“الجولاني” يسوق لنفسه على حساب معاناة أهالي إدلب

يكرر “أبو محمد الجولاني” المسؤول العام لـ “هيئة تحرير الشام” الإرهابية، الظهور بين الحين والآخر، بأنه قريب من الحاضنة الشعبية وسكان المخيمات، في سياق عمليات التسويق التي يقوم بها، وأنه حريص على المدنيين الذين ترهقهم “المؤسسات” التابعة لـ “الهيئة” بانتهاكات مستمرة.
وأفاد موقع كليك نيوز، أن “الجولاني” يحاول إظهار نفسه كشخصية مدنية تقدم الخدمات للسكان في إطار مساعيه الأخيرة لإبعاد صفة “الإرهاب” عنه، في إطار سعيه المتواصل للترويج لنفسه ولفصيله بأنهم خلعوا عباءة “القاعدة” وأنهم غير إرهابيين ويتسمون بالاعتدال.
وأضاف الموقع، أن “الجولاني” ظهر مؤخراً، في مخيمات منطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي قرب الحدود مع لواء إسكندريون، إلى جانب “رئيس” ما يسمى “حكومة الإنقاذ” التابعة له، ترافقه قوات أمنية كبيرة، تحيط بهم من كل الجهات كمرات التصوير، في سياق إخراج مسرحية جديدة لتبييض صورة “الأمير” وإعطائه صبغة مدنية على أنه قريب من الحاضنة الشعبية ويشعر بمعاناتهم.
وكانت غرقت عشرات المخيمات التي تأوي آلاف السكان في مناطق ريف إدلب، في مأساة متكررة كل عام، مع بدء تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء، وسط معاناة مريرة مستمرة لقطاني تلك الخيام، وغياب كامل لحكومة تدعى “الإنقاذ” غابت عن تقديم أي حلول تخفف عنهم، إلا تلك القيود التي تفرضها عليهم بوسائل شتى.
ولا يخفى على أحد أن إدلب التي تهيمن عليها حكومة “الإنقاذ” الذراع المدنية لـ “الهيئة “، يعيش جل سكانها في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الكرامة والمروءة، ليتسلط عليهم من يدعي تنظيم أمورهم وحياتهم، ويزيد من معاناتهم وأوجاعهم بالإتاوات والضرائب والقوانين التي تخدمها وحدها.
ولم تكتف “الإنقاذ”، التي يؤكد ناشطون إنها عبارة عن واجهة تنفيذية لأمراء الحرب ممن يستحوذون على موارد وإيرادات المناطق التي تسيطر عليها، باتخاذ قرارات تتعلق بمصادر تمويلها الضخمة، بل وصلت إلى لقمة العيش والغذاء والمواد الأساسية للمواطنين مما يفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية
وتسيطر “الهيئة”، التي ظهرت لأول مرة في سوريا نهاية العام 2012، على منطقة إدلب وأجزاء من ريف حلب بعد طردها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
ومنتصف العام 2018، صنفت الولايات المتحدة الأميركية “الهيئة” التي يقودها “الجولاني” وكل فصيل له صلة بها كـ “منظمة إرهابية”