.”

وحول ما إن كانت هناك زيارات مرتقبة للرئيس بشار الأسد إلى الرياض، أو زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دمشق قالت المصادر: “كل شيء وارد، الأمور تتسارع، وهناك تفاهمات أخوية”.

إلى ذلك، علّق الصحفي عبد الباري عطوان، حول الأنباء عن التوصّل إلى اتّفاقٍ بين سورية والمملكة العربيّة السعوديّة.

وقال الكاتب: “هذا الإنجاز يُشكّل صفعةً قويّةً للولايات المتحدة وتبديد كُل الأحلام الإسرائيليّة بضم المملكة إلى مُسلسل التّطبيع واتّفاقات ما يُسمّى بمنظومة “سلام أبراهام”، وتزايد احتمالات العودة للعمل العربيّ المُشترك”.

وأضاف: التقارب السعودي السوري لم يَكُن وليد السّاعة، وإنّما يعود إلى عدّة سنوات مضت، وكانت البداية عام 2017 عندما فكّت السّلطات السعوديّة ارتباطها كُلّيًّا مع المُعارضة السوريّة، وأغلقت مكتبها.

وطلبت من كُل العاملين فيه، بِما في ذلك رئيسه مُغادرة البِلاد، وتلى هذه الخطوة سماح الرياض في أيلول 2020 بمُرور شاحنات البضائع السوريّة عبر أراضيها إلى الخليج، وبعد ذلك فتح خط جوّي عبر خُطوط “أجنحة الشّام” السوريّة بين الرياض ودِمشق في كانون أوّل عام 2020.

وجاءت زيارة السيّد محمد مرتيني وزير السّياحة السوري إلى الرياض على رأسِ وفدٍ كبير للمُشاركة في اجتماع لمنظّمة السّياحة العالميّة، أحد أبرز مُؤشّرات الانفتاح المُتدرّج.

لكن الاختِراق الأكبر جاء في شهر أيّار عام 2021 عندما جرت مُباحثاتٍ أمنيّة سعوديّة إيرانيّة في دِمشق، مثل الجانب السعودي فيها الجِنرال خالد الحميدان رئيس المُخابرات. والسوري اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن السوري، وتكلّلت هذه اللّقاءات السّريّة باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد للجِنرال الحميدان.

وتابع الكاتب مِن المُفارقة أن هذا التطوّر الجديد في العلاقات السعوديّة السوريّة جاء هذه المرّة من الرياض، وبعد مُحادثات جرت لعدّة أيّام بين مسؤول استِخباراتي سوري كبير يُعتَقد أنه الجِنرال حسام لوقا ونظيره السعودي الحميدان.

ومن المُتوقّع أن يتم إعلان إعادة فتح سفارتيّ البلدين أثناء الزّيارة المُتوقّعة لدمشق للأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجيّة السعودي في الأيّام القليلة المُقبلة.

وقد مهّدت السّلطات السعوديّة لهذا التّقارب بإقامة جسر جوّي لإيصال المُساعدات إلى ضحايا الزّلزال الأخير. وكان منظر طائرات الشّحن السعودي في مطارات دِمشق وحلب واللاذقيّة المُحمّلة بالأغذية المعدّات الطبيّة والأدوية لافتًا ومُبَشِّرًا”.

وقال “عطوان”: “جميع هذه التطوّرات الدبلوماسيّة المُتسارعة ما كان لها أن تتحقّق إلا بعد حُدوث تغييرات جذريّة في السّياسات السعوديّة. أبرزها إدارة الظّهر بشَكلٍ لافت للولايات المتحدة الأمريكيّة والغرب عُمومًا.

بعد التوصّل إلى قناعةٍ لدى القيادة السعوديّة بأنّ العصر الأمريكي يقترب من نهايته لمصلحة نظام عالمي جديد مُتعدّد الأقطاب بقيادة الثنائي الصيني الروسي، وكانت زيارة الرئيس الصيني تشي جين بينغ للرياض أواخر العام الماضي. ووساطته للتوصّل إلى الاتّفاق السعودي الإيراني واحتِضان توقيعه في بكين.

وتبنّي السعوديّة لاتّفاق “أوبك بلس” مع الرئيس بوتين، تحدّيًا للرّغبة الأمريكيّة، العناوين الأبرز لهذه التّغييرات السعوديّة الاستراتيجيّة”.

واضاف: “قمّة الرياض العربيّة المُتوقّعة بعد عُطلة عيد الفطر المُبارك، قد تكون قمّة عودة سورية إلى الجامعة العربيّة، والعمل العربيّ المُشترك، وبداية نظام عربي جديد يستند إلى الثّوابت العربيّة، وحل جميع الخِلافات الرّاهنة”.

وختم الكاتب بالقول: “قانون قيصر الأمريكي الذي يُجسّد جريمة العصر بحصاره الشعب السوري وتجويعه بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، ومعركة إعادة الإعمار باتت على وشك الانطِلاق، وزيارات الرئيس السوري لكُل من مسقط وأبو ظبي. هي البداية، ولا نستبعد أن تكون الرياض هي المحطّة القادمة لهبُوط طائرته بعد أكثر من 11 عامًا من القطيعة”.

وكانت وكالة “رويترز”، نقلت عن مصادر مطلعة، أن سورية والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد.

وأكد مصدر في وزارة الخارجية السعودية، قبل أيام، بدء المباحثات مع سورية، حيث أفضت وساطة روسية إماراتية إلى تذليل العقبات أمام البلدين العربيين.

ونقلت قناة” الإخبارية” السعودية عن المصدر، أنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فالبحث جار مع المسؤولين في سورية حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.

كما قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في وقت سابق، إن “إجماعاً بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سورية، وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما”.

وفي تشرين الأول 2011، قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية لحين قيامها بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.

وأغلقت المملكة العربية السعودية، سفارتها بدمشق في آذار عام 2012، لتنقطع بعدها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العربيين طيلة سنوات الحرب على سورية.

كليك نيوز

اقرأ أيضاً: السعودية تطرق أبواب دمشق وتحدد موعد إعادة العمل في قنصليتها داخل سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى