مجتمعمحلي

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

 

تطورٌ مخيف وانفتاح بات يهدد البشرية أجمع، فما تملكه اليوم لا يمكنك استخدامه غداً، وكل ما لديك من تقنيات الكترونية هي ملك عائلة بأكملها، ولم تعد حكراً على فئة عمرية دون أخرى، ويبقى الانتباه سيَّد الحلول، تفادياً لوقوع كوارث لا تُحمد عقباها.

هذه ليست مخاوف أو أفكار سلبية، إنما نتاج فترة طويلة من التقلبات السريعة في عالم تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، التي أفرزت مجتمعاً مفعماً بحب الاكتشاف، وجيلاً قابلاً لاستقطاب كل ما هو جديد، دون النظر لفوائده أو أضراره.

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية
الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

حب الاكتشاف

 

يولد الطفل وبداخله الفضول لاستخدام أي شيء يثير اهتمامه، ليجد نفسه أمام شاشة صغيرة سهلة الاستخدام وقابلة للتطور، إلا أن الصعب في هذه المرحلة الاحتفاظ باهتمامات الطفل المادية قبل انصرافه للتعلق بشخصيات خياليَّة وأفكار غير قابلة للتصديق، والتي تتبع ما يشاهده من أفلام “كرتون” أو ألعاب ضمن الأجهزة الذكية.

واليوم لم تقتصر مهمة الجوالات على التسلية فقط، بل تحولت لبوابة عبور للكثير إلى مواقع عدة برأي السيدة “فاطمة الحلبي” وهي أم لثلاثة أطفال، مرجعة انشغال الأهالي بأعمالهم خارج المنزل لعدم اعترافهم بالذنب أمام أطفالهم، فيما لو اتجهوا لسلوكيات غير صحيحة، كالتعلق بالهواتف الذكية وإهمال الدراسة، أو لجوئهم للانطواء أو العنف جرَّاء متابعة أفلام وألعاب غير مناسبة لأعمارهم لا من حيث الفكرة ولا أسلوب العرض.

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية
الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

ذكاء اصطناعي

 

وتتعدد الألعاب الالكترونية بين المغامرة والتشويق وحب القيادة، وهنا يكمن السر في جذب الطفل لها، وذلك من خلال حركات سريعة وبهلوانية تدفع به لمتابعتها دون ملل، كما للتوجه للجانب الرياضي والذي يشغل اهتمام غالبية المجتمع، دلالة قوية لذكاء القائمين على إعداد وبرمجة هذه الألعاب برأي المهندس “سامح شاهين”، والذي يؤكده رواج هذه الألعاب ضمن شبكات الويب ومواقع الانترنيت، والتي من الممكن ممارستها بطرق عدة كأجهزة البلاك بيري أو الهواتف المحمولة الذكية أو الكمبيوتر الشخصي.

ويعتبر البعض بأن التوجه لمثل هذه الألعاب أساسياً ومن مبدأ التخفيف من ضغط العمل وتحسين الحالة النفسية، في حين يرى البعض الآخر بأنها نوع من الإدمان ولا يقل خطرها عن المخدرات لصعوبة التخلص منها.

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية
الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

سلاح ذو حدين

 

ولأنه من الطبيعي حدوث مثل هذه الظواهر الناتجة عن التطور التكنولوجي في حياة الأفراد، واعتماد الانترنيت مبدأ العمل في كافة مناحي الحياة، لابد من التوجه لهذه الألعاب من مبدأ الترفيه فقط برأي الاستشارية التربوية “ربى ناصر”، نظراً لما تحتويه من تأثيرات سمعية وبصرية وحسية متنوعة، عدا عن قناعتهم التامة بفائدة هذه الألعاب لجهة المتعة الشخصية، متجاهلين الضرر الناتج عنها في حال عدم وجود ضوابط أو شروط لاستخدامها من قبل الأهالي، لكونهم الرقيب الأول على سلوكيات أبنائهم.

إلا أن لاعتماد بعض هذه الألعاب على أسلوب التفاعل الاجتماعي بين اللاعبين، دور مهم في تنمية سرعة الاستجابة والذكاء عند الطفل، كما تساعده على اتخاذ القرارات بسرعة وتنمي الوظائف الادراكية من خلال تطوير الدماغ وخلق مسارات عصبية جديدة وأجهزة إرسال لتحسين الأداء.

الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية
الألعاب الالكترونية إدمان مجتمعي وغياب للرقابة الأسرية

في حين حذرت الاستشارية “ربى ناصر” من وصول الطفل حد الإدمان لهذا الفعل، والذي سيُنتِج أضراراً نفسية وسلوكية، مثل التقاعس عن أداء المهام اليومية، وهنا لابد من تفعيل دور الأسرة ممثلةً بالأهل، لأن بناء طفل ذكي، اجتماعي، ومتوازن يستدعي تهيئة الأجواء وتنظيم أوقات استخدام الألعاب الالكترونية لديه، والبحث عن أشياء مفيدة تشغل وقت الفراغ لديه بعد الانتهاء من فترة هذه الألعاب، ومراعاة النظر لسلوكيات الطفل في حال تكرر أي سلوكيات عدوانية من قبله، والذي يستوجب حتماً اللجوء لاستشاري نفسي وتربوي.

بارعة جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى