مجتمعمحلي

الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن

الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن

 

مع تقلص مخصصات مازوت التدفئة لدى المواطن السوري، وانصرافه للبحث عن بدائل أخرى، باتت صعبة المنال أيضاً، يستعد أهالي “حمص” لاستقبال فصل الشتاء بطرقهم الخاصة، والتي باتت أكثر اعتماداً على وسائل محلية ترتبط بتوفر مواد من البيئة المحيطة بهم كالحطب.

معاناة سنوية

 

“تعلمنا من مأساة العام الفائت”، هي رواية غالبية الناس بما فيهم “صالح الأشقر”، فبمجرد انتظارنا لأخذ حصتنا السنوية من المازوت والتي انحدرت من 200 ليتر لـ 50 لتر فقط، بات من الضروري الأخذ بعين الاعتبار وسائل احتياطية تفادياً لأي حدث طارئ على حد تعبيره.

وفي الوقت الذي يلجأ به البعض لخطط بديلة، نجد بأن معظم العائلات تقضي الشتاء دون أي مصدر للوقود حسب رواية العم “أبو فراس”، الذي أكد عجزه عن شراء المازوت والحطب، فراتبه لا يكفي أجرة منزل وطعام لعائلته، ليكتفي بعبارة “البطانيات حلنا الوحيد كالسنة الماضية” لوصف معاناته.

الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن
الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن

مافيات الحطب

 

غدت فكرة التحطيب الشغل الشاغل لغالبية المواطنين وتجارة رابحة للكثير من ضعاف النفوس، ممن لجؤوا لقطع الأشجار ليلاً ومن ثم بيعها نهاراً دون حسيب أو رقيب، ما جعل من عملية قطع الأشجار جائرة، ولكافة الأنواع المتواجدة على جانبي الطرق الدولية والمحلية بين القرى والمدن.

وهذا وإن دل على شيء، فإنه سيتسبب بأضرارٍ كبيرةٍ بالثروة الحراجية في مدينة حمص، وبالتالي فقدان جمالية المنظر خصوصاً الطريق الواصل بين (حمص – طرطوس) وطريق (حمص – دمشق) بشكل كبير وملفت، ومن جهة أخرى اختلال التوازن البيئي وزيادة الأمراض.

ومع أن الجهات الأمنية اتخذت التدابير اللازمة لعمليات القطع ومنع إدخال الحطب إلى المدينة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لردع لصوص التحطيب، هذا ما أخبرنا به “محمد العبد الله” من ارشادية “رام العنز” بقوله ” في حال استمر التوزيع البطيء للمازوت فإن المواطن سيضطر لشرائه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ما يسمح للتجار باستغلالهم، إلا أنه في حال لم يملك المال لشراء المازوت، فسيضطر حتماً لقطع الأشجار، وهذا سيشكل أزمة حراجية كبيرة في قرى ريف حمص، ومع استمرار هذا الحال لن يبقى شجرة واحدة لقطعها العام القادم”.

ومع وصول أغلب المواطنين لحالة اليأس من أخذ مستحقاتهم من المازوت، قاموا بتحويل مدفأة المازوت لمدافئ حرق الأخشاب والثياب والأحذية والورق وكل ما يتوفر عندهم في سبيل الحصول على بعض الدفء، وذلك في مواجهة ارتفاع سعر طن الحطب في حمص والذي يبدأ بـ 950 ألف ليرة، مع قابلية الزيادة في موسم الشتاء، نظراً لزيادة الطلب عليه أكثر من العام الفائت.

الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن
الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن

التهريب كحل بديل

 

يعتمد أهالي حمص بشكل كبير على المحروقات المهربة عبر الحدود، وخاصة القادمة من شمال شرق سورية بواسطة الصهاريج.

“فالمازوت المهرب أرخص والحصول عليه أسهل” لسان حال محمود مرهج الذي اعتمد هذه الوسيلة لتأمين الدفء لعائلته شتاءً مبرراً ذلك بقوله “سنموت برداً إن لم نقم بشراء المازوت وتأمينه من الآن، فكمية المازوت المخصصة، والتي لا توزع كلها للبيوت، لا تكفي أساساً لمحاربة برد الشتاء”.

وأمام ما يعانيه الجميع من صعوبة الحصول على المادة، أكد خبراء الأرصاد الجوية بأن شتاء هذا العام بارد جداً، بينما المواطن لا حول له ولا قوة، عدا عن مواجهته خطر ارتفاع سعر بيدون المازوت 20 لتر الذي يباع حالياً بـ 120 ألف، مع قابلية ارتفاع سعره في موسم الشتاء.

الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن
الحطب مقابل المازوت.. معادلة الشتاء ومعركة البقاء للمواطن

تقنين رسمي

 

لم يكن الوصول لهذه الصيغة من العمل والتوزيع سوى نتيجة دراسات متعددة قامت بها وزارة النفط مؤخراً، ومن ثم تحديد 50 لتر كدفعة أولى من مخصصات المازوت لتوزيعها على المواطنين، والتي لم تعد تكفي ومع التقنين الشديد أيام البرد 20 يوم كحد أقصى.

ربى العلي – كليك نيوز

اقرأ أيضًا: مع فشل تجربة الـ 50 لتر.. بورصة الحطب تنتعش والطن بما يقارب المليون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى